مجلس الأمن يناقش مشروع قرار معدل عن العراق
بدأ مجلس الأمن الدولي مساء اليوم مشاورات مغلقة تتناول مشروع القرار الأميركي المعدل عن العراق.
وقال وزير الخارجية الأميركي كولن باول للصحفيين في نيويورك إن المشروع الجديد يعطي دورا كبيرا ومهما للأمم المتحدة، ولكن ستظل قيادة عملية نقل السلطة للعراقيين بيد القوات الأميركية.
وبرر باول تأكيد مشروع القرار على تولي ما سماه بسلطة التحالف قيادة عملية نقل السلطة للعراقيين وليس الأمم المتحدة بإمكانيات أمنية وتمويلية لاتقدر الأمم المتحدة على تلبيتها.
وأكد مسؤول في الخارجية الأميركية أن واشنطن ترغب في تصويت سريع على المشروع في وقت لا يتعدى الأسبوع المقبل.
من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان اليوم إن مشروع القرار الأميركي لا يتوافق مع أفكاره الخاصة حول وجوب اضطلاع الأمم المتحدة بدور مركزي في العراق.
وأضاف أنان للصحفيين "من الواضح أن (مشروع القرار) لا يسير في الاتجاه الذي أوصيت به" مشيرا إلى أن الأمم المتحدة تدرس مشروع القرار لتحديد ما إذا كان مختلفا جذريا عن سابقه.
اعتراض فرنسي ألماني
لكن السفير الفرنسي في الأمم المتحدة جان-مارك دي لا سابليار أكد اليوم الخميس أن مسودة القرار الأميركي المعدلة لا تستجيب لرغبات فرنسا. وقال دي لا سابليار "لا نرى (في المسودة) أي من الاقتراحات التي تقدمنا بها مع ألمانيا بشأن نقاط أساسية".
وأكد بعد أول جولة من المشاورات المغلقة حول المسودة "قلنا إن هدفنا ليس استصدار قرار فقط، بل هدفنا إصدار قرار جيد يسهم في إحلال الاستقرار في العراق وبدء عملية سياسية يديرها العراقيون". وأوضح أن المسودة الأميركية "توكل للأمم المتحدة دورا ثانويا".
| ” ألمانيا تؤكد أن مشروع القرار ما زال بحاجة إلى المزيد من العمل لكي يحقق التوافق ضمن الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن ” |
وفي برلين أبدت ألمانيا اعتراضا على الصيغة الجديدة للمشروع، وأكدت أنها لا تزال بحاجة إلى المزيد من العمل لكي تحقق التوافق ضمن الأعضاء الـ15 في المجلس.
وقال مسؤول حكومي ألماني رفض الكشف عن اسمه إن النص كما هو ليس كافيا رغم أنه يتضمن تقدما وهو أقرب حول العديد من النقاط المحددة من المطالب التي قدمها قادة ألمانيا وفرنسا وروسيا، موضحا أن النص الجديد يخضع حاليا لدراسة مكثف في برلين.
وأوضح المسؤول الألماني أن برلين لا تزال على مطالبتها بتسليم السلطة للعراقيين في أسرع وقت ممكن، مشددا على أن ذلك يجب أن يتم بشكل واقعي وقابل للتحقيق.
مشروع القرار المعدل
وكانت الولايات المتحدة وزعت أمس على أعضاء مجلس الأمن صيغة معدلة من مشروع قرار حول العراق تخلو من توصيف قوات التحالف بأنها قوة احتلال، وتسعى إلى تحويلها إلى قوة متعددة الجنسيات تجيزها الأمم المتحدة ولكن بقيادة أميركية.
كما أنها تحدد بشكل أوضح دور مندوبي الأمم المتحدة في العراق وتحث العراقيين على تعيين تاريخ محدد لنقل السلطة ولكنها لا تحدد جدولا زمنيا لذلك. وتربط بين القوة المتعددة الجنسيات والعملية السياسية في العراق. ويحث مشروع القرار الدول الأعضاء في المجلس على المساهمة في جهود إعادة الإعمار وتقديم قروض وهبات مالية واستعادة وحفظ الأمن والنظام في العراق.
وفي الشأن السياسي العراقي أعلن تكتل ما يعرف بمؤتمر العراق أنه سيرسل وفودا إلى كل من الجامعة العربية وعدد من الدول العربية والأوربية لتسجيل مواقفه من الأزمة العراقية. وشكك الشريف على بن الحسين راعي الحركة الملكية الدستورية ورئيس المؤتمر الذي يضم تحت مظلته معظم القوى العراقية غير الممثلة في مجلس الحكم الانتقالي مجددا في شرعية مجلس الحكم وأي لجنة تعين لصياغة دستور للعراق.
قيادة مركزية للمقاومة
وبينما أقر الجنرال ريكاردو سانشيز قائد القوات الأميركية البريطانية في العراق بوجود قيادة مركزية لقوات المقاومة في مؤتمر صحفي عقده في بغداد، شهدت الساعات الأربع والعشرين الماضية عدة هجمات للمقاومة كان أحدثها هجومين منفصلين على قوات الاحتلال الأميركي في مدينة الفلوجة غربي بغداد استهدف الأول دورية راجلة للجنود الأميركيين عندما أطلق مسلح النار عليها من سلاحه الخفيف أمام مبنى قائمقامية الفلوجة.
وقد رد الجنود الأميركيون ورجال الشرطة العراقية بإطلاق النار باتجاه مصدر النيران مما أدى إلى مقتل منفذ الهجوم وجرح ثلاثة مواطنين إضافة إلى إصابة عدد من السيارات المدنية.
ووقع هجوم آخر على رتل عسكري أميركي بخمس عبوات ناسفة على طريق بين العامرية والفلوجة مما أدى إلى تدمير صهريج وقود ووقوع عدة إصابات بين الجنود الأميركيين حسبما أفاد شهود العيان.
ويأتي هذان الهجومان بعد ساعات من مقتل ثلاثة جنود أميركيين في حوادث منفصلة بالعراق. فقد قتل جندي قرب مدينة سامراء نتيجة هجوم بالقذائف الصاروخية. كما قتل جندي وجرح آخر في هجوم تعرضت له دوريتهما بحي المنصور في بغداد.
وكانت جندية أميركية قتلت وأصيب اثنان بجروح بالغة نتيجة انفجار قنبلة استهدفت دورية عسكرية في مدينة تكريت. ووقع الانفجار أثناء مرور القافلة قرب قصر صدام الذي تتخذه قوات الاحتلال مقراً لها في تكريت. وقامت القوات الأميركية بعمليات تفتيش للسيارات المشتبه بها بحثاً عن أسلحة أو أدلة تقودهم إلى المهاجمين.