إسرائيل تواصل عملياتها في رفح ومصادمات في جنين

شيع مئات الفلسطينيين في مخيم رفح للاجئين بقطاع غزة ثلاثة من شهدائهم الثمانية الذين قتلوا بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي, في عملية اجتياح استمرت لليوم الثاني.
وقد ردد المشيعون هتافات مناهضة للاحتلال الإسرائيلي وأعربوا عن رفضهم للاجتياح الإسرائيلي الجديد لمخيمهم, وأطلق عشرات المسلحين الذين تقدموا الجنازات أعيرة نارية في الهواء متوعدين بالثأر, في حين واصلت سيارات الإسعاف نقل المصابين إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
وأصدرت حركة الجهاد الإسلامي بيانا دعت فيه الشعب الفلسطيني بجميع فصائله إلى إعلان استنفار عام والاستعداد للتصدي للاجتياح الإسرائيلي في رفح.
وقد أسفر هذا الاجتياح وهو الأوسع منذ اتفاقية أوسلو عام 1993 عن استشهاد ثمانية فلسطينيين بينهم طفلان وإصابة عشرات آخرين. كما هدمت قوات الاحتلال عشرات المنازل الفلسطينية وعرقلت وصول الجرحى للمستشفيات.
وتوعدت إسرائيل بأنها ستستمر في عملياتها العسكرية في قطاع غزة لعدة أيام أخرى. وقال متحدث باسم جيش الاحتلال إن القوات الإسرائيلية ستبقى في رفح مادام ذلك ضروريا. وذكرت المصادر الإسرائيلية أن القوات التي تنفذ تلك العمليات اكتشفت نفقين يشتبه في أنهما يستخدمان لتهريب السلاح لكنها لم تعثر على أي أسلحة.
التصعيد في الضفة
في هذه الأثناء أفاد مراسل الجزيرة في فلسطين أن قوات الاحتلال تواصل فرض حظر التجول على مدينة جنين ومخيمها لليوم السابع على التوالي وذلك منذ عملية حيفا الفدائية التي نفذتها محامية فلسطينية من المدينة.
وتشهد المدينة والمخيم مواجهات بين قوات الاحتلال التي يطلق جنودها النار بكثافة والشبان الفلسطينيين الذين يردون عليهم بالحجارة، فيما قام مسلحون فلسطينيون بإطلاق النار تجاه عدة آليات عسكرية.
وأكد المواطنون وجود نقص في المواد الغذائية والطبية وتدهور صحي لبعض المرضى حيث يمنع جنود الاحتلال أي أحد من الدخول أو الخروج. كما تشهد قرى محافظة جنين مداهمات وحصارا مشددا.
كما اعتدى الجنود الإسرائيليون على مئات المواطنين الفلسطينيين على الحاجز العسكري قرب قرية سردا شمال رام الله . ومنعت قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم الرابع على التوالي المواطنين من العودة إلى منازلهم بعد أن أنهوا أعمالهم في المدينة.
وأطلق جنود الاحتلال قنابل الغاز والأعيرة المطاطية على المواطنين والطلبة والمدرسين والعاملين في جامعة بير زيت والذين لم يتمكنوا من الوصول إلى جامعتهم. ويعتبر حاجز سردا من أكبر الحواجز التي تقيمها القوات الإسرائيلية ضمن محاصرتها للأراضي الفلسطينية وتقطيع أوصالها.
حكومة قريع
وفي الشأن الفلسطيني الداخلي أعلن نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس ياسر عرفات أنه تم التوصل إلى اتفاق بين عرفات ورئيس الحكومة المكلف أحمد قريع على أن تبدأ الحكومة الجديدة ممارسة مهام الطوارئ لمدة شهر.
وقال أبو ردينة إن قريع وأعضاء الحكومة الذين أدوا القسم القانوني سيستمرون في أداء مهامهم وفق القانون حتى نهاية مدة الشهر التي حددها لهم القانون.
جاء ذلك في وقت قررت فيه اللجنة المركزية لحركة فتح استئناف اجتماعها الليلة بعد انتهاء اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وكان الاجتماع الصباحي للجنة المركزية قد انتهى دون التوصل إلى تسوية حول قضية حقيبة الداخلية التي يريد رئيس الحكومة أحمد قريع إسنادها للواء نصر يوسف بينما يرفض عرفات. واجتمعت اللجنة بحضور اثني عشر عضوا من أصل ستة عشر بينهم نصر يوسف المرشح لوزارة الداخلية.
وأوضح مراسل الجزيرة أن هذه الاجتماعات بدت كأنها جهود الفرصة الأخيرة لإنقاذ حكومة قريع التي أطاحت خلافات بين اللجنة المركزية وقريع من جهة والرئيس عرفات من الجهة الأخرى بعرضها على المجلس التشريعي لنيل الثقة يوم الخميس الماضي.
وقال مسؤولون فلسطينيون إنه يمكن تسوية الخلاف باختيار وزير داخلية جديد بعد أن أغضب نصر يوسف عرفات برفضه حضور أداء الحكومة لليمين الدستورية. ويطالب يوسف بدعم البرلمان لحكومة الطوارئ برئاسة قريع.
مجلس الأمن
من جهة أخرى قرر مجلس الأمن الدولي عقد جلسة علنية يوم الثلاثاء المقبل لبحث مشروع قرار جديد تقدمت به المجموعة العربية، ويدعو إلى حمل إسرائيل على وقف بناء جدار عازل في الأراضي الفلسطينية.
وكان مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة ناصر القدوة قد أعرب عن أمله بتجنب الفيتو الأميركي، وأن يتمكن مجلس الأمن من اتخاذ قرار واضح بشأن الغارة الجوية التي شنتها إسرائيل أخيرا على سوريا.
وقال السفير الإسرائيلي بالأمم المتحدة دان غيلرمان إن بلاده ستتجاهل أي قرار يحاول عرقلة بناء ما تسميه إسرائيل "الجدار الأمني" مؤكدا أن على رأس أولويات حكومته حماية مواطنيها من الفدائيين الفلسطينيين.