بوتين يعتبر روسيا جزءا من العالم الإسلامي

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة إن روسيا تشكل جزءا من العالم الإسلامي مشيرا إلى أن 20 مليون مسلم يعيشون في روسيا ومن حقهم أن يشعروا بضرورة إقامة علاقات مباشرة مع ممثلي منظمة المؤتمر الإسلامي.
وأوضح بوتين في حديث خاص لقناة الجزيرة أن المسلمين الروس مقارنة بالمسلمين الذين يعيشون في أوروبا الغربية هم روس وليس لديهم بلد آخر، وأنه يجب أن لا يشعروا بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية.
وأكد الرئيس الروسي -الذي حضر أعمال قمة منظمة المؤتمر الإسلامي التي اختتمت اليوم في بوتراجايا بماليزيا- أن لبلاده نية صادقة للتعاون مع العالم الإسلامي، مذكرا أن العلاقات بين الاتحاد السوفياتي ومن بعده روسيا تميزت بالدفء والصداقة مع غالبية البلدان الإسلامية.
وعن موضوع الشيشان قال بوتين إن مهمته لا تتمثل في صرف الأنظار عما يجري هناك، وإنما في إطلاع العالم الإسلامي على الأحداث هناك وإيصال رسالة إلى المسلمين في العالم مفادها أن الشيشان تعرضوا لأفكار غريبة لا علاقة لها بالإسلام الذي ينبذ الإرهاب والعنف.
وبشأن العراق قال بوتين إن روسيا وحلفاءها الأوروبيين أيدت القرار الأميركي لأنه يعتبر خطوة للأمام بالمقارنة مع القرارين المتخذين سابقا، مشيرا إلى أن روسيا لن تشارك عسكريا وماليا في العراق لأن القرار لا يوفر شروطا جيدة لمشاركة كاملة من قبل الأمم المتحدة في تلك التسوية.
وفي هذا السياق دعا الرئيس الروسي إلى ضرورة منح منظمة الأمم المتحدة فعالية أكثر وذلك في ضوء الأحداث الأخيرة في العراق التي أثبتت أهمية الحاجة إليها بوصفها منبرا وحيدا يمكن فيه التباحث بشأن القضايا الدولية.
كما أعرب عن اقتناعه التام بأن العالم لا يمكن أن يكون أحادي القطبية لأنه متنوع الأشكال سياسيا ودينيا وثقافيا، وبالتالي يجب أن يكون العالم متوازنا ومتعدد الأقطاب.
من جهة أخرى دعا الرئيس بوتين المجتمع الدولي إلى التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية يقوم على توفير الشروط اللازمة للعيش المشترك بين الفلسطينيين والإسرائيليين على هذه الأرض، وعلى أساس إقامة دولة فلسطينية.
وفي هذا الإطار قال بوتين إنه يجب على موسكو أن تستغل علاقتها مع إسرائيل -التي تعمقت في السنوات الأخيرة- وعلاقاتها التقليدية الجيدة مع الفلسطينيين لخدمة الطرفين في إطار عمل مشترك كما حصل ذلك مع خارطة الطريق.
وتعهد الرئيس الروسي بالعمل على إحياء خارطة الطريق من جديد معتبرا أنها الفرصة الوحيدة المتاحة حاليا، مشيرا إلى أنه بالتوازي مع ذلك يجب الوصول إلى حل على المسارين اللبناني والسوري حتى يعم السلام في الشرق الأوسط.
على صعيد آخر أكد بوتين أن روسيا مضطرة للحفاظ على أسلحة إستراتيجية نووية دفاعية وتطويرها لأن دولا في العالم ما زالت تحتفظ بهذه الأسلحة وتطورها، مشيرا إلى أن هناك ضرورات تبيح لروسيا أن تحتفظ بحقها في استخدام الضربات الوقائية.