اعتقال ثمانية فلسطينيين على خلفية هجوم غزة

أفادت مصادر أمنية فلسطينية وشهود عيان بأن الأمن الفلسطيني اعتقل ثمانية أشخاص في مخيم جباليا للاجئين على خلفية الانفجار الذي أدى إلى مقتل ثلاثة أميركيين شمال قطاع غزة. وأضافت المصادر "أن التحقيقات ستجري معهم لمعرفة ما إذا كانت لهم صلة بالحادث".
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر محلي في جباليا قوله إن ثلاثة من المعتقلين أعضاء في "لجان المقاومة الشعبية" التي تضم أعضاء سابقين في الفصائل الفلسطينية خصوصا حركة فتح.
وأشار المصدر إلى وقوع تبادل لإطلاق النار بين أفراد القوة الأمنية وعناصر لجان المقاومة الشعبية، دون مزيد من الإيضاحات. وكانت الفصائل الرئيسية إضافة إلى لجان المقاومة الشعبية نفت في بيانات منفصلة أي علاقة لها بالحادث.
ومن المتوقع أن يصل في الساعات القليلة المقبلة إلى غزة فريق من مكتب التحقيقات الاتحادي FBI للتحقيق في الهجوم.
وقال السفير الأميركي لدى إسرائيل دانييل كيرتزر إن الفريق سيعمل مع السلطات الحاكمة لتقديم المسؤولين عن هذا الهجوم للعدالة. في حين أعلن جبريل الرجوب مستشار الأمن القومي للرئيس الفلسطيني أن فريق تحقيق مشتركا من الفلسطينيين والأميركيين سيباشر التحقيق في ملابسات الهجوم.
ضغوط أميركية
وقد ألقت الولايات المتحدة اللوم على السلطة الفلسطينية بسبب ما سمته جوانب القصور الأمني التي أدت إلى مقتل الأميركيين الثلاثة، واتخذت موقفا متشددا من شروط استئناف المساعي الدبلوماسية في الشرق الأوسط.
وقال الرئيس جورج بوش إنه كان يجب على السلطات الفلسطينية أن تتصرف منذ وقت طويل لمكافحة الإرهاب في كل صوره. وأضاف في بيان "ما زال ضحايا يسقطون بسبب التقاعس عن إنشاء قوات أمن فلسطينية فعالة مخصصة لمحاربة الإرهاب".
وانتقد بوش السلطة الفلسطينية واتهمها بالتقصير في محاربة الإرهاب. كما حذر من أن الفشل في تفكيك ما وصفها بالمنظمات الإرهابية يشكل أكبر عقبة في وجه تحقيق حلم الشعب الفلسطيني بدولة مستقلة.
من ناحيته قال وزير الخارجية الأميركي كولن باول إن خارطة الطريق لا تزال خيارا قائما رغم الانفجار الذي استهدف موكب الدبلوماسيين الأميركيين. ولكنه قال إن استئناف عملية السلام تتطلب تنفيذ التزامات من الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني.
إدانة الهجوم
وأدانت القيادة الفلسطينية في بيان بثته وكالة (وفا) الانفجار ملمحة إلى أنه وقع في منطقة يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي عسكريا ويشرف عليها، وشهدت على مدى أشهر طويلة إعادة احتلال وزرع ألغام من قبل قوات الاحتلال.
وأبلغ الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي بأنه سيحشد أجهزته الأمنية للعثور على المسؤولين عن الهجوم "القذر الشائن والخطير على أصدقائنا الأميركان".
كما أدان منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الهجوم. وقالت كريستيا جالاش المتحدثة باسم سولانا إنه اتصل هاتفيا بعرفات بعد قليل من الهجوم ليبلغه بأن الاعتذار لن يكفي.
وطالب مبعوث الأمم المتحدة تيري رود لارسن السلطة الفلسطينية بالقبض على المسؤولين عن الهجوم الذي وصفه بأنه ينذر بالسوء. وقال إنه يبرز حاجة السلطة الملحة لإصلاح وتعزيز قواتها الأمنية حتى لا تحدث مجددا مثل هذه الهجمات.
العدوان على رفح
من جهة ثانية أفاد مصدر طبي فلسطيني اليوم الخميس أن أحد أفراد الأمن الفلسطيني استشهد برصاص الجيش الإسرائيلي الذي يقوم بالتوغل في مخيم رفح للاجئين جنوب قطاع غزة.
وقال مدير مستشفى رفح الحكومي الطبيب علي موسى إن الشاب وليد عبد الوهاب (30 عاما) من عناصر الأمن الوطني الفلسطيني "استشهد صباح اليوم إثر إصابته برصاصة أطلقها جنود الاحتلال الإسرائيلي خلال عملية التوغل في منطقة البرازيل بمخيم رفح".
وأشار إلى أن خمسة مواطنين آخرين أصيبوا برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي ونقلوا إلى المستشفى في رفح للعلاج, ووصفت حالة أحد الجرحى بأنها خطيرة.
وأفاد شهود عيان في حي البرازيل أن قوات الاحتلال هدمت منزلا يعود لأحد الفلسطينيين في الحي بذريعة أنها يبحث عن أنفاق تستخدم في تهريب أسلحة.
وقد سحبت القوات الإسرائيلية عددا من آلياتها التي توغلت داخل حي البرازيل نحو أربعمائة متر بالقرب من الشريط الحدودي الفاصل مع الأراضي المصرية وأبقت على عدد آخر داخل شوارع الحي.