الانتقالي العراقي يطلب إعادة العسكريين المسرحين

حث الرئيس الدوري الحالي لمجلس الحكم الانتقالي في العراق إياد علاوي الولايات المتحدة على إعادة عناصر الجيش والشرطة اللذين تم حلهما بقرار من سلطات الاحتلال في العراق، إلى الخدمة.
وقال علاوي في مقال له نشرته صحيفة النيويورك تايمز، إن قرار سلطات التحالف حل الجيش والشرطة قد "أدى إلى فراغ أمني ازدهر معه الإجرام، ومثل فرصة استغلها عناصر النظام السابق وإرهابيون دوليون".
وأضاف أن الولايات المتحدة بإعادتها لعناصر الجيش والشرطة السابقين في العراق ستسرع في تخفيف الأعباء التي ينوء بها جنودها هناك، كما سيكون لهذه البادرة وزنها في المجتمع العراقي.
وأوضح علاوي أن نحو 30 ألف جندي عراقي عادوا إلى منازلهم بأسلحتهم أمام الغزو الأميركي ويمكن إعادة تدريب معظمهم بصورة سريعة، كما دعا واشنطن إلى دعم الاعتراف بالسيادة العراقية في المحافل الدولية، مضيفا أنه سيكون من الخطأ إعاقة إقرار سيادة العراق والاعتراف به دوليا.
من جهته أكد العضو في مجلس الحكم الانتقالي محسن عبد الحميد أن من الممكن إنجاز العملية الدستورية والانتخابية في العراق قبل نهاية العام 2004, والمنصوص عليها في القرار الأخير الذي أصدره مجلس الأمن الدولي.
وحذر عبد الحميد الذي يزور الإمارات العربية المتحدة مع وفد من مجلس الحكم من أن هذه المهمة تبقى رهنا بتطور الوضع في العراق. وقال إن الظروف يمكن أن تتغير, مؤكدا أن مجلس الحكم سيحدد ضمن المهلة المقررة له قبل 15 ديسمبر/ كانون الأول القادم المواعيد التي طلبها منه مجلس الأمن.
التطورات الميدانية
وتأتي هذه التصريحات في وقت شهدت فيه الساعات الأربع والعشرون الماضية مزيدا من الهجمات ضد قوات الاحتلال. فقد قتل جنديان أميركيان وجرح ثالث في هجوم استهدف دوريتهم مساء السبت خارج مدينة كركوك شمالي بغداد. وصحح بيان صادر باسم قوات الاحتلال في العراق ما سبق أن أعلن يوم الأحد من أن الهجوم وقع قرب مدينة تكريت.
وفي حادث آخر استهدف هجوم بصواريخ آر.بي.جي مساء الأحد مقر الحركة الديمقراطية الآشورية المسيحية في كركوك في شمال العراق, فأصاب شخصا واحدا بجروح.
وفي الفلوجة غربي بغداد سمعت ثمانية انفجارات داخل معسكر أميركي يقع عند مدخل المدينة مساء الأحد. وأطلق الجنود الأميركيون قنابل مضيئة في محاولة لكشف المسؤولين عن هذه الانفجارات التي لم تتضح طبيعتها.
كما تعرضت قافلة أميركية لهجوم بصاروخ مضاد للدبابات في منطقة الخالدية غربي الفلوجة مساء الأحد، مما أدى إلى تدمير سيارة جيب حسب شهود عيان.
يأتي ذلك بعد ساعات من تعرض قافلة عسكرية أميركية لهجوم أسفر عن تفجير شاحنة محملة بالأسلحة والذخيرة. وقد ردت القوات الأميركية بإطلاق النار عشوائيا على جمع من المواطنين قرب مكان الحادث مما أدى إلى مقتل مواطن عراقي وإصابة ثلاثة آخرين بجروح.
وفي تطور آخر أفرجت الشرطة العراقية مساء الأحد عن مصورين يعمل أحدهما لوكالة رويترز والآخر لفرانس برس كانت قد اعتقلتها في وقت سابق بسبب تغطيتهما للهجوم. وبرر عناصر الشرطة العراقية عملية الاعتقال بالقول إنهم ينفذون أوامر الجنود الأميركيين الذين يبحثون عن شخص قيل إنه قام بتصوير الهجوم.
وفي مدينة كربلاء جنوبي بغداد دعا المرجع الديني الشيعي آية الله صادق الحسيني إلى نبذ كل أنواع المشاحنات والبغضاء, في إشارة إلى ما جرى من مواجهات مسلحة بين جماعات شيعية في كربلاء. وطالب بإقامة عراق إسلامي حر على أسس الشورى واحترام الرأي الآخر.
من جانبه حذر الشيخ كاظم الناصري ممثل رجل الدين البارز مقتدى الصدر قوات الاحتلال الأميركي من ممارسة ضغوط على رجال الدين الشيعة في كربلاء.
ويأتي هذا التحذير بعد أن حاصرت القوات الأميركية منزل ومكتب رجل الدين الشيعي السيد محمود الحسَني بعد اتهام أنصاره بقتل ثلاثة أميركيين في كربلاء يوم الخميس الماضي.
رسالة جديدة لصدام
من ناحية أخرى دعت رسالة منسوبة إلى الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين زعماء العشائر العراقية إلى الجهاد ومساعدة المقاومة وضرب كل الذين يتعاونون مع قوات احتلال العراق بيد من حديد.
وجاء في الرسالة المؤرخة بالتاسع من الشهر الحالي والتي وزعها بعض أنصار صدام في 13 من الشهر نفسه في عدد من منازل تكريت "أوصيكم بمساعدة إخوانكم في المقاومة وأدعو أبناء عشائركم للجهاد فيوم الخلاص قريب بإذن قادر محتسب".
وقال صدام "لقد أوجعتهم ضرباتكم التي لم يكونوا يتوقعونها بعد أن خيل لهم شيطانهم أن العراق لقمة سائغة فكانت لهم السم الزحال". ووعد بأن "النصر لقريب", داعيا زعماء العشائر إلى الوحدة.
ودعا زعماء العشائر إلى "إقامة مسيرة سلمية تندد بالاحتلال الأميركي ورفع لافتات تطالب بنزوح المحتلين الغزاة وليكن يوم 15 من الشهر الجاري يوم الزحف الكبير".
وقام أنصار لصدام بإطلاق النار في الجو في ذلك اليوم في بغداد احتفالا بذكرى تنظيم الاستفتاءين الرئاسيين في 1995 و2002, مما حمل الجنود الأميركيين على إطلاق طلقات تحذيرية.
وعمدت قوات الاحتلال في ذلك النهار إلى زيادة الإجراءات الأمنية بشكل ملحوظ في تكريت, غير أنه لم يتم تنظيم تظاهرات في المدينة.