واشنطن تطرح مشروع قرارها المعدل بشأن العراق

وصفت مستشارة الرئيس بوش لشؤون الأمن القومي كوندوليزا رايس مشروع القرار الأميركي الجديد بشأن العراق بالممتاز. وأوضحت في مؤتمر صحفي بواشنطن أن الإدارة الأميركية مستعدة للاستماع لآراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بشأن النسخة المعدلة, مؤكدة ضرورة عودة السيادة إلى العراق.
من جهته أعلن مندوب الولايات المتحدة في الأمم المتحدة جون نيغروبونتي أن مجلس الأمن سيصوت على مشروع القرار اليوم.
وأضاف الدبلوماسي الذي يرأس حاليا مجلس الأمن أنه سيجري تصويت بعد ظهر اليوم على مشروع قرار العراق، وقال "أعتقد أننا بذلنا كل ما هو ممكن لأخذ وجهات نظر مختلف الوفود في الحسبان".
” |
وقدم السفير الروسي لدى الأمم المتحدة سيرغي لافروف إلى مجلس الأمن سلسلة تعديلات على مشروع القرار الأميركي بدعم كل من فرنسا وألمانيا.
ونقل دبلوماسي عن السفير الفرنسي في الأمم المتحدة جان مارك دي لا سابليير قوله لنظرائه في اجتماع مجلس الأمن إنه إذا تمت تلبية هذه الشروط "التي تعتبر كلا لا يتجزأ فقد نحقق وحدة داخل مجلس الأمن".
ومن جانبه انتقد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان مشروع القرار الأميركي، وقال إنه لا يشكل تحولا جوهريا في موقف واشنطن وحلفائها رغم أنه أخذ في الاعتبار بعض الانتقادات السابقة.
وتشمل التعديلات تحديد تاريخ -ترك شاغرا- لقوات التحالف الأميركية البريطانية لتقديم جدول زمني محدد إلى مجلس الأمن لإعادة السيادة إلى العراقيين.
كما تضمنت أيضا تحديد موعد أقصى -ترك أيضا شاغرا- لعقد مؤتمر دستوري ودعوة مجلس الحكم الانتقالي لتسليم مجلس الأمن يوم 15 ديسمبر/ كانون الأول المقبل كحد أقصى جدولا زمنيا وبرنامجا لإقرار الدستور الجديد وإجراء انتخابات ديمقراطية.
وجاء في تعديل إضافي أنه "في كل الأحوال فإن مهمة قوات التحالف تنتهي في اليوم الذي يتلقى فيه مجلس الأمن تقريرا من الأمين العام للأمم المتحدة يعلمه فيه بقيام حكومة عراقية ذات صفة تمثيلية ومعترف بها دوليا".
تحركات عسكرية ببغداد
في هذه الأثناء قال مراسل الجزيرة في العراق إن بغداد تشهد تحركات عسكرية واسعة حيث تحلق المروحيات بشكل مكثف منذ الساعات الأولى من صباح اليوم, وانتشرت الدوريات العسكرية على العديد من المرافق الحيوية بالعاصمة وخاصة البنوك ومحلات الصرافة لأن اليوم هو موعد توزيع العملة العراقية الجديدة التي تخلو للمرة الأولى من صور الرئيس المخلوع صدام حسين، كما يصادف اليوم ذكرى إعلان الاستفتاء على صدام العام الماضي والذي حصل فيه على 100% من أصوات الشعب، حسب ما أعلن وقتها.
وتأتي هذه التطورات في وقت يزداد فيه الوضع الأمني في العراق تدهورا. وقد استبعد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وجود أي علاقة بين الهجوم بسيارة ملغومة على السفارة التركية في بغداد أمس وبين قرار أنقرة إرسال قوات إلى هذا البلد.
وبدوره قال الرئيس الحالي لمجلس الحكم الانتقالي في العراق إياد علاوي إنه لا يرى صلة بين حادث التفجير والقرار التركي.
وأسفر الانفجار عن مقتل منفذ العملية وجرح عشرة آخرين إصابة أحدهم خطيرة، حسب مصدر عسكري أميركي.
من ناحية أخرى استنكر مجلس الحكم الانتقالي في العراق المواجهات التي وقعت في مدينة كربلاء وراح ضحيتها عدد من المواطنين داعيا كل الأحزاب السياسية لإعلان موقفها تجاه هذه العمليات التي وصفها بالتخريبية، كما حث خطباء المساجد والمثقفين على استنكار هذه العمليات.
وكانت صدامات وقعت في كربلاء الليلة الماضية بين أتباع المرجع الشيعي البارز علي السيستاني وأتباع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بعد ورود شائعات عن قيام أتباع الصدر باقتحام مرقدي الإمامين الحسين والعباس في المدينة والاستيلاء عليهما.
أنصار الإسلام
في هذه الأثناء أعلن مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن قوات الاحتلال الأميركي بالعراق اعتقلت قياديا بارزا في جماعة أنصار الإسلام الكردية التي تتهمها واشنطن بأنها على صلة بتنظيم القاعدة.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إن قوات الفرقة 101 المحمولة جوا اعتقلت هذا القيادي أواخر الأسبوع الماضي في مدينة الموصل الشمالية.
وأضاف أن القيادي المعتقل الذي عده صيدا ثمينا يأتي في المرتبة الثالثة في التسلسل القيادي لجماعة أنصار الإسلام وأن له علاقات مباشرة مع تنظيم القاعدة.
وتنفي الجماعة باستمرار وجود أي علاقة لها بتنظيم القاعدة أو بالرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. وقد تحدى زعيم الجماعة الملا كريكار المنفي في النرويج تقديم أي دليل يثبت أن لجماعته صلة بالقاعدة.