عرفات يلتقي سولانا ويصر على انسحاب إسرائيلي كامل
ـــــــــــــــــــــــ
أكثر من مائة فلسطيني يتظاهرون في رام الله مطالبين برفع الحصار الإسرائيلي عن عرفات ـــــــــــــــــــــــ
حماس تناشد الأطفال الفلسطينيين وقف التسلل إلى المستوطنات الإسرائيلية للقيام بأعمال جهادية
ـــــــــــــــــــــــ
انفجار غامض في منزل ببلدة جباليا بقطاع غزة يودي بحياة ثلاثة فلسطينيين ويدمر خمسة منازل مجاورة
ـــــــــــــــــــــــ
عقد منسق الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا جلسة محادثات اليوم الأربعاء مع الرئيس الفلسطيني في مقره المحاصر برام الله. وقد حضر الاجتماع مع سولانا موفد الاتحاد الأوروبي الخاص إلى الشرق الأوسط ميغيل موراتينوس لكن السلطات الإسرائيلية منعت مساعدي عرفات خارج مقر الرئاسة من حضور الاجتماع.
وقال نبيل أبو ردينة مستشار عرفات إن الاجتماع كان طويلا، وأضاف أن عرفات كرر لسولانا وموراتينوس موقفه الداعي لانسحاب إسرائيلي فوري وبشكل كامل من المناطق الفلسطينية في أراضي الحكم الذاتي.
وقال سولانا للصحفيين لدى وصوله لمطار بن غوريون في وقت سابق اليوم إنه سيسعى لإنهاء الحصار الإسرائيلي عن مقر عرفات وعن كنيسة المهد.
وسمحت إسرائيل لسولانا بزيارة عرفات بعد أن منعته من زيارته في وقت سابق من الشهر الحالي. ومن المقرر أن يلتقي سولانا مع وزير الدفاع الإسرائيلي بنيامين بن إليعازر في وقت لاحق اليوم كما يعتزم إجراء محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون.
ستة شهداء
وعلى صعيد التطورات الميدانية ارتفع عدد شهداء اليوم إلى ستة بينهم تلميذ مدرسة وقياديان في حركة فتح.
فقد استشهد طفل فلسطيني في الرابعة عشرة من عمره وأصيب عشرة أطفال بجروح في إطلاق نار في محيط مدرسة بقرية جبع القريبة من مدينة جنين في الضفة الغربية أثناء غارة لجيش الاحتلال.
وقالت مصادر فلسطينية إن القوات الإسرائيلية أحاطت بمدرسة قرية جربة الواقعة على مسافة 15 كيلومترا جنوب جنين، وأضافت أن الطفل الشهيد مجدي خليلية استشهد برصاصة في رأسه. كما طوق الجنود الإسرائيليون منزلا في القرية حيث أوقفوا ضابطين في الأمن الفلسطيني ومدنيا.
وقال مراسل الجزيرة في فلسطين إن ثلاثة فلسطينيين قتلوا في انفجار وقع في ظروف غامضة بمدينة جباليا شمال قطاع غزة. وأشارت مصادر أمنية فلسطينية إلى أن الانفجار الذي وقع في منزل المواطن إبراهيم المبحوح قد أدى إلى تدميره بالكامل. وقال شهود عيان إن خمسة منازل تقع في محيط الانفجار قد نسفت.
ولم تتضح بعد أسباب الانفجار الذي على الأرجح أن يكون قد حصل أثناء إعداد عبوة ناسفة. وقد باشرت السلطات الأمنية الفلسطينية التحقيق في الانفجار الذي أودى بحياة صاحب المنزل (إبراهيم) ونجله إيهاب وأحد أقاربهم.
وقال المراسل إن حزب الشعب الفلسطيني (الشيوعي سابقا) وزع بيانا أعلن فيه أن الشهداء الثلاثة من كوادره، في حين قالت لجان المقاومة الشعبية التي تمثل تحالفا للفصائل الفلسطينية إن اثنين من أعضائها قتلا في الانفجار.
وفي مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية استشهد فلسطينيان هما يعقوب الطرايرة (32 عاما) أمين سر حركة فتح في بلدة بني نعيم ومحمد الطرايرة (45 عاما) أمين السر السابق للحركة كما جرح أربعة إلى جانبهما, وذلك في هجوم نفذته قوات الاحتلال على مغارة داخل بلدة بني نعيم.
وذكر شهود عيان أن مروحية عسكرية إسرائيلية أطلقت صواريخ في حين اجتاحت الدبابات والجرافات القرية. ونقل المراسل عن الشهود قولهم إن جيش الاحتلال استولى على جثتي الشهيدين واعتقل الجرحى و15 فلسطينيا آخر في البلدة.
وفي قرية الظاهرية جنوب الخليل قال شهود إن القوات الإسرائيلية اعتقلت 17 فلسطينيا الليلة الماضية واقتحمت مكاتب السلطة الفلسطينية والمنظمات الإسلامية وصادرت ملفات.
