خاتمي وبوتفليقة يدشنان التقارب بين إيران والجزائر

عقد الرئيس الإيراني محمد خاتمي مباحثات على انفراد مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي يقوم بزيارة رسمية لطهران هي الأولى لرئيس جزائري منذ نحو 20 عاما، ثم عقدت جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين.
وأعلن الرئيس الإيراني أن للبلدين مواقف مشتركة حول القضيتين العراقية والفلسطينية وكليهما يكافح الإرهاب.
وقال إن "إيران والجزائر استنادا إلى مواقفهما الثورية تكافحان الإرهاب والعنف والحرب وتدافعان عن التنمية والأمن والديمقراطية والاستقلال والتقدم ومصالحهما الوطنية في الوقت ذاته". ووصف خاتمي مواقف البلدين الدولية بأنها متقاربة جدا.
وأكد الرئيس الجزائري أن القضية الفلسطينية لن تحل إلا عندما يستعيد الشعب الفلسطيني حقوقه. وفيما يتعلق بالعراق قال بوتفليقة "نريد أن يقرر العراقيون مصيرهم بأنفسهم كما نريد أن يستعيد هذا البلد مكانته وكرامته في الساحة الدولية".
وصرح بوتفليقة أن تعاونا ثنائيا قويا سيستفيد منه الشعبان الإيراني والجزائري وسيساهم في اتخاذ مواقف مشتركة في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ومنظمة دول عدم الانحياز.
ونفى الناطق باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي بمؤتمر صحفي قيام الجزائر مجددا بدور الوسيط بين طهران وواشنطن. وقال إن مشاكل إيران مع الولايات المتحدة لا تحتاج إلى وسطاء مؤكدا أن طهران تنتظر من الأميركيين تغييرا في مواقفهم.
وسيوقع الطرفان في وقت لاحق اليوم على عدة اتفاقات للتعاون الثنائي منها اتفاقية لتبادل المجرمين والمطلوبين للعدالة في كلا البلدين.
وهذه أول زيارة يقوم بها رئيس جزائري إلى إيران منذ زيارة الرئيس الشاذلي بن جديد عام 1982 بعد ثلاث سنوات من اندلاع الثورة الإسلامية وأثناء الحرب بين العراق وإيران.
كانت الجزائر تمثل المصالح الأميركية في إيران بعد انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين طهران وواشنطن في السابع من أبريل/ نيسان 1980. كما قامت أيضا بدور الوسيط لدى الإفراج عن الرهائن الأميركيين.
وكثفت الجزائر مهام وساطة حميدة خلال الحرب بين بغداد وطهران حتى قتل خلال إحداها وزير خارجيتها محمد الصديق بن يحيى في تحطم طائرته بظروف لم تتضح في الثالث من مايو/ أيار 1982 عند الحدود التركية العراقية.
وانقطعت العلاقات بين طهران والجزائر عام 1993 بعد فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية في ديسمبر/ كانون الأول 1991 وما تلاها من إلغاء النتائج واندلاع العنف المسلح. وكانت السلطة الجزائرية حينها تتهم إيران بدعم الجبهة الإسلامية بينما كانت طهران تنفي ذلك دائما.
وتحسنت علاقات البلدين مع تولي خاتمي الرئاسة عام 1997 وأعيدت في سبتمبر/ أيلول 2000 بمناسبة لقاء بين خاتمي وبوتفليقة على هامش قمة الألفية في الأمم المتحدة.
ويتوقع أن يزور بوتفليقة صباح الاثنين ضريح مؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخميني جنوب طهران وأن يلتقي المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.