الإسلامية ستطلب جدولا زمنيا للانسحاب من العراق

يعكف وزراء خارجية الدول الإسلامية المجتمعون في ماليزيا اليوم الثلاثاء على وضع اللمسات الأخيرة لقرار قمة منظمة المؤتمر الإسلامي والذي سيطلب من مجلس الأمن الدولي جدولا زمنيا محددا وواضحا لانسحاب القوات الأميركية من العراق.
وفي الوقت الذي تسعى فيه واشنطن لحشد تأييد مجلس الأمن لرؤيتها لكيفية إدارة العراق الذي دمره الحرب طالب بعض وزراء خارجية الدول الإسلامية بوضع حد زمني أقصاه عام للاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة. وقال وزير الخارجية الماليزية سيد حامد البار "أعتقد أن أهم شيء هو وجود تاريخ نهائي وهو أفضل من موقف لا نهاية له".
كما سيدعو قرار القمة الإسلامية لدور محوري للأمم المتحدة في العراق. وتمسكت ماليزيا التي تستضيف المؤتمر بتولي الأمم المتحدة المسؤولية ورحبت ببوادر تسليم واشنطن مزيدا من السلطة لمجلس الحكم العراقي في منتصف ديسمبر/ كانون الأول القادم.
وقال البار "أهم شيء في اعتقادي هو أن يجعلوا الأمم المتحدة تلعب الدور المركزي وألا سيكون هناك الكثير من المشاكل". واعتبر البار أن تولي الأمم المتحدة للعملية برمتها من شأنه أن يجعلها تحصل "على الشرعية الدولية".
أنان يعتذر
وفي تطور لاحق ألغى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان مشاركته في القمة بعد أن كان مقررا حضوره فيها الأربعاء بسبب المفاوضات التي تجرى في مجلس الأمن بشأن العراق.
وقال مسؤول أممي إن أنان "يشارك في مفاوضات دقيقة" بخصوص القرار الأميركي المعروض في مجلس الأمن الأمر الذي لايمكن معه مغادرة نيويورك. وكان متوقعا أن يفتتح أنان منتدى اقتصاديا لمنظمة المؤتمر الإسلامي غدا الأربعاء.
وعدلت الولايات المتحدة أمس الاثنين مشروع قرارها بخصوص العراق واقترحت 15 من ديسمبر/ كانون الأول القادم موعدا نهائيا لتسليم السلطة للعراقيين ووضع جدول زمني لنقل السيادة لكنها لم تعرض جدولا زمنيا لإنهاء الاحتلال.
غير أن رد وزراء خارجية الدول الإسلامية كان فاترا إزاء التعديلات التي أجرتها الولايات المتحدة على مشروع قرارها المقترح. وقال عضو رفيع في الوفد السعودي "علينا أن ندرس الوثيقة قبل أن نعطي أي تقييم. لكن أي خطوة لتعزيز دور الأمم المتحدة هي خطوة إيجابية".
” يركز البيان الختامي على محورين مهمين: الانسحاب وإعطاء الأمم المتحدة دورا محوريا في العراق ” |
وتأمل واشنطن في أن تتحمل الدول الإسلامية جزءا من المسؤولية في ما يسمى إعادة إعمار العراق. ولكن لم يتضح ما إذا كان القرار سيلقى قبولا بين الدول الإسلامية التي سيجتمع قادتها الخميس.
كما أن مسألة إرسال قوات إسلامية إلى العراق والتي استغرقت الكثير من المباحثات الجانبية التي جرت على هامش المؤتمر قد لا يتم حسمها بالنظر لعمق الخلافات بين الدول الأعضاء (57 دولة) بشأن هذا الموضوع.
خصوصا أن مجلس الحكم الانتقالي في العراق والذي عينه الاحتلال يرفض إرسال قوات تركية إلى هناك. كما أن مسؤولا رفيعا في الوفد الأردني للمؤتمر قال إن مسألة إرسال قوات حفظ سلام للعراق لن تدرج على جدول أعمال القمة.
وسوف يحضر القمة التي ستعقد من الخميس حتى السبت في بوتراجايا في ماليزيا رؤساء ثلاثين دولة إسلامية.