القوات الأميركية تقتل وتعتقل متسللين إلى العراق

أعلنت قوات الاحتلال الأميركي في العراق أنها قتلت عددا من الأشخاص بعد تسللهم عبر الحدود السورية. وأوضح متحدث عسكري أميركي أن الجنود اشتبكوا مع مجموعة صغيرة من المتسللين بعد إطلاقهم النار على مروحية أميركية وإجبارها على الهبوط غرب العراق.
وأشار المتحدث إلى أن القوات الأميركية اعتقلت عددا آخر من المتسللين وصادرت مجموعة من الأسلحة الخفيفة والقذائف الصاروخية. ولم يشر المتحدث إلى عدد القتلى أو المعتقلين، لكنه أكد عدم وقوع إصابات في صفوف الجنود الأميركيين أو في طاقم المروحية.
ووقع الهجوم قرب بلدة حصيبة المحاذية للحدود السورية والواقعة على بعد 360 كلم شمال غرب بغداد. وذكر شهود عيان أن قصف المروحية بصواريخ "آر بي جي" والقنابل استمر حتى بعد هبوطها الاضطراري.
وفي هجوم آخر قال شهود عيان إن قطارا ينقل إمدادات غذائية للقوات الأميركية في العراق تعرض في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء لهجوم قرب الحبانية على بعد 80 كلم غرب بغداد. ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات في الهجوم.
وفي العاصمة العراقية أفاد شهود عيان أن مسلحين أطلقوا النار من سيارة مرت أمام فندق بغداد حيث يقيم عدد من أفراد أجهزة الأمن الأميركية ومسؤولون عراقيون, وأن الشرطة والقوات الأميركية ردت عليهم. لكن الشهود لم يشيروا إلى وقوع إصابات. وكان الموقع نفسه شهد الأحد الماضي انفجار سيارة مفخخة أوقع ثمانية قتلى.
وتأتي الهجمات الجديدة للمقاومة فيما أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري وجود مجموعات وصفها بالإرهابية وعناصر من تنظيم القاعدة تسللت إلى العراق من عدة دول مجاورة "تشكل تهديدا جديا لاستقرار وأمن العراق".
وأوضح في مؤتمر صحفي على هامش القمة الإسلامية التي تفتح بماليزيا الخميس إن السلطات في العراق تسعى لاحتواء وعزل هذه المجموعات.
انتخابات عراقية
وفي سياق محاولات مجلس الحكم الانتقالي في لإعادة الاستقرار إلى العراق قال الرئيس الدوري الحالي للمجلس إياد علاوي إن العراق سيشهد العام المقبل أول انتخابات عامة بعد سقوط الرئيس المخلوع صدام حسين.
وأضاف في مؤتمر صحفي على هامش اجتماعات قمة منظمة المؤتمر الإسلامي في ماليزيا أن مجلس الحكم مصرّ على إعداد الدستور ونقل السلطات إلى الشعب، مشيرا إلى أن هناك اليوم عراقا جديدا يعتمد على حقوق الإنسان.
وأكد علاوي وجود عقبات أمام المجلس أهمها إعادة الخدمات وتشغيل المرافق الحكومية التي تعطلت مؤخرا داعيا العالم إلى مساعدة العراقيين في إعادة تشغيل مؤسسات الدولة. وشدد على أن إعادة الاستقرار للعراق ستكون لها انعكاسات إيجابية على منطقة الشرق الأوسط بأكملها.
جلسة حاسمة
وتأتي هذه التصريحات في وقت يعقد فيه مجلس الأمن الدولي مساء الأربعاء جلسة مغلقة حاسمة للتداول في التعديلات التي اقترحتها كل من فرنسا وألمانيا وروسيا على مشروع القرار الأميركي المعدل بشأن العراق.
وكان السفير الأميركي في مجلس الأمن ورئيس المجلس لهذا الشهر جون نيغروبونتي طلب من الأعضاء الآخرين الاستعداد للتصويت على مشروع القرار في هذه الجلسة.
ويبدو أن اعتماد مشروع القرار الأميركي الذي عدلته واشنطن مرارا بات محسوما ولم يبق سوى معرفة عدد الدول التي ستمتنع عن التصويت بعد أن أعلنت فرنسا وروسيا أنهما لن تستخدما حق النقض (الفيتو), وقال مصدر دبلوماسي إن مشروع القرار سيحظى على الأقل بالأصوات التسعة الضرورية لاعتماده من أصوات الأعضاء الـ 15.
وقال متحدث باسم الخارجية الألمانية، إن بلاده لن تعترض على التصويت على المسودة الأميركية الأخيرة التي قدمتها واشنطن إلى مجلس الأمن والمتعلقة بالوضع في العراق. وقال المتحدث إن ألمانيا تأمل أن يتوصل أعضاء مجلس الأمن إلى إجماع، مؤكدا ما تراه برلين من أن المشروع خطوة في الطريق الصحيح.
من جانبه أعلن وزير الخارجية الروسي إيغور إيفانوف أن روسيا لا تنوي استخدام حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار الأميركي المعدل، لكنه أوضح أن بلاده تريد قرارا يأخذ في الاعتبار اعتراضات برلين وباريس وموسكو من أجل المحافظة على "وحدة مجلس الأمن".
وكان السفير الروسي لدى الأمم المتحدة سيرغي لافروف قدم الثلاثاء هذه التعديلات إلى مجلس الأمن بدعم كل من باريس وبرلين. وتشمل التعديلات تحديد تاريخ لقوات الاحتلال الأميركية البريطانية لتقديم جدول زمني محدد إلى مجلس الأمن لإعادة السيادة إلى العراقيين.
كما تضمنت أيضا تحديد موعد أقصى لعقد مؤتمر دستوري ودعوة مجلس الحكم لتسليم مجلس الأمن يوم 15 ديسمبر/ كانون الأول المقبل كحد أقصى جدولا زمنيا وبرنامجا لإقرار الدستور الجديد وإجراء انتخابات ديمقراطية.