حماس تؤكد استشهاد صلاح شحادة وتتوعد بالانتقام
ــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــ
مسيرات في غزة والضفة الغربية للتنديد بالجريمة الإسرائيلية واشتباكات بين المسلحين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في رفح ومخيم خان يونس ــــــــــــــــــــ
السلطة الفلسطينية تصف الحادث بأنه جريمة حرب وتؤكد أنها سترفع القضية إلى مجلس الأمن الدولي
ــــــــــــــــــــ
أكدت حركة حماس في بيان نبأ استشهاد قائد كتائب عز الدين القسام الشيخ صلاح شحادة، في القصف الإسرائيلي الذي استهدف حيا شعبيا جنوبي غزة. وقد أدى القصف الإسرائيلي إلى استشهاد 12 فلسطينيا بينهم ثمانية أطفال وجرح أكثر من 140 آخرين. ونسب مراسل الجزيرة في غزة إلى مصادر طبية فلسطينية قولها إن زوجة شحادة وثلاثة من أطفاله على الأقل قد تأكد استشهادهم في العدوان الإسرائيلي.
كما أدى القصف الذي قامت به طائرة إسرائيلية من طراز إف 16 بصاروخ واستهدف بناية سكنية من أربعة طوابق في حي شعبي شرقي ملعب اليرموك في غزة، إلى تدمير البناية وخمسة منازل مجاورة. وقد تحولت أجساد الشهداء الذين كانوا نياما ساعتها إلى أشلاء ممزقة. وأوضحت مصادر طبية فلسطينية أن عددا من الأشخاص يمكن أن يكونوا موجودين تحت أنقاض المنازل التي أصيبت.
وكان مسؤولون في حماس قد أكدوا استشهاد شحادة في البداية، ثم عادوا ونفوا النبأ قائلين إنه لم يصب في الغارة وإنه شوهد حيا. لكن مراسل الجزيرة قال نقلا عن مسؤولين في حماس إنه توجد في مستشفى الشفاء بغزة أشلاء جثة لم يتم تحديد صاحبها بعد، ويرجح أن تكون لصلاح شحادة.
من جهته أكد الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء أن الغارة الجوية الدموية التي شنها على غزة كانت تستهدف القائد العسكري لحركة حماس صلاح شحادة وأنها "أصابته".
وقال متحدث عسكري "حسب معلوماتنا, فإنه (شحادة) قد استهدف وأصيب, لكننا لسنا متأكدين من أنه قد قتل". وقال بيان للجيش الإسرائيلي "شحادة كان وراء مئات من الهجمات التي شنت على مدي العامين الماضيين على الجيش الإسرائيلي ومدنيين في إسرائيل".
حماس تتعهد بالثأر
وقد تعهدت حركة حماس بالانتقام لشهداء الغارة الإسرائيلية وتصعيد عملياتها الفدائية لتطال جميع الإسرائيليين.
وقال أحد زعماء حركة حماس في غزة عبد العزيز الرنتيسي "لن يكون هناك هدوء أو راحة وسنلاحق الإسرائيليين في بيوتهم". وأضاف الرنتيسي "انتقام حماس سيأتي سريعا جدا. ولن يكون مجرد عملية واحدة… بعد هذه الجريمة فإنه حتى الإسرائيليين في منازلهم سيكونون هدفا لعملياتنا".
كما أكد المسؤول في الحركة إسماعيل هنية "هذه مجزرة بشعة. هذا هو الإرهاب الصهيوني الأميركي الذي يقتل شيوخنا ونساءنا وأطفالنا. إن حركة حماس ستنتقم لدماء كل واحد من هؤلاء الضحايا. والشعب الفلسطيني أصبح في معركة مفتوحة مع هذا العدو".
جريمة حرب
من جانبها وصفت السلطة الفلسطينية الغارة الإسرائيلية بأنها "جريمة حرب". وقال وزير الإعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه في رام الله بالضفة الغربية "هذه جريمة حرب تهدف إلى نسف الجهود المبذولة لإعادة الاستقرار إلى المنطقة", متهما الولايات المتحدة بالتواطؤ.
واعتبر عبد ربه أن "الأميركيين مسؤولون أيضا عن هذه الجريمة لأن الإسرائيليين استخدموا طائرة إف-16 أميركية الصنع لشن هذا الهجوم الإجرامي". من جهته, أكد نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أن السلطة الفلسطينية سترفع الأمر إلى مجلس الأمن خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة.
وقال أبو ردينة في تصريح للجزيرة "نحذر الحكومة الإسرائيلية ونحملها مسؤولية هذه المجزرة. والحكومة الإسرائيلية تلعب بالنار وسنرفع الأمر إلى مجلس الأمن في الساعات الأربع والعشرين المقبلة".
وفي نيويورك أعرب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان عن أسفه للغارة الإسرائيلية وقال المتحدث باسمه فريد إيكهارت في بيان أن "إسرائيل تتحمل المسؤولية الشرعية والأخلاقية لاتخاذ جميع التدابير الممكنة للحؤول دون سقوط أرواح بريئة. ولقد فشلت فشلا ذريعا في القيام بهذا الواجب عبر استخدامها صاروخ ضد مبنى سكني".
مسيرات واشتباكات
من جانب آخر ذكر مراسل الجزيرة أنه فور وقوع الغارة الدموية خرجت عدة مسيرات في غزة وطولكرم بالضفة الغربية للتنديد بالعملية الإسرائيلية. كما شهد الخط الحدودي في رفح ومحيط خان يونس جنوبي قطاع غزة اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي أسفرت عن جرح عشرة فلسطينيين.
وأفاد شهود أن مئات الفلسطينيين المسلحين خرجوا من مخيم خان يونس للاجئين لدى الإعلان عن الغارة وواجهوا الجنود الإسرائيليين قرب مجمع مستوطنات غوش قطيف اليهودية. ووقع تبادل كثيف لإطلاق النار, فتدخلت عندئذ الدبابات الإسرائيلية. وقال مصدر طبي إن فلسطينيين أصيبا بجروح. وفي رفح, على الحدود مع مصر, أسفرت مواجهات مماثلة عن إصابة ثمانية من الفلسطينيين بجروح. و
ووجهت نداءات بمكبرات الصوت من مساجد غزة وخان يونس تدعو السكان إلى التظاهر احتجاجا على الغارة. والمتظاهرون الذين احتشدوا أيضا في مخيم جباليا للاجئين في شمال غزة, طالبوا بالانتقام بينما كان فلسطينيون مسلحون يطلقون النار في الهواء.