الترابي يدعو إلى انتخابات عاجلة بالسودان

الرئيس السوداني


دعا الزعيم الإسلامي السوداني المعارض الدكتور حسن عبد الله الترابي إلى إجراء انتخابات مبكرة في أنحاء البلاد لتأمين أي اتفاق سلام مع المتمردين الجنوبيين يتوصل إليه في المفاوضات الحالية.

وطالب الترابي بأن تكون للأقاليم سلطات واسعة بما في ذلك ما يتعلق بتفاصيل تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية.

وقال الترابي -الذي يرأس حزب المؤتمر الوطني الشعبي والذي كان في السابق منظرا لحكومة البشير- إن الانتخابات أساسية لمنع انفصال الجنوب.

وأضاف الترابي (70 عاما) أنه يتعين أن تجرى الانتخابات في أسرع وقت ممكن موضحا أن الحكم يجب أن لا يكون مركزيا في السودان المتعدد الأعراق والذي هو أكبر دولة أفريقية من حيث المساحة مضيفا أن السودان أضخم من أن يحكم من مركز واحد.

وتابع أن حكومة البشير شوهت أفكاره بشأن تطبيق الشريعة موضحا أنه يتعين أن يقوم الأفراد لا الحكومة بتحديد معظم القوانين بما في ذلك ما يتعلق بحرية العبادة وشرب الخمر الذي تحرمه الشريعة.

وقال إن قوانين الأسرة والقوانين الشخصية ونوع الشراب وطريقة الملبس وأسلوب الاختلاط مع الناس كل هذه القوانين يجب أن تكون محلية حيث يتعين على برلمان كل ولاية أن يطور قوانينها الخاصة.

إعلان

وقال الترابي، الذي رفعت عنه قبل أيام الإقامة الجبرية، إنه يريد الحرية للجميع حتى لأولئك الذين يهاجمون الإسلام ما دام هجوما شفويا أو كتابيا ثم الديمقراطية لكل الناس.

وقال الترابي -وهو قانوني تلقى تعليمه في أوروبا- إن الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على الإرهاب قد أثارت المسلمين ضد واشنطن، مضيفا أن أسوأ شيء هو ما يحدث، لأن العالم الإسلامي بالكامل يعلن أن أمريكا هي الشيطان".

وأوضح أن الأميركيين ضد الإسلام وأن كلمة الإرهاب إنما تستخدم غطاء للحرب على الإسلام مضيفا أن الحملة الأميركية جعلت زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بطلا بالنسبة للكثيرين.

وفي التسعينيات عندما استضاف السودان أسامة بن لادن شاعت مزاعم غربية باعتبار الترابي قوة محركة وراء دعم الخرطوم لجماعات إسلامية ينعتها الغرب بالمتشددة.


undefinedيذكر أن الترابي كان حليفا للرئيس السوداني عمر حسن البشير قبل اعتقاله عام 2001 على خلفية صراع شمل مواقع في السلطة وصلاحيات وطرق اختيار حكام الولايات.

وقد اعتقل البشير الترابي عام 2001 بتهمة ارتكاب جرائم ضد الدولة بعد أن وقع مذكرة تفاهم مع متمردي الجيش الشعبي لتحرير السودان بقيادة جون قرنق في الوقت الذي كانت فيه القوات الحكومية تقاتل في الجنوب.

وتجري حكومة البشير الإسلامية التي وصلت إلى السلطة في انقلاب عام 1989 محادثات حاليا مع الجيش الشعبي لتحرير السودان لإنهاء تمرد مستمر منذ 20 عاما.

وتناقش محادثات السلام في كينيا اقتسام الثروة والسلطة بعد اتفاق مبدئي على موضوعات الدين ومنح الجنوب فرصة استفتاء على الانفصال بعد ست سنوات.

وينظر مراقبون إلى إطلاق سراح الترابي باعتباره محاولة من الحكومة لحشد تأييد لأي اتفاق سلام مع المتمردين.

ويضيف هؤلاء أن تأمين اتفاق سلام سيكون من شأنه إنهاء ما وصفوه بالعزلة الدولية للسودان الذي تضعه أميركا على قائمة الدول الراعية للإرهاب. ويقولون إن واشنطن لعبت دورا رئيسيا في الضغط على طرفي الصراع السوداني لإنهاء حرب الجنوب.

إعلان
المصدر : رويترز

إعلان