القمة الإسلامية تدعو لدولة فلسطينية وتناصر سوريا

دعا قادة الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي في ختام أعمال قمتهم العاشرة بمدينة بوتراجايا الماليزية، إلى إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، وتطبيقِ القرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية.
وقال قادة الدول الإسلامية إن العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية يعد تحديا سافرا للأمة الإسلامية، وأعربوا عن تضامنهم التام مع سوريا. وأضافوا في بيان خاص بسوريا ولبنان تلقت الجزيرة نسخة منه، أن العدوان يعد خرقا غير مسؤول لاتفاق فض الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل عام 1974. وأكدوا على ضرورة احترام سيادة العراق واستقلاله السياسي ووحدة أراضيه.
ونددت القمة الإسلامية في بيانها الختامي بالاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني ورفضت الضغوط التي يتعرض لها الرئيس ياسر عرفات، وجددت الدعوة إلى عودة جميع اللاجئين الفلسطينيين. كما طالب البيان بتفعيل المقاطعة العربية والإسلامية لإسرائيل.
ودعا البيان مجلس الأمن إلى اتخاذ التدابير اللازمة لإجبار إسرائيل على الكف عن ارتكاب مثل هذه الأعمال العدوانية الإرهابية أو التهديد بارتكابها. وطالب القادة المجلس بالعمل على إلزام إسرائيل باحترام اتفاق فض الاشتباك في الجولان السوري المحتل، وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة والانسحاب من الأراضي العربية المحتلة.
كما ندد القادة بقرار الكونغرس الأميركي الخاص بمحاسبة سوريا والذي جاء في أعقاب الاعتداء الإسرائيلي، وقالوا إنه يشجع إسرائيل على الاستمرار في عدوانها وتحديها للشرعية الدولية.
أما الشأن العراقي -وكما كان متوقعا- فقد جاء ذكره في فقرة واحدة بالبيان الختامي ولم تتطرق إلى الاحتلال الأميركي ولا إلى جدول زمني للانسحاب، في محاولة لتجنب نقاط الخلاف بين الدول الأعضاء.
وفي المقابل شدد البيان على وجوب احترام سيادة العراق واستقلاله السياسي ووحدة أراضيه، واحترام حق الشعب العراقي في تقرير المصير. كما أعربت القمة عن الأمل في تشكيل حكومة عراقية كخطوة نحو تحقيق الاستقرار في العراق، مع وجوب منح الأمم المتحدة دورا محوريا في الشأن العراقي وعدم التدخل فيما يعتبر شأنا عراقيا داخليا.
إعلان بوتراجايا
وأعلن وزير خارجية ماليزيا سيد حامد البار أن إعلان بوتراجايا يشجع على إعادة هيكلة المنظمة لتعزيز دورها -بالإضافة إلى الشراكة العالمية- كي تضمن أهميتها المستقرة.
وقال رئيس الوزراء الماليزي محاضر محمد إن إعلان بوتراجايا يشكل خريطة مشتركة لجهود المنظمة، وهو خطة عملية تساعد على رسم طريق المستقبل.
وأعرب محاضر عن سعادته لتبني قرار إعادة هيكلة المنظمة، وعبر عن أمله في أن تؤسس الأمانة العامة آلية لتطبيق هذه التوصيات وتقديم تقرير بشأنها إلى قمة إسطنبول التي ستقام العام القادم.
وألقى رئيس الوزراء المصري عاطف عبيد كلمة نيابة عن المجموعة العربية قال فيها إن ماليزيا تقدم للعالم نموذجا "ما أحوجنا إليه في ظل التحديات التي تواجه العالم الإسلامي، هذا النموذج الذي اتخذ من التحديث مثالا جيدا يقدم دليلا على ما يوجه للإسلام من ظلم وافتراء".
وأشاد الرئيس الباكستاني برويز مشرف نيابة عن المجموعة الآسيوية بالنتائج الناجحة لمؤتمر منظمة المؤتمر الإسلامي وقال إنها ستساعد على النهوض بالمنظمة والدول الأعضاء بها في المستقبل.
وأضاف أن أعمال الدورة العاشرة أعطت الدول الأعضاء دافعا كبيرا للتقدم، وقال "سنكون على استعداد لتكريس عالم آمن وليكون لنا دور فيه، ونحن نحتاج إلى قوتنا الشاملة الذاتية لتحقيق هذه الهدف". وأكد مشرف إصرار الدول الأعضاء على زيادة فعالية المنظمة وجعلها وسيلة لتحسين أحوال الأمة.