بوش: أنا المسؤول عن الوضع في العراق

واجه الرئيس الأميركي جورج بوش تزايد الانتقادات إزاء الانقسامات داخل إدارته على الإستراتيجية المتبعة في العراق متحملا مسؤولية سياسة الاستقرار وإعادة الإعمار في العراق.
وفي مقابلة مع الشبكة الإقليمية لمحطة التلفزة الأميركية "تريبيون برودكاستينغ" قال بوش "الشخص المسؤول هو أنا".
وأضاف "مع كل الاحترام المتوجب للسياسيين هنا في واشنطن فهم يخطئون حيال إستراتيجيتنا" في إشارة إلى الانتقادات التي وجهها اثنان من أعضاء مجلس الشيوخ النافذين.
وأوضح "نحن بصدد أن نربح بشكل حاسم" في العراق، ولكنه رفض إعطاء أي تاريخ محدد لانسحاب قوات التحالف من العراق مشيرا إلى أن هذا الأمر سيحدث "عندما يكون هناك عراق حر ومسالم مع دستور وانتخابات". وختم بالقول "لكننا حريصون على عدم التسرع في هذه العملية لأن التسرع من شأنه أن يؤدي إلى خلق شروط الفشل".
وكان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور ريتشارد لوغر قد قال لشبكة التلفزة الأميركية "أن بي سي" أول أمس الأحد إن "على الإدارة أن تحدد خطتها لأنها ترسل على ما يبدو باستمرار رسائل متناقضة، هذا يعزز انعدام الثقة على الأرض في العراق وفي الكونغرس وبين الأميركيين". وأضاف أن "الإدارة لا تتحدث بوضوح عن الأهداف والرسالة والخطة" المتعلقة بالعراق.
وقال جوزف بيدن زعيم الكتلة الديمقراطية في لجنة الشؤون الخارجية مجلس الشيوخ خلال البرنامج نفسه إنه "لا توجد خطة واضحة إزاء كيفية القيام بنقل السلطة إلى العراقيين ولا كيفية وتاريخ رحيلنا من العراق وفي أية ظروف".
وقال موجها كلامه إلى الرئيس جورج بوش "سيدي الرئيس, امسكوا زمام الأمور". وأضاف "اعملوا بطريقة يعرف عبرها وزير دفاعكم ووزير خارجيتكم ونائب الرئيس ما هي سياستكم, وإذا كانوا لا يوافقون عليها يجري إبعادهم".
وقال جو بايدن السيناتور الديمقراطي عن ولاية ديلاوير في البرنامج نفسه إن بوش يتعين عليه أن "يمسك الزمام لحل هذا الخلاف".
يذكر أن بوش أجرى عدة مقابلات تلفزيونية مع عدد من أجهزة الإعلام المحلية كجزء من حملة علاقات عامة تهدف إلى تأكيد تحقق تقدم في العراق والدفاع عن احتلال الولايات المتحدة للبلاد.
وقال بوش إن حكومته لديها إستراتيجية يجري تنفيذها على يد الحاكم الأميركي في العراق بول بريمر.
يذكر أن اختلافات برزت بين المساعدين المقربين من بوش، فنائب الرئيس ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رمسفيلد أكثر تشددا ويميلان أكثر إلى العمل من جانب واحد واختلفا مع وزير الخارجية كولن باول الذي يفضل سياسة متعددة الأطراف.
وقد طفت هذه الخلافات على السطح في الأسبوع الماضي عندما شكا رمسفيلد من أنه لم يتم استشارته بشأن إقامة "مجموعة استقرار العراق" لقيادة جهود الإعمار في العراق والتي ترأسها مستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس.
وينظر كثيرون في واشنطن إلى هذا التحرك على أنه تقليص لسلطة رمسفيلد في العراق وسط قلق متزايد بشأن فوضى ما بعد الحرب. وقال البيت الأبيض إن الهدف هو ضمان التنسيق السهل لإعادة إعمار العراق مع توقع موافقة الكونغرس على مبلغ 20 مليار دولار لذلك المجهود.
وقال بوش الذي انخفضت شعبيته إلى حوالي 50% وهي أقل نسبة يهبط إليها منذ هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 إنه ليس قلقا بشأن استطلاع الرأي مع بقاء أقل من عام على موعد الانتخابات.
وقال بوش "إذا ظن الناس أنني لا أقوم بمهام وظيفتي.. فسوف يجدون شخصا يعتقدون أنه يمكنه ذلك.. هذا هو موقفي". وأضاف "أنا لا أتخذ قراراتي بناء على استطلاعات الرأي ولا يمكن أن أقلق بسببها".