كوريا الشمالية مستعدة لتنازلات متزامنة مع أميركا

أعلنت بيونغ يانغ أن اتخاذ خطوات متزامنة من جانب واشنطن وبيونغ يانغ لمعالجة مخاوف كلا البلدين تجاه الآخر، هي الطريقة الواقعية لحل النزاع النووي بينهما.
وقال نائب وزير الخارجية الكوري الشمالي تشو سو هون في كلمته أمام الجمعية العامة إن واشنطن تريد من بيونغ يانغ أن تخلي شبه الجزيرة الكورية من البرامج النووية، ولكنها في ذات الوقت لا تفعل شيئا لمعالجة مخاوف كوريا الشمالية الأمنية. وقال تشو "باختصار موقف الولايات المتحدة هو أنها لن تناقش خطواتها إلا بعد أن تتخذ كوريا الشمالية كل الإجراءات أولا".
ومضى المسؤول الكوري الشمالي يقول "في ظل الظروف الراهنة التي تشهر فيها الولايات المتحدة وكوريا الشمالية السلاح بعضهما في وجه بعض، فإن مطالبة أحد الطرفين بإلقاء السلاح جانبا أمر غير معقول". وأكد أن التحرك المتزامن طريقة واقعية لعملية نزع الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية، وأن أي معارضة لهذا الأمر سيكون معناه رفض نزع السلاح النووي.
تجدد المفاوضات
وعلى صعيد المفاوضات أكدت بيونغ يانغ أنها لم تتعهد بحضور جولة أخرى من المحادثات السداسية بعد الاجتماع الأول غير الحاسم في أغسطس/ آب الماضي في بكين، إلا أن هذه اللهجة تركت الباب مفتوحا أمام إمكانية عودة كوريا الشمالية إلى مائدة المفاوضات وإن كانت أوضحت أنها تشك في جدواها.
وفي المقابل قال مساعد وزير الخارجية الأميركي جيمس كيلي إن هناك احتمالا لعقد جولة أخرى من المحادثات السداسية بشأن برنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية في نوفمبر/ تشرين الثاني القادم.
وأوضح كيلي الموجود في طوكيو من أجل إجراء محادثات مع نظرائه اليابانيين والكوريين الجنوبيين أنه لم يتحدد أي موعد بعد، إلا أن واشنطن وحلفاءها يحثون بيونغ يانغ على العودة إلى مائدة المفاوضات بأسرع ما يمكن.
من جانبه توقع رئيس كوريا الجنوبية روه مو هيون أن تعقد جولة محادثات ثانية متعددة الأطراف بشأن طموحات كوريا الشمالية لامتلاك أسلحة نووية. وقال لعرض عسكري في قاعدة سنغنام الجوية خارج سول بمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين لإنشاء الجيش الكوري الجنوبي "أتوقع أن تعقد الجولة الثانية من المحادثات في الوقت المناسب وأن تتمخض عن نتائج جيدة".
وربط هيون إرسال جنود إلى العراق تلبية لطلب تقدمت به الولايات المتحدة بحدوث تسوية سلمية للأزمة المرتبطة بالبرنامج النووي لبيونغ يانغ، وقال مخاطبا قواته المسلحة إن "التوصل إلى تحديد آفاق إيجابية ومقنعة للسلام والأمن في شبه الجزيرة الكورية قبل اتخاذ قرار بإرسال جنود يرتدي أهمية قصوى".
وكانت الولايات المتحدة طلبت من سول إرسال جنود إلى العراق لمساعدة الجيش الأميركي على مواجهة الوضع الأمني المتدهور، إلا أن الطلب الأميركي يواجه معارضة جزء من الرأي العام الذي يرى أن الموقف المتصلب للولايات المتحدة يشكل أحد أسباب الأزمة مع كوريا الشمالية.
وأكد الرئيس الكوري الجنوبي أن سول ستمتلك خلال عشر سنوات -حسب التقديرات- قدرات دفاعية مستقلة تتطابق مع وضع البلاد التي تحتل المرتبة الثانية عشرة بين القوى الاقتصادية في العالم، وقال "حان الوقت لنتولى مسؤولياتنا الأساسية في دفاعنا الوطني".
وينص اتفاق دفاعي أبرم منذ 50 عاما على انتشار 37 ألف جندي أميركي موجودين حاليا في كوريا الجنوبية، وضمان أمن هذا البلد في مواجهة الجيش الكوري الشمالي الذي يضم أكثر من مليون رجل. وتوصل البلدان أخيرا إلى اتفاق يقضي بانتشار القوات الأميركية في نقاط أبعد عن الحدود الفاصلة بين الكوريتين.