الاحتلال ينفي الانسحاب من رفح ومواجهات بجنين

نفت مصادر عسكرية إسرائيلية صحة ما تردد من أنباء عن انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المحتلة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وأكدت أن العمليات العسكرية في المنطقة لم تنته. وقال متحدث عسكري إسرائيلي إن الجيش خفف تعزيزاته العسكرية لكنه لم يغادر المنطقة كليا.

وكانت عناصر من الأمن الفلسطيني ومراسل وكالة فرانس ذكروا في وقت سابق أن 40 دبابة إسرائيلية على الأقل انسحبت من مخيم رفح للاجئين لتعيد انتشارها في المنطقة الحدودية مع مصر.

وقد شيع مئات الفلسطينيين في مخيم رفح ثلاثة من شهدائهم الثمانية الذين قتلوا بنيران قوات إسرائيلية تقوم بعملية عسكرية واسعة النطاق في المدينة ومخيمها.

وردد المشيعون هتافات مناهضة للاحتلال وأعربوا عن رفضهم للاجتياح الإسرائيلي الجديد لمخيمهم, وأطلق عشرات المسلحين الذين تقدموا الجنازات أعيرة نارية في الهواء متوعدين بالثأر, في حين واصلت سيارات الإسعاف نقل المصابين إلى المستشفيات لتلقي العلاج.

وأصدرت حركة الجهاد الإسلامي بيانا دعت فيه الشعب الفلسطيني بجميع فصائله إلى إعلان استنفار عام والاستعداد للتصدي للاجتياح الإسرائيلي في رفح.

و قال أمين سر حركة فتح في رفح محمود حسين في لقاء مع الجزيرة إن القوات الإٍسرائيلية هدمت أكثر من سبعين منزلا وشردت 230 أسرة تقيم الآن في خيام إيواء. وأضاف أن قوات الاحتلال قطعت إمدادات الكهرباء والمياه عن السكان وأنها استخدمت غازات سامة في ضرب المنازل ومنعت سيارات الإسعاف من الوصول إلى الجرحى.

من جهة ثانية أفاد مراسل الجزيرة في فلسطين أن قوات الاحتلال تواصل فرض حظر التجول على مدينة جنين ومخيمها لليوم السابع على التوالي وذلك منذ عملية حيفا الفدائية التي نفذتها محامية فلسطينية من المدينة.

وتشهد المدينة والمخيم مواجهات بين قوات الاحتلال التي يطلق جنودها النار بكثافة وبين الشبان الفلسطينيين الذين يردون عليهم بالحجارة، فيما قام مسلحون فلسطينيون بإطلاق النار تجاه عدة آليات عسكرية.

وأكد مراسل الجزيرة أن الأوضاع الإنسانية في جنين تشهد تدهورا خطيرا وأشار إلى أن رئيس البلدية وصف الوضع بأنه كارثي ووجه طلبا إلى الأمين العام للأمم المتحدة للتدخل من أجل وقف التدهور في المدينة ومخيمها.

كما اعتدى الجنود الإسرائيليون على مئات المواطنين الفلسطينيين على الحاجز العسكري قرب قرية سردا شمال رام الله . ومنعت قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم الرابع على التوالي المواطنين من العودة إلى منازلهم بعد أن أنهوا أعمالهم في المدينة.

وأطلق جنود الاحتلال قنابل الغاز والأعيرة المطاطية على المواطنين والطلبة والمدرسين والعاملين في جامعة بير زيت، ولم يسمحوا لهم بالوصول إلى الجامعة. ويعتبر حاجز سردا من أكبر الحواجز التي تقيمها القوات الإسرائيلية ضمن محاصرتها للأراضي الفلسطينية وتقطيع أوصالها.

حكومة قريع
وفي الشأن الفلسطيني الداخلي أعلن نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس ياسر عرفات أنه تم التوصل إلى اتفاق بين عرفات ورئيس الحكومة المكلف أحمد قريع على أن تبدأ الحكومة الجديدة ممارسة مهام الطوارئ لمدة شهر.

وقال أبو ردينة إن قريع وأعضاء الحكومة الذين أدوا القسم القانوني سيستمرون في أداء مهامهم وفق القانون مدة شهر.

وجاء ذلك في الوقت الذي استأنفت فيه اللجنة المركزية لحركة فتح اجتماعها الليلة بعد انتهاء اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وكان الاجتماع الصباحي للجنة المركزية قد انتهى دون التوصل إلى تسوية حول قضية حقيبة الداخلية التي يريد قريع إسنادها للواء نصر يوسف بينما يرفض عرفات ذلك. حيث اجتمعت بحضور اثني عشر عضوا من أصل ستة عشر بينهم اللواء نصر يوسف المرشح لوزارة الداخلية.

وقال مسؤولون فلسطينيون إنه يمكن تسوية الخلاف باختيار وزير داخلية جديد بعد أن أغضب نصر يوسف عرفات برفضه حضور أداء الحكومة لليمين الدستورية. ويطالب يوسف بدعم البرلمان لحكومة الطوارئ برئاسة قريع.