الاحتلال يجتاح رفح مجددا وتعيين بلعاوي للداخلية

توغلت عشرات الدبابات الإسرائيلية بمساندة من مروحيات هجومية فجر اليوم الثلاثاء لمئات الأمتار في عمق أراض خاضعة للسلطة الفلسطينية في مخيم رفح للاجئين جنوب قطاع غزة.
وقالت مصادر أمنية وشهود عيان إن "40 دبابة وآلية إسرائيلية على الأقل برفقة أربع جرافات عسكرية وبغطاء من المروحيات توغلت 500 متر في عمق أراضي المواطنين في منطقة السلام والبرازيل بمخيم رفح وسط إطلاق النار". وشرعت الجرافات العسكرية "فورا بأعمال الجرف والتدمير في المنطقة".
واعتلى جنود الاحتلال أسطح المنازل العالية ونصبوا رشاشاتهم الثقيلة فوقها كما بدؤوا عمليات دهم في حين بدأت مروحيتان على الأقل إطلاق النار، واندلعت فورا اشتباكات مسلحة بين القوات الإسرائيلية ومقاومين فلسطينيين.
يأتي ذلك في الوقت الذي نددت فيه منظمة العفو الدولية بشدة بالعمليات العسكرية التي قام بها الجيش الإسرائيلي منذ الجمعة الماضية في جنوب غزة مذكرة بأن "التدمير غير المبرر" لمنازل المدنيين الفلسطينيين يشكل "جريمة حرب وخرقا فاضحا لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي".
وكان الجيش الإسرائيلي قد شن منذ الجمعة الماضية عملية عسكرية واسعة النطاق في رفح بجنوب قطاع غزة لتدمير أنفاق فلسطينية مزعومة لتهريب الأسلحة من مصر.
منطقة كوارث
في هذه الأثناء قدر مسؤولون في الأمم المتحدة بأن نحو 1240 فلسطينيا أصبحوا من دون مأوى عقب الاجتياح الإسرائيلي لمخيم رفح الذي استمر يومين كاملين.
وأسفرت عملية الاجتياح عن استشهاد ثمانية فلسطينيين وجرح عشرات منهم، وتهديم البنية التحتية للمخيم الذي يقطنه 70 ألف فلسطيني.
وكان مئات الفلسطينيين قد شاركوا أمس في مسيرة نظمتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في رفح للتظاهر ضد الاجتياح الإسرائيلي في قطاع غزة.
وانطلقت التظاهرة بمشاركة قرابة ألف شخص من وسط مدينة رفح وجابت شوارع المدينة قبل أن تتوقف فوق أنقاض المنازل المدمرة، وهتف نحو ألف متظاهر في مخيم رفح "يا قسام يا حبيب.. اقصف اقصف تل أبيب".
وتقدم المسيرة ملثمون فلسطينيون في عرض مسلح وهم يرتدون الكفن الأبيض ويتزنرون بأحزمة ناسفة رمزية تلف خواصرهم في إشارة إلى أنهم مشاريع عمليات فدائية.
حقيبة الداخلية
وعلى الصعيد السياسي أسند الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات حقيبة الداخلية بالإنابة إلى حكم بلعاوي عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الفلسطيني (فتح) في الحكومة المؤقتة التي تستمر مهمتها شهرا واحدا، وذلك رغم المعارضة الشديدة من قبل رئيس الوزراء الجديد أحمد قريع.
وثار خلاف بين قريع وعرفات على اختيار وزير الداخلية.
وطبقا لمصادر سياسية فلسطينية فضل عرفات حليفه بلعاوي لتولي هذا المنصب مؤقتا، ولكن قريع كان يدفع بنصر يوسف -العضو أيضا بمركزية فتح- الذي أغضب عرفات عندما طالب بسلطات أوسع ولم يحضر أداء اليمين الدستوري للحكومة الجديدة الأسبوع الماضي. وعقدت الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة قريع أمس الاثنين أول اجتماع رسمي لها في رام الله.
مبادرة سلام
ومع توقف جهود السلام رسميا قال مسؤولون فلسطينيون وعدد من السياسيين الإسرائيليين اليساريين إنهم انتهوا من وضع مسودة اتفاق سلام جديد بعد أكثر من عامين من المحادثات السرية.
وقالت تقارير إعلامية إنه بموجب ما سمي "باتفاق جنيف" يقيم الفلسطينيون دولة على معظم أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة مع تقاسم السيادة على مدينة القدس المحتلة.
ولم ينشر الاتفاق غير الرسمي بعد لكن مصادر قالت إنه يرتكز على موازنة رئيسية تتمثل في تنازل الفلسطينيين عن حق عودة اللاجئين مقابل الحصول على السيادة على الحرم الشريف في القدس.
ويفترض أن يتم توقيع الاتفاق في سويسرا في غضون أسابيع قليلة، ويذكر أن دبلوماسيين سويسريين تولوا رعاية عملية التفاوض في العامين الماضيين.