بوش يشيد بإنجازاته بالعراق وقواته تحاصر كربلاء

أشاد الرئيس الأميركي جورج بوش بما أنجزته بلاده خلال الأشهر الستة الماضية في العراق، وطلب من الكونغرس أن يصادق بسرعة على الميزانية الإضافية التي طلبها للعراق وأفغانستان بقيمة 87 مليار دولار.
وقال بوش في كلمته الإذاعية الأسبوعية إنه "قبل ستة أشهر كانت كافة المدارس العراقية تقريبا مغلقة ولم يكن هناك كهرباء في العديد منها ولا ماء ولا نوافذ واليوم هناك 22 جامعة و43 معهدا تقنيا مفتوحة على غرار كافة المدارس تقريبا".
وأضاف أن جهود بلاده ستساعد العراق على استعادة تراثه الثقافي وإعادته إلى الأسرة الدولية وعندما يعود العراق إلى العالم سيبرهن ذلك على قوة الحرية والأمل لتجاوز الكراهية والأحقاد، مشيرا إلى وجود الكثير من العمل ينتظر الإنجاز.
وأقر مجلسا الشيوخ والنواب الجمعة مشروعين مختلفين لميزانية إضافية بقيمة 85 و87 مليار دولار على التوالي ويتعين التنسيق بين مجلسي الكونغرس بشأن المبلغ النهائي حتى يحال المشروع إلى الرئيس لتوقيعه فيصبح قانونا ساريا.
الانتخابات بعد سنة
وفي الشأن السياسي أيضا توقع الممثل الخاص لرئيس الوزراء البريطاني في العراق جيريمي غرينستوك المصادقة على دستور عراقي في غضون ستة أشهر وإجراء انتخابات بعد سنة.
وأكد غرينستوك في مقابلة مع مجلة دير شبيغل الألمانية أن من الصعب جدا تحقيق كل ذلك في أقل من سنة لكن قوات التحالف لا تريد أن يتجاوز ذلك هذه المهلة.
ويطلب القرار الأخير الذي صادق عليه مجلس الأمن الدولي بالإجماع من مجلس الحكم الانتقالي في العراق أن يقدم بحلول الخامس عشر من ديسمبر/ كانون الأول القادم جدولا زمنيا لصياغة دستور وتنظيم انتخابات ديمقراطية.
وفي أبو ظبي دعا نائب رئيس الوزراء حمدان بن زايد آل نهيان العراقيين إلى ترسيخ وحدتهم الوطنية لدى اجتماعه في أبو ظبي مع عضو مجلس الحكم العراقي مسعود بارزاني، مشيرا إلى أن من مصلحة بلاده إقامة علاقات أخوية مع العراق. وكان برزاني طلب خلال لقاء في القاهرة مع وزير الخارجية المصري أحمد ماهر الاثنين الماضي من مصر دعم مجلس الحكم في رفضه انتشار قوات تركية في العراق.
وفي هذا السياق قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا تفضل أن لا ترسل جنودا إلى العراق إذا كان العراقيون لا يريدونهم، لكنه قال إن القرار النهائي في يد الولايات المتحدة.
وقال أردوغان في مؤتمر صحفي خلال ندوة بجزيرة مايوركا الإسبانية إن عرض تركيا بخصوص القوات كان ببساطة استجابة لطلب أميركي بالمساعدة، مشيرا إلى أن موقف الولايات المتحدة هو الذي يحدد في نهاية المطاف ما إذا كان جنود أتراك سيذهبون إلى العراق أم لا.
التطورات الميدانية
ميدانيا قامت قوات الاحتلال الأميركية في مدينة كربلاء بمحاصرة وإغلاق كافة الطرق المؤدية إلى مكتب رجل الدين الشيعي سعيد محمود الحسني بالمدرعات ، فيما كانت الطائرات المروحية تحلق في أجواء المدينة.
وكانت القوات الأميركية قد اتهمت أنصار الزعيم الشيعي بالمسؤولية عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين واثنين من رجال الشرطة العراقية يوم الخميس الماضي.
كما بدأت القوات الأميركية في تسيير دوريات عسكرية في شوارع مدينة كربلاء، في مسعى لإعادة الأمن إلى المدينة ونزع أسلحة الفصائل الشيعية التي يدعمها رجال الدين الذين يملكون تأثيرا كبيرا على المجموعات الدينية. وفيما يحاول المسؤولون الأميركيون معرفة أسباب الحادث, يصر العراقيون على أن الأميركيين هم الذين بدؤوا إطلاق النار.
وأعلن تشارلز هتلي الناطق الرسمي باسم سلطة الاحتلال في العراق أن هناك العديد من الاتهامات الموجهة ضد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وأتباعه.
وأوضح هتلي أن تحقيقا يجري بشأن تلك التهم. ومن جهته أكد جون كريفيو الناطق باسم قوات التحالف في مؤتمر صحفي مشترك مع هتلي عدم وجود دليل على تورط الزعيم الصدر أو أي من أتباعه في أحداث العنف التي شهدتها مدينة كربلاء. ووصف المسؤولين عن تلك الأحداث بالمجرمين والعصابات المسلحة.
وفي مدينة الصدر ببغداد قال عراقيون إن قوات الاحتلال الأميركي والشرطة العراقية اعتقلوا 12 عضوا من المجلس المحلي المنتخب المؤلف من 80 شخصا والمؤيد من قبل قوات الصدر في وجه المجلس المعين من قبل سلطة الاحتلال الأميركي.
وفي تطور ميداني آخر فرضت القوات الأميركية اليوم حظر التجول على بلدة الخالدية غرب العاصمة العراقية بغداد.
وأغلقت الطرق الرئيسية في البلدة ونفذت عمليات دهم وتفتيش للمنازل واعتقلت عشرات المواطنين بينهم ضباط سابقون وعدد من النساء. وأشارت إحدى النساء إلى أن أفراد القوات الأميركية اصطحبوا معهم طفلها دون مبرر. وقال مسؤول عسكري أميركي إن تلك الإجراءات تهدف إلى تعقب من يثيرون المشاكل للقوات الأميركية وللعراقيين أيضا.