سترو يحث عرفات على إجراء إصلاحات داخلية
حث وزير الخارجية البريطاني جاك سترو الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات على مضاعفة جهوده لترسيخ الديمقراطية في مؤسسات السلطة الفلسطينية بهدف إعادة عملية السلام إلى مسارها.
وتأتي نصيحة سترو للرئيس الفلسطيني قبل افتتاح المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط، الذي عقد بالرغم من حظر إسرائيل المشاركة الشخصية للوفد الفلسطيني من الضفة الغربية وقطاع غزة. وقد تحدى الوفد الفلسطيني الحظر الإسرائيلي على سفرهم من خلال المشاركة في المحادثات عبر الفيديو.
واعترف سترو بأن الحظر الإسرائيلي على سفر الوفد الفلسطيني غير مجد، لكنه أصر على أنه يجب ألا يصرف النظر عن الهدف الرئيسي للمؤتمر. وقال إن المشاركة عبر الفيديو لن تكون بديلا عن المشاركة الفعلية، إلا أنها مع ذلك ستساهم في جعل المؤتمر مفيدا.
وقال سترو إن المهم بالنسبة لهذه المحادثات هو التأكيد على إجراء إصلاحات داخلية في السلطة في نظامها المالي وفي قضايا دستورية من قبيل استحداث منصب رئيس وزراء ومجلس نيابي مناسب وهيئة قضاء مستقلة.
وأكد أن من أحد أهداف المؤتمر هو المساهمة في دفع الزخم باتجاه إجراء إصلاحات داخلية في الأراضي المحتلة، والضفة الغربية وقطاع غزة لصالح السلطة الفلسطينية.
تحذير إسرائيلي
وتأتي المشاركة الفلسطينية على الرغم من تحذير رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون لندن من الوثوق بياسر عرفات. وقال شارون إن عرفات "لا يمكن الوثوق به لإجراء أي إصلاحات يمكن أن تنفذ في الأراضي الفلسطينية".
وأضاف شارون في رسالة سلمتها السفارة الإسرائيلية في لندن إلى مكتب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أن القرار الإسرائيلي بمنع الوفد الفلسطيني من المشاركة لا يهدف إلى المساس ببريطانيا. وأوضح أن الإصلاحات يجب ألا تجرى في لندن بل في الأراضي الفلسطينية.
ويشارك في مداولات المؤتمر أعضاء مجموعة الوساطة الرباعية في الشرق الأوسط وهم الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا إلى جانب مسؤولين من مصر والأردن والمملكة العربية السعودية.
ودعمت واشنطن المؤتمر الذي ترعاه بريطانيا وعارضت القرار الإسرائيلي بحظر سفر المسؤولين الفلسطينيين لحضور المؤتمر، وانتدبت مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط وليام بيرنز، للمشاركة في المؤتمر. ويمثل الاتحاد الأوروبي في المؤتمر مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد خافيير سولانا.
المشاركة الفلسطينية
ويشارك في المؤتمر مندوبون عن السلطة الفلسطينية هما عفيف صافية مندوب السلطة الفلسطينية في لندن، ومايكل طرزي المستشار القانوني الفلسطيني الذي تمكن من السفر إلى بريطانيا للمشاركة لكونه يحمل جواز سفر أميركيا.
وفي مقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة رام الله المحتلة بالضفة الغربية قال نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني إن انعقاد المؤتمر يعد رسالة مهمة من المجتمع الدولي بعدم رضاه عن القرارات الإسرائيلية بفرض حظر على المسؤولين الفلسطينيين ومنعهم من الذهاب إلى لندن للمشاركة في المؤتمر الذي يناقش الإصلاحات الفلسطينية.
من جانبه استبعد عضو المجلس التشريعي النائب زياد أبو عمر أن يفضي مؤتمر لندن إلى نتيجة، وتساءل عن الهدف من انعقاد المؤتمر في هذا الوقت بالذات قبل الانتخابات الإسرائيلية. وأبدى تحفظه على طبيعة تشكيلة الوفد الفلسطيني في المؤتمر المشارك عبر الفيديو، وقال إنه يجب أن يضم ممثلين عن السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية والمعارضة الفلسطينية وممثلي المجتمع المدني.
الحوار الفلسطيني
في هذه الأثناء أفادت أنباء بأن عرفات وافق على صيغة عرضتها مصر على عدة فصائل فلسطينية قبل أيام تتضمن الإعلان عن هدنة تشمل وقف العمليات ضد المدنيين الإسرائيليين للدخول في مفاوضات تهدف لإقامة دولة فلسطينية.
وقالت مصادر مقربة من عرفات إن مسؤولي حركة فتح الذين شاركوا في حوار بين الفصائل الفلسطينية ترعاه الحكومة المصرية عرضوا على عرفات صيغة مصرية مقترحة لهدنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين تشمل وقف العمليات داخل الخط الأخضر.
وأكد أبو ردينة موافقة عرفات على الصيغة المصرية، وقال إن وفدا رسميا سيتوجه من جديد إلى القاهرة في غضون يومين لمواصلة الحوار للوصول إلى اتفاق بين كافة الفصائل إزاء برنامج يخدم المصلحة الوطنية.
تطورات ميدانية
وفي الأراضي الفلسطينية ذكر مراسل الجزيرة أن قوات الاحتلال التي اجتاحت مدينتي طولكرم وقلقيلية بالضفة الغربية فجر اليوم، أعادت انتشارها وانسحبت من وسط طولكرم وغيرت مواقعها في بعض الأحياء ونفذت حملة اعتقالات واسعة بالمدينتين وفرضت عليهما حظر التجول.
كما قامت بتدمير منزل بوسط مدينة طولكرم يعود إلى عائلة أحد نشطاء الانتفاضة وهدم مكتب وزارة الثقافة الذي يحتوي على أعمال فنية نادرة.