واشنطن تنتقد إسرائيل وأنان يدعوها لضبط النفس
ــــــــــــــــــــــــــــ
اعتقال عشرات الفلسطينيين في حملة مداهمات شملت عددا من المدن والقرى في الضفة الغربية ــــــــــــــــــــ
حماس تعلن أن ستة من أعضائها استشهدوا في الغارة الإسرائيلية وأونروا تفتح تحقيقا في مصرع اثنين من موظفيها في الهجوم
ــــــــــــــــــــ
انتقدت الولايات المتحدة أمس الجمعة إسرائيل لقتلها مدنيين فلسطينيين وتدمير منازل فلسطينية, ولكنها قالت إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها.
وامتنع المتحدث باسم الخارجية الأميركية ريتشارد باوتشر عن التعليق على الحادث, ولكنه كرر الانتقاد الأميركي المعتاد للسلوك الإسرائيلي في الضفة الغربية وغزة.
وقال "أوضحنا تماما أنه يتعين على الإسرائيليين أن يدركوا عواقب أعمالهم. لقد كنا بالفعل واضحين بشأن مخاوفنا إزاء الأنشطة الإسرائيلية ولا سيما الضحايا المدنيين الناجمة عن كثير من الأعمال الإسرائيلية".
وأضاف "شهدنا عددا من الأشخاص يسقطون بين قتيل وجريح سواء من كبار السن أو الشبان. أوضحنا مخاوفنا بشأن هدم المنازل على سبيل المثال". وأوضح باوتشر أن واشنطن وباعتبارها صديقة لإسرائيل وحليفة وكدولة ديمقراطية ستدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
وتخلت إدارة الرئيس جورج بوش إلي حد كبير -بعد انسحابها من المشاركة المباشرة في الجهود الرامية لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني- عن الأسلوب القديم بشأن التعليق على مواجهات معينة.
وتقول إنه يتعين على الفلسطينيين القيام بالخطوة الأولى بوقف المهاجمين الفدائيين والهجمات على الإسرائيليين.
وفي تقرير للكونغرس الأسبوع الماضي, قالت إدارة بوش إن السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية لم تفيا بالمطالب التي حددها الكونغرس بشأن سلوكهما. ولكن بوش قرر عدم تخفيض وضع مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن, مشيرا إلى "مصلحة الأمن القومي".
وقال التقرير إن بعض كبار زعماء منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية لم يفعلوا شيئا يذكر لمنع أعمال العنف, وفي بعض الحالات شجعوا تلك الأعمال. كما أخفقوا في إدانة الهجمات على المستوطنين والجنود الإسرائيليين في الأراضي المحتلة.
من جانبه انتقد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان إسرائيل أمس الجمعة, وحثها على ممارسة ضبط النفس بعد هجوم البريج الذي أوقع عشرة قتلى بينهم اثنان من موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للمنظمة الدولية.
وقال فريد إيكهارد المتحدث باسم أنان إن الأمين العام يشعر "بقلق بالغ" تجاه الهجوم الإسرائيلي, مشيرا إلى أن الضحايا سقطوا يوم عيد الفطر أحد أهم الأعياد لدى المسلمين. وأضاف إيكهارد "الأمين العام يستنكر فقد أرواح مدنيين أبرياء. وقد دعا إسرائيل مرارا للكف عن الاستخدام المفرط وغير المتناسب للقوة المميتة في المناطق المدنية".
وأضاف أن الأمين العام "يود أن يذكر حكومة إسرائيل بالتزاماتها كقوة احتلال تجاه حماية السكان المدنيين, ويحثها على ضمان أن تتصرف القوات الإسرائيلية بقدر أكبر من ضبط النفس والنظام وبما يتسق مع القانون الإنساني الدولي".
كما أدانت مصر المجزرة وعبر الاتحاد الأوروبي عن "إدانته الشديدة" للعملية الإسرائيلية في مخيم البريج بقطاع غزة. كما أدان "الاستخدام (الإسرائيلي) المفرط للقوة ضد مدنيين أبرياء". كما شجبت فرنسا والصين العملية.
وكان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وصف عملية الاحتلال العسكرية في مخيم البريج بأنها عمل إرهابي ومذبحة جديدة ترتكب ضد أبناء فلسطين.
اشتباكات وشهداء
استشهد ناشط فلسطيني من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي, أثناء اشتباكات بين الجنود الإسرائيليين ومسلحين فلسطينيين في بلدة سيلة الحارثية قرب جنين أمس.
وقال متحدث باسم الحركة إن الناشط يدعى عبد الهادي زيود ويبلغ من العمر (21 عاما). وقد اقتحمت 15 آلية عسكرية إسرائيلية بلدة سيلة الحارثية, وفتحت نيران رشاشاتها باتجاه المواطنين مما أدى إلى إصابة خمسة أشخاص حالة اثنين منهم خطيرة.
وأوضح مراسل الجزيرة في جنين أن القوات الإسرائيلية احتلت بعض منازل المواطنين، في حين اندفع أهالي البلدة لمواجهة قوات الاحتلال بالحجارة. وأشار المراسل إلى أن العملية العسكرية تهدف إلى مطاردة ناشطين فلسطينيين مطلوبين لدى إسرائيل.
وكانت مراسلة الجزيرة في فلسطين أفادت بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت أمس الجمعة 26 مواطنا, في حملة مداهمات شملت عددا من المدن والقرى في الضفة الغربية. وقالت إن من بين المعتقلين ناشطين في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة الجهاد الإسلامي.
وجاءت حملة الاعتقالات الإسرائيلية في الضفة بعد تنفيذ قوات الاحتلال مجزرة في مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين جنوبي غزة فجر أمس, استشهد فيها عشرة وأصيب نحو 20 آخرين بجروح بينهم أطفال ونساء أثناء عملية توغل استخدمت فيها قذائف طائرات الأباتشي والدبابات.