مجزرة برفح وكتائب الأقصى تدعو لتصعيد المقاومة

ارتفع عدد شهداء العملية العسكرية المستمرة التي تنفذها قوات الاحتلال في منطقة رفح منذ فجر اليوم إلى سبعة أشخاص بينهم طفلان، إضافة إلى جرح أكثر من 50 آخرين بينهم 18 في حالة خطرة.
وقالت مراسلة الجزيرة في رفح إن القوات الإٍسرائيلية تحاصر مناطق عدة وتجرف الأراضي وتفتش المنازل وتعتدي على المواطنين, كما تعتقل كل من تقابله في الشوارع ثم تطلقه بعد ساعات.
وأشارت المراسلة إلى أن مقاومة الاجتياح الإسرائيلي مازالت مستمرة باستخدام قاذفات محلية الصنع، حيث أعلن أفراد المقاومة إعطاب أربع دبابات. وأعلن مسؤول عسكري إسرائيلي أن قواته ستبقى في منطقة رفح إلى "أن تحقق أهدافها".
وكانت مصادر عسكرية أخرى ادعت بأن هدف العملية المسماة "الحل الجذري" -وهي الأوسع نطاقا في قطاع غزة- هو البحث عن 13 نفقا يستخدمها الفلسطينيون لتهريب أسلحة وذخائر من مصر إلى القطاع. وقالت المراسلة إن قوات الاحتلال اعترفت بأنها لم تجد أيا من هذه الأنفاق المزعومة حتى الآن.
من جهته اتهم مدير الأمن العام الفلسطيني في قطاع غزة عبد الرزاق المجايدة إسرائيل بارتكاب مجزرة جديدة في رفح، نافيا ادعاءاتها بوجود أنفاق في رفح.
واعترفت قوات الاحتلال بإصابة أحد جنودها بجروح إثر انفجار عبوة ناسفة تحت آلية مدرعة في رفح. وأعلنت المقاومة الفلسطينية عن إعطاب أربع مدرعات إسرائيلية أثناء تصديها لعملية الاجتياح.
ودارت مواجهات عنيفة مع المقاومة الفلسطينية عندما اقتحمت أكثر من 100 دبابة وآلية عسكرية إسرائيلية يساندها سلاح الجو مخيم رفح والمناطق المجاورة لها، استخدمت فيها المقاومة الشحنات الناسفة والقذائف المضادة للدبابات والقنابل اليدوية والأسلحة الرشاشة.
وقال شهود عيان إن الدبابات الإسرائيلية توغلت من ثلاثة محاور في مناطق البرازيل ويبنا وتل السلطان وبوابة صلاح الدين المحاذية للشريط الحدودي مع مصر وسط إطلاق النار والقصف المدفعي.
تصعيد المقاومة
ودعت كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة التحرير الفلسطينية (فتح) إلى تصعيد الكفاح المسلح وقصف المستوطنات الإسرائيلية كافة ردا على العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح.
وأعلنت في بيان لها أن مقاتليها تمكنوا من تفجير جرافة إسرائيلية وإحراقها كلياً في مواجهات مع قوات الاحتلال، كما طالبت المواطنين الفلسطينيين بالخروج في مسيرات ومظاهرات تضامنا مع أهالي رفح.
وحملت كتائب الأقصى بشدة على الأنظمة العربية والصمت الدولي وما وصفته بالاستكبار الأميركي. ووصف البيان ما تتعرض له رفح بأنه مجزرة جديدة يقترفها جيش الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني. وكانت السلطة الفلسطينية أدانت العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح واعتبرتها "جريمة حرب وكارثة إنسانية" تستدعي تدخلا دوليا عاجلا.
خلافات فلسطينية
وجاءت العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح وسط الغموض الذي يسود الوضع السياسي الفلسطيني إثر تقارير تحدثت عن تقديم رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف أحمد قريع استقالته للرئيس ياسر عرفات.
ونفى نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني وجود خلافات من أي نوع بين عرفات وقريع. وأشار في مقابلة مع مراسلة الجزيرة في رام الله إلى أن هناك خلافات في الرأي حول تشكيلة وآلية عمل الحكومة الفلسطينية المقبلة وأن اجتماعات مكثفة ستتم غدا للتغلب على كافة الاختلافات.
ويسود خلاف بين قريع واللجنة المركزية لحركة فتح من جهة والرئيس عرفات من جهة أخرى بعد رفض الأخير تغيير المرسوم الرئاسي الذي أعلن عن حكومة طوارئ. وقال مسؤولون فلسطينيون إن عرفات يريد استبعاد وزير الداخلية نصر يوسف الذي كان ستخول له سلطات أمنية وأن قريع عارض الفكرة.