مجلس الأمن يقرر تسليم أعضائه الدائمين التقرير العراقي
ــــــــــــــــــــ
أنان يقيم غداء عمل يوم غد الثلاثاء لأعضاء مجلس الأمن بحضور بليكس لإجراء مزيد من المناقشات حول تقرير التسلح العراقي
ــــــــــــــــــــ
موسكو تعتبر تسليم العراق لوثائق أسلحة الدمار الشامل يعزز فرص التسوية السياسية، وباريس تؤكد أن الحرب ليست حتمية
ــــــــــــــــــــ
مفتشو الأسلحة يزورون مركز التويثة للأبحاث النووية جنوبي بغداد وموقع شركة الطارق التابعة لهيئة التصنيع العسكري العراقية في الفلوجة
ــــــــــــــــــــ
كشفت مصادر دبلوماسية في نيويورك أن مجلس الأمن الدولي قرر تسليم النسخة الأصلية من تقرير العراق حول برامج تسلحه إلى الأعضاء الخمسة الدائمين في المجلس.
وأشارت تلك المصادر إلى أن القرار اتخذ بعد ضغوط مارستها الولايات المتحدة على الرئيس الحالي لمجلس الأمن الكولومبي ألفونسو فالديفييزو, من أجل الحصول على نسخة من الإعلان بالصيغة التي وضعها العراق.
وأوضحت أن مجلس الأمن قرر في مرحلة أولى تسليم الإعلان العراقي فقط إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وفرنسا والصين, خوفا من تسربه إلى جهات غير مسؤولة.
ومع ذلك تتوقع الأوساط الدبلوماسية أن تنقح الوثيقة قبل توزيع نسخ منها على أعضاء مجلس الأمن العشرة الآخرين.
واعتبرت بعض الدول أنه من غير المناسب كشف معلومات فنية عن أنظمة الأسلحة النووية والكيميائية والجرثومية التي قد تقع في أيد غير أمينة.
وكان التقرير العراقي قد وصل أمس إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك، كما سلمت نسخة من الوثائق المتعلقة بالبرامج النووية إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا.
تصريحات بليكس والبرادعي
وقد أعلن رئيس لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش التابعة للأمم المتحدة (أنموفيك) هانز بليكس أن العمل في فحص الوثائق سيبدأ على الفور. وأضاف أن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان سيقيم غداء عمل يوم غد الثلاثاء لأعضاء مجلس الأمن، وسيحضره بليكس لإجراء مزيد من المناقشات حول الإعلان.
من جهته قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي إن الوكالة ستسلم مجلس الأمن تحليلا أوليا لتقرير العراق عن برامج تسلحه المختلفة في غضون عشرة أيام.
واعتبر البرادعي أن الوكالة يمكن أن تكون بحاجة لأكثر من سنة لتحديد ما إذا كان العراق قادرا على إنتاج أسلحة نووية, داعيا العالم إلى الصبر وانتظار نتائج دراسة التقرير العراقي.
وفي تصريحات بعد تسلم الوكالة التقرير العراقي الخاص بها في فيينا، أشار البرادعي إلى أن إتمام دراسة البيان بأكمله سيكون بحلول نهاية شهر يناير/ كانون الثاني المقبل.
ويتوقع أن يتركز الجهد الأساسي في إعداد الدراسة على مقارنة ما ورد في التقرير العراقي مع ما هو متوافر للوكالة من معلومات, بالإضافة إلى ما ستقدمه الدول الأعضاء بمجلس الأمن من معلومات. ومن أصل الصفحات الـ 12 ألفا التي يتكون منها التقرير العراقي, هناك 2100 صفحة مخصصة للتسلح النووي.
المواقف الدولية
وفي سياق ذي صلة, اعتبر يوري فيدوتوف نائب وزير الخارجية الروسية أن تسليم العراق الأمم المتحدة إعلانه حول أسلحة الدمار الشامل يعزز فرص التسوية السياسية.
ونقلت وكالة إنترفاكس عن المسؤول الروسي قوله إن هذه الترتيبات لوضع القرار 1441 موضع التنفيذ تؤسس قاعدة جيدة لتسوية سياسية ودبلوماسية للمسألة العراقية.
ورأى أنه لا يمكن تقييم هذا الإعلان إلا من جانب خبراء لجنة (أنموفيك) والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ونقلت الوكالة عن نائب الوزير الروسي قوله إن حصول ردة فعل سلبية من جانب بعض الدول على الإعلان لا يبرر التفرد بالقيام بضربة عسكرية ضد بغداد, في إشارة واضحة إلى الولايات المتحدة.
في المقابل رحبت واشنطن بتسليم العراق الإعلان المتعلق ببرامجه العسكرية. وقال البيت الأبيض في بيان "سنواصل العمل مع دول أخرى للتوصل إلى الهدف النهائي وهو حماية السلام عبر وضع حد لتراكم أسلحة الدمار الشامل لدى العراق".
كما رحبت الصين بالتقرير العراقي بشأن الأسلحة, قائلة إنه يتحتم تقييم التقرير بشكل عادل وموضوعي.
وفي باريس أعلن وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان أن حربا في العراق "ليست قدرا محتوما".
وفي تصريح لإحدى المحطات الإذاعية الفرنسية, قال دو فيلبان إنه أجرى السبت اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية الأميركي كولن باول حول سبل تسهيل دراسة الإعلان العراقي في أفضل الظروف في مجلس الأمن.
وأكد أنه "علينا الآن أن ندرس بعناية آلاف الصفحات التي سلمت إلى المفتشين. وعلينا بالتالي أن ندرس بعناية مضمون هذه الوثائق. وفي الوقت نفسه من الضروري أن تستمر عمليات التفتيش على الأرض".
وردا على سؤال حول الاستعدادات الأميركية في قطر, قال الوزير "إن الحرب اليوم ليست قدرا محتوما. ويقع على عاتق الجميع تحمل المسؤوليات المناطة بنا, وهذا ما نقوم به".
عمليات التفتيش
وتفقد مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم مركز التويثة للأبحاث النووية الواقع على بعد 20 كلم جنوبي بغداد. وكان مفتشو الوكالة قد زاروا الموقع نفسه الذي أصبح متخصصا في المنتجات الدوائية مرتين من قبل, ولم تعرف أسباب عودتهم إليه مجددا.
كما أنهى فريق آخر من لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش أنموفيك جولته التفتيشية في موقع شركة الطارق التابعة لهيئة التصنيع العسكري العراقية في الفلوجة شمال غربي بغداد.