متمردو ساحل العاج يهددون بالانسحاب من محادثات السلام
هددت الحركة الوطنية في ساحل العاج بشكل غير مباشر أمس بالانسحاب من المفاوضات الجارية في لومي بين الحكومة والمتمردين بعد أن عثر جنود فرنسيون على مقبرة جماعية في الخامس من هذا الشهر غربي البلاد.
واتهم المتحدث باسم الحركة غيوم سورو حكومة الرئيس لوران غباغبو بأنها "دموية"، مشيرا إلى أن الحركة لا تستطيع التفاوض مع "نظام دموي ولا تستطيع إلا محاربته".
كما اتهم المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا التي تشرف على المفاوضات بـ"التواطؤ السلبي" مع حكومة ساحل العاج. وقال إن المنظمة "تحاول إنقاذ نظام دموي قام بعمليات دفن جماعية"، وطالب هذه المنظمة بإدانة عمليات الدفن الجماعية.
وأدان سورو أيضا "التواطؤ السلبي" للقوات الفرنسية في ساحل العاج فيما يتعلق بالمقبرة الجماعية التي عثرت عليها هذه القوات في مونوكو زوهي حيث دفنت أكثر من 100 جثة، وحث مواطني ساحل العاج على التعبئة الجماعية استعدادا للحرب.
وحثت الحكومة العاجية الشبان القادرين على حمل السلاح للاستعداد لخوض حرب تهدد باستنزاف تلك الدولة الواقعة في غرب أفريقيا. وقال وزير الدفاع في ساحل العاج كاديت بيرتين إن الحكومة دعت إلى التعبئة "مع زيادة عدد الجبهات"، مشيرا إلى حاجة الحكومة أيضا إلى زيادة حجم قوات الأمن والدفاع. ودعا الرجال بين سن 22 و26 عاما إلى تسليم أنفسهم لمقار الجيش في أبيدجان اعتبارا من يوم بعد غد الثلاثاء.
وجاءت هذه الدعوة إثر ظهور حركتي تمرد جديدتين في غرب ساحل العاج مما ينذر بتفاقم الفوضى في هذه الدولة المنقسمة بالفعل إلى شطرين منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة في سبتمبر/ أيلول الماضي.
وقتل المئات في الأسابيع الأربعة الأولى من القتال بعد المحاولة، في حين قتل مئات آخرون في معارك بالغرب خلال الأيام السبعة الماضية بين المتمردين الذين يقاتلون لإسقاط الرئيس لوران غباغبو، والقوات الموالية للحكومة والمدعومة بمرتزقة.
وكان المتمردون الجدد في الغرب قد أعلنوا أمس السبت أنهم طوقوا بلدة بلولكين الواقعة على بعد 120 كلم شرق توليبليو التي استولوا عليها قبل أسبوع وتمسكوا بها رغم الهجمات الحكومية عليها بمروحيات. واتجهت أمس قافلة عسكرية صوب الغرب حاملة عشرات من الجنود الحكوميين في اتجاه مسرح القتال من بينهم جنود مرتزقة.