مداهمات واسعة لقوات الاحتلال الأميركي في العراق

لقي ضابط عراقي مصرعه وأصيب ستة من رجال الشرطة بجروح في هجوم بقنابل يدوية على حاجز عسكري قرب كربلاء. واعتقلت الشرطة في وقت لاحق ثلاثة رجال في المنطقة، دون أن تذكر تفاصيل.
وفي تكريت اعتقلت قوات الاحتلال الأميركي أربعة من بينهم رجلان لهما صلة بوحدة أمنية تابعة للرئيس العراقي السابق صدام حسين، في هجوم وقع في ساعة مبكرة من صباح اليوم استهدف وقف الهجمات على القوات الأميركية.
من جهة أخرى اعتقلت قوات أميركية في العراق عشرة عراقيين بينهم مسؤول محلي في حزب البعث الحاكم سابقا في عمليات دهم قامت بها في مدينة بعقوبة على بعد 60 كلم شمال شرق بغداد.
ووقعت المداهمات في حي التحرير وسط المدينة والذي يشهد مناوشات متكررة بين الجنود الأميركيين ومسلحين. وكان أربعة من عناصر الشرطة العراقية أصيبوا بجروح أمس إثر هجوم بالقنابل اليدوية استهدف مركزا للشرطة في المدينة. وقامت قوات الاحتلال إثر ذلك باعتقال 15 شخصا خلال عمليات تفتيش غرب المدينة.
حكومة الصدر
وفي تطور آخر تجمع مئات من العراقيين اليوم السبت في النجف على بعد 160 كلم إلى الجنوب من بغداد في مسيرة دعم لحكومة "الظل" التي أعلن عن تشكيلها الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر.
فقد تجمع المتظاهرون أمام مكتب مقتدى الصدر في المدينة الشيعية المقدسة المجاورة لضريح الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وهتفت الجموع في شوارع النجف "بالروح بالدم نفديك يا صدر". وجاءت التظاهرة متجاوبة مع دعوة أطلقها الصدر في خطبة صلاة الجمعة أمس بمسجد الكوفة أعلن خلالها تشكيل حكومة "ظل".
وأعلن في الخطبة "لقد أسست حكومة تضم وزارات العدل والمالية والإعلام والداخلية والخارجية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". ويتزعم مقتدى الصدر مليشيات أطلق عليها اسم "جيش المهدي" وكان انتقد تشكيل مجلس الحكم الانتقالي في العراق تحت إشراف أميركي.
وكانت قيادة قوات الاحتلال الأميركي أعلنت مقتل جنديين أميركيين وإصابة أربعة عندما وقعت دوريتهم في كمين نُصب لها في مدينة الصدر التي تسكنها أغلبية شيعية. كما أصيب جندي أميركي عندما تعرضت عربته المتوقفة أمام بنك غرب بغداد لقذيفة صاروخية.
وفي بغداد أيضا بدا جيش المهدي في حالة استنفار أمس، وانتشر مسلحوه في مدينة الصدر (غرب) بعد مقتل اثنين من عناصره برصاص الجنود الأميركيين الذين انتقموا لمقتل جنديين وإصابة أربعة منهم.
وأعلن أحد الأئمة من جماعة الصدر أن المدينة "محرمة على الأميركيين" واتهمهم بزرع الفتنة في أوساط الطائفة "بعدما فشلوا في زرعها بين الشيعة والسنة".
الانتشار التركي
وبخصوص إرسال قوات تركية للعراق، شدد عضو مجلس الحكم الانتقالي رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البرزاني على أن العراقيين مجمعون على معارضة انتشار قوات تركية في العراق مؤكدا أن ذلك سيزيد التوتر.
وردا على سؤال عن موقفه من انتشار هذه القوات، قال البرزاني إن المباحثات مستمرة مع الحاكم الأميركي للعراق بول بريمر، وهناك إجماع عراقي على أن انتشار قوة إقليمية لا يؤدي إلى استقرار الأمن بل على العكس سيؤدي إلى تفاقم المشاكل.
وأكد البرزاني في ختام زيارة له للكويت أن الشعب العراقي يرفض انتشار قوات إقليمية لأن هناك حساسيات بالنسبة للدول الإقليمية ومن الأفضل عدم دخولها. وقال إن "مجلس الحكم الانتقالي سيصر على معارضة الانتشار التركي حتى لو مضت الولايات المتحدة وتركيا قدما في الخطة".