هجمات للمقاومة ومجلس الأمن يدرس مشروعا أميركيا

تواصلت في الساعات الأربع والعشرين الماضية هجمات المقاومة على قوات الاحتلال الأميركي. وفي أحدث هذه الهجمات تعرضت قافلة أميركية تضم عدة شاحنات صهاريج صباح اليوم لهجوم بالمتفجرات جنوبي مدينة الفلوجة على بعد 50 كلم غربي بغداد، دون أن ترد أي أنباء بعد عن وقوع إصابات.
وأوضح شهود عيان أن الهجوم وقع على طريق تبعد حوالي 15 كلم جنوبي الفلوجة، مشيرين إلى أن النيران كانت تتصاعد من إحدى الشاحنات التي أصيبت في الهجوم.
وفي منطقة الخالدية غربي بغداد أيضا أدى انفجار عبوتين ناسفتين قرب جسر الصديقية إلى إعطاب سيارة مدرعة أميركية. وأفاد شهود أن إصابات وقعت في صفوف الجنود الأميركيين، ما استدعى نقلهم على الفور إلى المستشفى. وقد أرسلت تعزيزات عسكرية أميركية إلى المنطقة وتم على الفور سحب السيارة المعطوبة.
ويأتي هذان الهجومان بعد ساعات من مقتل ثلاثة جنود أميركيين في حوادث منفصلة بالعراق. فقد قتل جندي قرب مدينة سامراء نتيجة هجوم بالقذائف الصاروخية. كما قتل جندي وجرح آخر في هجوم تعرضت له دوريتهما بحي المنصور في بغداد.
وكانت جندية أميركية قتلت وأصيب اثنان بجروح بالغة نتيجة انفجار قنبلة استهدفت دورية عسكرية في مدينة تكريت. ووقع الانفجار أثناء مرور القافلة قرب قصر صدام الذي تتخذه قوات الاحتلال مقراً لها في تكريت. وقامت القوات الأميركية بعمليات تفتيش للسيارات المشتبه فيها بحثاً عن أسلحة أو أدلة تقودهم إلى المهاجمين.
وفي كركوك ألقى مسلحون مجهولون قنبلتين يدويتين مساء أمس على مكتب للتوظيف في هذه المدينة الواقعة شمالي العراق دون أن يسفر ذلك عن سقوط ضحايا. ويقع مكتب التوظيف قرب بلدية كركوك على بعد حوالي 350م من مبنيين توجد فيهما قوات أميركية.
تظاهرات
من جانب آخر نظمت مجموعة من الشيعة تظاهرة مساء أمس في بغداد احتجاجاً على إطلاق النار عليهم من قبل الشرطة العراقية أثناء اعتراضهم على اعتقال أحد الأئمة.
وبدأت التظاهرة من مسجد علي الكاظم في البياع جنوبي بغداد الذي شهد محاولة اعتقال إمامه الشيخ مؤيد الخزرجي, ثم توجه المتظاهرون إلى مركز للشرطة العراقية للتعبير عن احتجاجهم وطالبوا بمحاكمة رجال الشرطة الذين أطلقوا النار على التظاهرة.
كما تظاهر المئات من العراقيين العاطلين عن العمل في بغداد أمس أمام مكتب حماية المؤسسات للمطالبة بتوفير فرص عمل لهم. وقد أطلقت الشرطة العراقية النار لتفريق المتظاهرين وأصابت أحدهم بجروح.
وفتحت الشرطة العراقية النار في وسط مدينة الموصل -ثالث أكبر المدن العراقية- لتفريق متظاهرين يشكون من الفساد بسبب سوء توزيع فرص العمل.
وفي البصرة طالب أحد علماء الدين جميع الدول المشاركة بقوات في العراق بالاعتذار عن تصرف جندي تشيكي كتب عبارات غير لائقة على نص من القرآن الكريم.
وقد نظم نحو خمسة آلاف من سكان البصرة تظاهرة خارج مستشفى المدينة للتنديد بتصرف الجندي التشيكي. وطالب ممثلون عن المتظاهرين اجتمعوا مع جنود بريطانيين بإبعاد هذا الجندي عن البلاد.
مشروع القرار الأميركي
وعلى الصعيد السياسي أعلنت الأمم المتحدة أن مجلس الأمن الدولي سيجري في وقت لاحق اليوم مشاورات مغلقة بشأن الصيغة الجديدة لمشروع القرار الأميركي عن العراق.
وفي هذا الإطار أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ريتشارد باوتشر أن واشنطن بدأت مشاورات مع الدول الأربع الأخرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن وهي روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا لإطلاعهم على التعديلات التي أدخلتها على مشروع القرار.
وأكد باوتشر أن المسودة تأخذ في حسبانها الاعتراضات التي أثيرت على النسخة السابقة من مشروع القرار. وأشار إلى أن وزير الخارجية كولن باول أبلغ أعضاء مجلس الأمن هاتفيا أمس بفحوى نص القرار وبالتغييرات التي توافق واشنطن على إدخالها على النص السابق.
وتخلو الصيغة الجديدة من توصيف قوات التحالف بأنها قوة احتلال، وتسعى إلى تحويلها إلى قوة متعددة الجنسيات تجيزها الأمم المتحدة ولكن بقيادة أميركية. كما أنها تحدد بشكل أوضح دور مندوبي الأمم المتحدة في العراق وتحث العراقيين على تعيين تاريخ محدد لنقل السلطة وتربط بين القوة المتعددة الجنسيات والعملية السياسية في العراق.
ويحث مشروع القرار الدول الأعضاء في المجلس على المساهمة في جهود إعادة الإعمار وتقديم قروض وهبات مالية واستعادة وحفظ الأمن والنظام في العراق.