شهيدان والسلطة تواصل بحثها عن منفذي انفجار غزة

استشهد فلسطينيان برصاص قوات الاحتلال التي توغلت أمس مجددا في مخيم رفح للاجئين جنوب قطاع غزة.
وأحد الشهيدين عضو في أجهزة الأمن الفلسطينية ويدعى وليد عبد الواحد، والآخر شاب في الـ 21 من عمره كان قد أصيب برصاصة في رأسه أطلقها جنود الاحتلال من دبابات تتمركز وسط المخيم.
كما أصيب في الغارة نفسها 13 شخصا بينهم خمسة صبية، حالة اثنان منهم خطرة. ومن بين الجرحى اثنان من المراقبين الدوليين.
من جانبها أعلنت إسرائيل أنها اعتقلت ضابطا فلسطينيا من قوات حرس السواحل بدعوى تهريب السلاح إلى غزة عبر مصر.
وكانت قوات الاحتلال تدعمها 50 دبابة وآلية عسكرية قد اقتحمت صباح أمس جزءا آخر من مخيم رفح على الحدود مع مصر، في عملية اجتياح هي الثالثة خلال أسبوع بدعوى البحث عن أنفاق لتهريب السلاح.
اعتقال فلسطينيين
في هذه الأثناء شنت السلطات الفلسطينية حملة اعتقالات على خلفية الانفجار الغامض الذي استهدف قافلة دبلوماسية أميركية في قطاع غزة الأربعاء الماضي، واحتجزت سبعة مسلحين بينهم عضو سابق في أجهزة الأمن الفلسطينية.
وقال مسؤولو أمن فلسطينيون إن سبعة مشتبه فيهم هم الآن رهن الاعتقال. وكانت الشرطة الفلسطينية تعرضت لإطلاق النار لفترة قصيرة أثناء مداهمة لمخيم جباليا للاجئين في غزة مساء الأربعاء.
وفي وقت لاحق مساء أمس حاولت الشرطة اعتقال مشتبه فيهم آخرين في جباليا، لكنها أخفقت بعد أن خرج مئات الفلسطينيين إلى الشوارع للاحتجاج على محاولة الاعتقال.
وقال مسؤولون أمنيون إن قوات الشرطة تعرضت أيضا لإطلاق نيران أرغمها على الانسحاب، وأسفر إطلاق النيران عن إصابة أربعة أشخاص بينهم اثنان من الشرطة.
ويشتبه في أن المعتقلين أعضاء في لجان المقاومة الشعبية التي تضم عشرات المسلحين من مختلف الفصائل، ونفت هذه اللجان أي علاقة لها بالانفجار الذي أودى بحياة ثلاثة من حراس الأمن الأميركيين وإصابة رابع.
وتشكلت لجان المقاومة الشعبية نهاية عام 2000 بعد أشهر قليلة من اندلاع الانتفاضة الثانية، وهي لا تتبنى أيديولوجية سياسية، ولكنها تؤمن بالمقاومة المسلحة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وغزة.
وتضم هذه اللجان أعضاء سابقين في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي يتزعمها الرئيس ياسر عرفات ورجال شرطة سابقين لينضم إليها فيما بعد عناصر من فصائل المقاومة المسلحة الأخرى.
تحقيقات فدرالية
وتزامنت الاعتقالات مع وصول فريق من مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (FBI) وخبراء في الطب الشرعي إلى إسرائيل الخميس لفتح تحقيق في انفجار غزة.
وقال مسؤولون في واشنطن إن الفريق لا يعتزم السفر إلى قطاع غزة في الوقت الراهن وإنه بدلا من ذلك سيعتمد على الإسرائيليين في جمع وحفظ الأدلة على أن يفحص الفريق الأميركي تفاصيل الأدلة التي يعثر عليها.
واضطر فريق تحقيق أميركي الأربعاء لمغادرة مكان الانفجار بعد أن تعرض للرشق بالحجارة من صبية فلسطينيين. وأقيمت مراسم تشييع تذكارية للقتلى الأميركيين الثلاثة في مطار تل أبيب قبل أن ينقلوا إلى بلادهم.
توحيد أمن غزة
وفي خطوة أتت موافقة لمطالب الولايات المتحدة، وضع عرفات تسعة أجهزة أمنية في قطاع غزة تحت قيادة واحدة. وكلف مدير الأمن الوطني بغزة اللواء عبد الرزاق المجايدة بالإشراف عليها.
ويأتي تعيين المجايدة في هذا المنصب ضمن سلسلة تعيينات أمنية جديدة أقرها مجلس الأمن القومي برئاسة عرفات. كما أعاد المجلس نفسه في اجتماعه تعيين اللواء غازي الجبالي مديرا للشرطة الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية.
وكان عرفات قد ذكر أن الأجهزة الأمنية اتخذت بالفعل إجراءات ملموسة لكشف ملابسات انفجار غزة، وكرر انتقاده للانفجار واصفا إياه بأنه ضد الفلسطينيين ومصالحهم قبل أن يكون ضد الأميركيين.
وفي تصريح للإذاعة الإسرائيلية قال مستشار عرفات للأمن القومي جبريل الرجوب إنه متأكد تماما من أنه في الأيام القليلة القادمة سيتم الكشف عن مخططي ومنفذي الانفجار.
وألقت الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي باللوم في وقوع التفجير على تراخي السلطة الفلسطينية في اتخاذ الإجراءات الأمنية وطالبت السلطة بإصلاحات لكبح النشطاء.
ونأت حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي، وكتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح بنفسها عن هذا الانفجار، وقالت إن صراعها مع الإسرائيليين فقط.