محادثات السلام الصومالية تواجه عقبات جديدة

أدى انسحاب مجموعة من قادة الفصائل ذوي النفوذ من محادثات السلام الصومالية التي تجري في كينيا إلى إثارة الخلافات مجددا بين الأطراف المعنية، مما زاد الصعوبات التي يعاني منها مؤتمر السلام أصلا بسبب خلافات بين القوى الإقليمية.
فقد أعلنت 12 جماعة سياسية صومالية -بينها اثنتان من أقوى الفصائل- في مقديشو أنها ستنسحب من محادثات كينيا، وتكوّن التحالف الوطني لإنقاذ الصومال ومن ثم ستنظم مؤتمرا بديلا للسلام.
وقال زعيم التجمع الجديد موسى سودي إنه سيحاول عقد تحالف مع رئيس الحكومة الانتقالية المتداعية عبدي قاسم صلاد حسن التي عادة ما تتهم إثيوبيا بالتدخل في المحادثات.
وأوضح سودي أن التحالف الجديد سيحاول تشكيل إدارة جديدة في مقديشو -أكثر مناطق البلاد تسلحا- التي عمت بها الفوضى وتحولت إلى مقاطعات للمليشيات المتناحرة.
وقال دبلوماسيون مشاركون في المحادثات المستمرة منذ عام إن الخيارات المتاحة بدأت تنفد أمامهم في الوقت الذي يحاولون فيه رأب الصدع الذي ظهر في مساعي إنهاء سنوات من العنف في الصومال، وقال دبلوماسي "إننا في مرحلة نحتاج فيها إلى التفكير في أسلوب جديد".
وكان صلاد قد انسحب من المحادثات في سبتمبر/ أيلول الماضي احتجاجا على قرار المندوبين والوسطاء الموافقة على دستور انتقالي دون إشراكه ودون إشراك زعماء فصائل أخرى، كما أعلنت جيبوتي ذات النفوذ في شؤون الصومال أنها ستنسحب من دور الوسيط.
ويرى دبلوماسيون أن هاتين الخطوتين ترجعان إلى تزايد الخلافات بين إثيوبيا التي تتمتع بنفوذ كبير في منطقة القرن الأفريقي، وهي من أعداء الصومال وبين دول عربية مثل مصر التي تراودها مخاوف من تزايد النفوذ الإثيوبي في الصومال.
كما أعرب عدد من أعضاء تحالف وادي جوبا الذي يسيطر على ميناء كيسايو في جنوب البلاد عن استيائهم مما يرونه محاولات إثيوبية للهيمنة على محادثات كينيا وعلى أي إدارة صومالية جديدة تنبثق عنها.