الرئيس الفنزويلي يستبعد احتمالات التمرد العسكري
نفى الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز في أول رد فعل له منذ المطالبة باستقالته الخميس الماضي أن تكون بلاده تواجه أي مخاطر عسكرية. وعلى خلفية هذه الأحداث أقال شافيز جنرالا يتولى منصب رئيس شركة البترول الحكومية الفنزويلية ذات النفوذ الواسع.
وقال شافيز في مقابلة صحفية قصيرة إنه لا يوجد في فنزويلا معارضة جدية, ولا يوجد أي زعيم ولا أي مشروع لحكومة بديلة, مستبعدا وجود خطر لحصول تمرد عسكري في بلاده.
واعتبر أن المعارضة قامت بعرض مسرحي كشف قبل إعلانه, مشيرا إلى أن العقيد بيدرو سوتو الذي دعا الشعب إلى الثورة عليه معروف بأنه من أصحاب السوابق, ووصفه بأنه "خائن". وقال شافيز إن المعارضين يريدون زعزعة أمن البلاد, "ولكنهم لن يتمكنوا من ذلك".
وأشار الرئيس الفنزويلي في حديثه إلى تطبيق عفو عن مهربي المخدرات كان أصدره رامون خوسيه فيلازكيز الذي تولى الرئاسة مؤقتا من يونيو/حزيران 1993 إلى فبراير/شباط 1994 خلفا لكارلوس أندريس بيريز الذي كان بيدرو سوتو مساعده, وقد أرغم بيريز على الاستقالة بسبب اتهامه بالفساد.
وقال العقيد بيدرو سوتو الذي دعا الشعب إلى الثورة على الرئيس أنه سيسلم نفسه إلى القائد العام للقوات الجوية يوم غد. وقال مراقبون إنه بالرغم من انضمام ضابط آخر إلى سوتو وخروج تظاهرات معادية للرئيس في شوارع كاراكاس فإن النقمة على شافيز لم تبلغ من القوة ما يشكل خطرا على سلطته.
واعتبر سوتو الذي يقول إنه يمثل رأي "75% من الضباط وضباط الصف والوحدات المسلحة" أن الديمقراطية غير موجودة في بلد يحرك فيه الرئيس "المحكمة العليا والجمعية الوطنية والقوات المسلحة"، لكنه استبعد حصول انقلاب عسكري, مؤكدا أن الجيش يدعم الديمقراطية.
وتعرض الرئيس شافيز في الأيام الماضية لانتقادات من قبل الولايات المتحدة، فقد شكك وزير الخارجية كولن باول الثلاثاء في رغبة الرئيس الفنزويلي بتعزيز الديمقراطية في البلاد ومواكبة الولايات المتحدة في حملتها على الإرهاب. واعتبر مدير وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) جورج تينيت أن جو الأزمة الذي تعيشه فنزويلا منذ أشهر سيتفاقم بسبب انخفاض أسعار النفط والنقمة الشعبية المتزايدة.
إقالة مسؤول حكومي
وفي سياق متصل أقال شافيز بعد يوم من الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي قادها سوتو الجنرال غويشايبورو لاميدا من منصب رئيس شركة البترول الحكومية الفنزويلية ذات النفوذ الواسع.
وقد أعلن رئيس ديوان الرئاسة رافاييل فارغاس للصحفيين أن الرئيس عين الخبير الاقتصادي غاستون بارا لرئاسة شركة بتروليوس دي فنزويلا, وهي أكبر شركة في البلاد التي تحتل المرتبة الرابعة بين أكبر مصدري النفط في العالم. إلا أنه رفض الكشف عن تفاصيل إقالة رئيس الشركة السابق.
وكان لاميدا واحدا من أبرز القادة العسكريين خلال السنوات الثلاث التي أمضاها شافيز في الحكم على رأس حكومة يسارية تصف نفسها بأنها ثورية. ودأب شافيز على الإشادة بلاميدا لسجله الأكاديمي المشرف وخدمته المثالية حتى بدأت التقارير تتوافد في الأشهر الماضية بشأن خلافات عميقة بين الرجلين.
ويعتبر مراقبون لاميدا واحدا من أصحاب الخبرة العملية المعتدلين الذي أصبح مثار جدل في العام الماضي عندما تسربت انتقاداته الحادة لقانون جديد لتنظيم قطاع النفط إلى صحف المعارضة.