قلق أميركي ودولي من الجدار الفاصل والنشاط الاستيطاني

أعرب وزير الخارجية الأميركي كولن باول عن قلق الولايات المتحدة إزاء الجدار الفاصل التي تقيمه إسرائيل داخل الأراضي الفلسطينية والنشاط الاستيطاني في الضفة الغربية.
يأتي ذلك بعد أن كشفت الحكومة الإسرائيلية عن خطط لبناء مئات المساكن الجديدة في ثلاث مستوطنات بعد يوم من موافقتها على المرحلة الجديدة من بناء الجدار العازل.
وقال باول في مؤتمر صحفي بواشنطن إن الرئيس جورج بوش ما زال يعتقد أن الجدار يطرح مشكلة وأن هذه المشكلة ستزداد حدة كونه يتوغل داخل الأراضي الفلسطينية.
وأشار باول إلى أن الإدارة الأميركية تنظر حاليا في برنامج ضمانات القروض التي تمنحها لإسرائيل لتحدد العقوبات التي يمكن فرضها على تل أبيب لقاء مواصلتها النشاط الاستيطاني.
من جانبه أعرب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان عن قلقه البالغ إزاء الإجراءات الإسرائيلية. وقال المتحدث باسمه فريد إيكهارد إن أنان يعتبر هذين القرارين يشكلان عقبتين كبيرتين في وجه إيجاد حل بالمنطقة يقوم على دولتين إسرائيلية وفلسطينية تعيشان جنبا إلى جنب. موضحا أن الجدار يتسبب بمعاناة كبيرة لآلاف العائلات الفلسطينية وأن المستوطنات تمثل "انتهاكا واضحا لمعاهدة جنيف الرابعة"، مخالفة لـ"خارطة الطريق".
نشاط استيطاني
وكشفت الحكومة الإسرائيلية اليوم عن خطط لبناء 628 مسكنا جديدا في ثلاث مستوطنات يهودية بالضفة الغربية. وطرحت وزارة الإسكان الإسرائيلية عدة مناقصات لعدد من مشروعات البناء في مستوطنتي بيتار إيليت ومعاليه أدوميم المجاورتين للقدس المحتلة بالإضافة إلى مستوطنة أرييل القريبة من نابلس شمال الضفة الغربية.
وتعتبر عملية البناء الجديدة في المستوطنات تحديا سافرا لخطة خريطة الطريق التي ترعاها الولايات المتحدة وتدعو لوقف البناء في المستوطنات في الأراضي المحتلة.
وندد الفلسطينيون بالخطة. وقال الوزير الفلسطيني ياسر عبد ربه إن هذه الخطوة دليل على أن إسرائيل "اغتالت" خارطة الطريق تماما من خلال سياسة التوسع الاستيطاني التي تتبعها والتي تشهد عليها الولايات المتحدة.
ونددت حركة "السلام الآن" بالخطوة، واتهمت الحركة الوزارة بخدمة مصالح المستوطنين "في حين يفرض على كافة الإسرائيليين دفع الثمن اقتصاديا وأمنيا وسياسيا" لتكثيف حركة الاستيطان.
ويفيد تقرير بأن إسرائيل شيدت 143 مستوطنة ومواقع استيطانية أخرى في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ احتلالهما في عام 1967، وتضاعف عدد المستوطنين ليصل إلى نحو 370 ألفا في السنوات العشر التي تلت توقيع اتفاقية أوسلو للسلام مع الفلسطينيين.
حائط عنصري
واستنكر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قرار إسرائيل مواصلة بناء الجدار العازل في الضفة الغربية. قائلا إن إسرائيل تواصل جرائمها من خلال توسيع هذا الجدار الذي وصفه عرفات الجدار بأنه حائط عنصري ويمثل تخريبا لعملية السلام.
وناشد عرفات المجموعة الرباعية (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة) إلى منع إسرائيل من المضي قدما في مواصلة تشييد هذا الجدار.
من جانبها أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن الجدار لن يحمي إسرائيل ولن يوقف ضربات المقاومة. واعتبرت أن هذا الجدار يشكل شاهدا على عنصرية "هذا الكيان" وأنه سيأتي اليوم الذي ينهار فيه هذا الجدار تماما.
وأقرت الحكومة الإسرائيلية بأغلبية ساحقة أمس المرحلة القادمة من بناء الجدار التي تشمل إقامة جدران وحواجز جديدة حول العديد من المستوطنات اليهودية وتشييد قطاع من الجدار طوله 42 كلم بالإضافة إلى ما شيد بالفعل بطول 150 كلم في شمال الضفة الغربية.
وأصر رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون على أن يشمل الجدار العازل مستوطنة أرييل في عمق الأراضي المحتلة، متحديا بذلك الملاحظات التي أبداها مساعد وزير الخارجية الأميركي وليام بيرنز بأن التوسع في الاستيطان يهدد مستقبل إسرائيل، خاصة وأن الجدار يتضمن ضما غير شرعي لأجزاء من الأراضي الفلسطينية وفرض واقع جديد على الأرض.
الحكومة الفلسطينية
وعلى الصعيد الفلسطيني الداخلي أرجأ رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف أحمد قريع مجددا عرض تشكيلة حكومته على المجلس التشريعي الفلسطيني بعدما كان مقررا الأحد أو الاثنين القادمين.
وقالت مصادر مقربة من قريع إن ذلك لن يحصل قبل يوم الأربعاء المقبل. وقال نائب فلسطيني رفض الكشف عن اسمه إنه من المقرر عقد اجتماع لنواب حركة فتح يوم الثلاثاء المقبل مع الرئيس ياسر عرفات يتم خلاله تحديد موعد جلسة المجلس التشريعي.