تسلل الأطفال للمستوطنات
من ناحية أخرى ناشدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الأطفال الفلسطينيين وقف التسلل إلى المستوطنات الإسرائيلية للقيام بأعمال جهادية ضد المحتلين لحين الحصول على التدريب والتأهيل اللازمين لهذا الدور مستقبلا.
وقالت الحركة الفلسطينية في بيان لها إن عددا كبيرا من الأطفال يستشهدون في هذه الهجمات مما يشكل كارثة لمستقبل النضال الفلسطيني. كما دعت خطباء المساجد والمدرسين وأولياء الأمور توعية النشء دون المساس بروحهم الجهادية بهدف وقف ما وصفتها الحركة بالظاهرة.
ويأتي نداء حماس هذا عقب عدد من المحاولات الفاشلة قام بها أولاد فلسطينيون لاقتحام المستوطنات اليهودية المقامة في الأراضي المحتلة حيث استشهد ثلاثة منهم في محاولة واحدة الليلة الماضية.
مفاوضات كنيسة المهد
وفي كنيسة المهد المحاصرة بمدينة بيت لحم قالت مراسلة الجزيرة إن الجانب الإسرائيلي قرر تأجيل الاجتماع الذي كان مقررا صباح اليوم في محاولة منه لكسب الوقت.
ومن المقرر أن يستأنف المفاوضون الفلسطينيون والإسرائيليون جولة مفاوضات جديدة في محاولة لإنهاء حصار إسرائيل لكنيسة المهد. وكانت جولة ثانية من المفاوضات بشأن هذا الأمر قد انتهت أمس دون تحقيق تقدم يذكر.
في هذه الأثناء جرى تبادل إطلاق نار غزير في محيط كنيسة المهد قبل ساعات قليلة من استئناف المفاوضات، وقال محام فلسطيني موجود داخل الكنيسة إن اثنين من الفلسطينيين المحاصرين أصيبا بجروح، كما أصيب جندي إسرائيلي بجروح.
وتخضع كنيسة المهد التي يوجد بداخلها 200 فلسطيني بينهم 30 مسلحا تلاحقهم قوات الاحتلال و30 راهبا لحصار عسكري إسرائيلي مشدد منذ 23 يوما.
وأجلت القوات الإسرائيلية ثلاثة فلسطينيين مرضى من المحاصرين في الكنيسة أحدهم أصيب برصاص جنود الاحتلال فجر اليوم ووصفت جروحه بأنها بالغة الخطورة، وذلك بناء على اتفاق بين مفاوضين فلسطينيين وإسرائيليين.
ووجه بابا الفاتيكان يوحنا بولص الثاني نداء لوضع نهاية للمواجهة بين الإسرائيليين والفلسطينيين عند كنيسة المهد. وحذر البابا من تدهور الأوضاع في الكنيسة، وقال "نواصل التضرع للرب من أجل التوصل لحل هذا الوضع اللاإنساني وتحقيق.. السلام المنشود في تلك المنطقة العزيزة على قلوب كل المؤمنين".
أوضاع مهينة للمعتقلين
وفي بيان تلقت الجزيرة نسخة منه ناشد المعتقلون الفلسطينيون في معتقل أنصار/3 في صحراء النقب جميع الهيئات الإنسانية والدولية العمل على إنقاذهم من الوضع المزري الذي يعيشون فيه حيث يتعرضون لعمليات ضرب وإهانة فضلا عن افتقارهم لمقومات الحياة الضرورية.
ووصف المعتقلون الذين يجاوز عددهم الأربعمائة ظروف اعتقالهم بالمهينة حيث لا تفي كميات الطعام المقدمة لهم بحاجتهم بالإضافة إلى حبسهم في خيم ممزقة لا تقي من الحر الشديد في النهار والبرد القارس في الليل.
وتفيد التقارير أن سلطات الاحتلال اعتقلت قرابة ستة آلاف فلسطيني في حملتها العسكرية الأخيرة على الضفة الغربية.
سلامة عرفات
من جانب آخر نظم عشرات الفلسطينيين في رام الله أول مسيرة احتجاج على حصار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات منذ بداية الاجتياح العسكري الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية في أواخر الشهر الماضي.
وقال شهود عيان إن أكثر من مائة فلسطيني وقياديين في فصائل ومنظمات فلسطينية شاركوا في المظاهرة. وطالب المتظاهرون بفك الحصار عن عرفات ورددوا هتافات مؤيدة له. وبدأت المظاهرة من وسط المدينة وتوجه المحتجون إلى الشارع المؤدي إلى مقر عرفات لكن الجيش الإسرائيلي منعهم من الوصول إليه وأطلق قنابل صوتية باتجاههم قبل أن يتفرقوا سلميا.