الأمم المتحدة تشرع في فحص التقرير العراقي
ــــــــــــــــــــ
القوات الأميركية تكمل استعدادها لبدء مناورات عسكرية افتراضية تدار من قطر عبر مركز قيادة فائق التطور بواسطة أجهزة الكمبيوتر دون تحريك القوات على أرض الواقع
ــــــــــــــــــــ
بغداد تستقبل دفعات جديدة من المفتشين وتتحدى واشنطن ولندن إثبات امتلاكها أسلحة دمار شامل
ــــــــــــــــــــ
وصل إلى مقر الأمم المتحدة بنيويورك في وقت متأخر من مساء الأحد النسخة الخاصة بلجنة الأمم المتحدة للمراقبة والتفتيش من تقرير العراق عن برامج أسلحته غير التقليدية. وقال مدير اللجنة التنفيذي هانز بليكس الذي إن فحص التقرير سيبدأ على الفور.
وكانت وكالة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في فيينا تسلمت النسخة الخاصة بها من التقرير. ومن المقرر أن يشرع خبراء الوكالة بدراسته في غضون الأيام القادمة. وقد تم وضع التقرير الذي وصل إلى فيينا في حقائب صغيرة نقلت أولا إلى قبرص حيث القاعدة الخلفية لمفتشي الأسلحة الدوليين.
التفتيش الميداني
وعلى صعيد التفتيش الميداني وصل فريق مكون من 25 مفتشا دوليا إلى العراق للمشاركة في عملية البحث عن أسلحة غير تقليدية. ويتكون الفريق من 21 مفتشا من وكالة الطاقة الذرية بالإضافة إلى أربعة مفتشين من لجنة المتابعة والتحقق والتفتيش "أنموفيك". وقال متحدث باسم المفتشين في العراق إن ما بين 20 إلى 30 مفتشا دوليا آخرين معظمهم من أنموفيك سيصلون إلى بغداد يوم غد الثلاثاء.
وقد أنهى مفتشو الأسلحة التابعون لأنموفيك تفتيش مصنع للمبيدات تابع لوزارة الزراعية العراقية في منطقة الفلوجة بمحافظة الأنبار. وفتش خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية الشركة العامة للمسح الجيولوجي والتعدين في وسط بغداد، وقاموا بأخذ عينات منها.
وتحدى العراق واشنطن ولندن بأن تثبتا صحة مزاعمهما حول امتلاكه أسلحة دمار شامل، وقال إن التقرير الذي قدمه للأمم المتحدة حول أنشطته التسلحية لا يتضمن عناصر جديدة حول برامجه البيولوجية.
إيضاحات عراقية
وأكد المسؤول عن ملف التفتيش الفريق عامر السعدي إن التقرير في المجال البيولوجي يتناول برنامجا انتهى بعد حرب الخليج عام 1991. وقال إن العراق لم يضمن أي وثيقة جديدة عن برنامجه للتسلح في التقرير لأنه لم يعثر على عنصر جديد.
وأوضح السعدي في مؤتمر صحفي عقده ببغداد مساء الأحد "لقد تم التخلص منه (البرنامج البيولوجي) تماما قبل وصول المفتشين في 1991″، مضيفا "وبالتخلص منه تخلصنا من كل أثر لوجوده، وهذا كان خطأ". وتابع أن مشكلة بلاده اليوم تتمثل في تقديم أدلة على برنامج الأسلحة البيولوجية.
واعتبر أن جوانب الغموض في البرنامج البيولوجي منحت مفتشي الأمم المتحدة في بعثة أنسكوم السابقة, فرصة لإبقاء الملف مفتوحا. كما أشار السعدي إلى أن العراق لم يكن قد وصل بعد إلى مرحلة تجميع أو اختبار قنبلة نووية قبل بدء العمل ببرنامج نزع السلاح عام 1991.
وردا على سؤال حول المرحلة التي بلغها العراق من تصنيع قنبلة نووية, قال السعدي "يعود إلى الخبراء الدوليين أن يجيبوا عن هذا السؤال"، وقال "لدينا البرامج, لكننا لم نجمعها أو نختبرها". وأضاف أنه إذا كان لدى الولايات المتحدة ما ينافي هذه المعلومات فلتقدمها إلى الأمم المتحدة ولجانها المسؤولة عن التحقق من خلو العراق من الأسلحة غير التقليدية.
وفي سياق آخر أكملت القوات الأميركية استعدادها لبدء مناورات عسكرية افتراضية تدار من قطر عبر مركز قيادة فائق التطور. وتجرى المناورات عبر أجهزة الكمبيوتر دون تحريك القوات على أرض الواقع.
وأشاد السيناتور الأميركي الديمقراطي جوزيف بيدن بطريقة إدارة البيت الأبيض للأزمة العراقية، معربا في الوقت نفسه عن قلقه حيال سيناريوهات مرحلة ما بعد الرئيس العراقي صدام حسين إذا تمت الإطاحة بنظامه.
وقال بيدن الرئيس المنتهية ولايته للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ إن الرئيس جورج بوش إذا واصل معالجة الملف العراقي بمنهجية وحذر فإنه سيحظى بدعم الكونغرس والمجتمع الدولي لشن هجوم عسكري على العراق.
غير أن بيدن أبدى تشككا حيال التحضيرات الأميركية لمواجهة الوضع في حال الإطاحة بنظام صدام حسين، واعتبر أن التخطيط لمستقبل العراق مع الأخذ بعين الاعتبار تطلعات الأكراد في الشمال والشيعة في الجنوب، "يتقدم بصعوبة".