صدام يعتذر للكويتيين في خطاب تحذيري
ــــــــــــــــــــــــــــ
مسؤولون عراقيون يسلمون تقرير برامج التسلح إلى بعثة الأمم المتحدة في بغداد
ــــــــــــــــــــــــــــ
بوش يقول إن إعلان بغداد لهذا التقرير يجب أن يصمد أمام الفحص الأميركي إذا ما أراد العراق أن يتجنب ضربة عسكرية
ــــــــــــــــــــــــــــ
فرق التفتيش تتفقد منشأة رئيسية للأبحاث النووية ومركزا عسكريا جديدا للأبحاث الصناعية
ــــــــــــــــــــــــــــ
اعتذر الرئيس العراقي صدام حسين لأول مرة للشعب الكويتي عما أسماها أخطاء الماضي، في إشارة إلى الغزو العراقي للكويت عام 1990.
وقال الرئيس العراقي في رسالة وجهها إلى الشعب الكويتي "إننا نعتذر إلى الله عن أي فعل يغضبه سبحانه إن كان وقع في الماضي مما لا نعرف به ويحسب على مسؤوليتنا، ونعتذر لكم على هذا الأساس أيضا".
وأضاف صدام في رسالته التي قرأها نيابة عنه وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف أن ما وصفه بالشرر والحرائق المشتعلة منذ ذلك الوقت، لم تنطفئ بعد وسوف تستمر إلى زمن لاحق. وذكر الرئيس العراقي بالأحداث التي قادت إلى تلك الكارثة، قائلا إن الوقت قد حان لتوضيح الحقائق للشعب الكويتي عما حدث لكي يتخذ الموقف الصحيح.
وأشار إلى أن العراق حافظ على التزاماته التي تعهد بها في القمة العربية ببيروت، لكن المسؤولين الكويتيين خالفوا ذلك، مشيدا بمن سماهم أحرار الكويت الذين يقومون بمقاومة الوجود الأجنبي على أرضهم.
وبرر صدام توقيت إرسال هذه الرسالة بالتصريحات العلنية للمسؤولين الكويتيين التي تؤيد توجيه ضربة عسكرية للعراق، واحتضانهم لبعض عناصر المعارضة العراقية على أراضيهم للعمل ضد حكومته.
وتعليقا على ذلك قال عضو مجلس الأمة الكويتي ناصر الصانع في اتصال مع الجزيرة إن رسالة الرئيس العراقي جاءت مخيبة للآمال، موضحا أنها لم تتضمن أي خطوات ملموسة بشأن أسباب الخلاف بين البلدين لاسيما مسألة الإفراج عن الأسرى الكويتيين. وأشار الصانع إلى أن رسالة صدام تضمنت إشارات لتحريض المواطنين الكويتيين على الوجود الأميركي، مؤكدا أن ذلك يعد أمرا خطيرا.
وقبل ساعات من بث هذه الرسالة ترأس الرئيس العراقي صدام حسين اجتماعا للهيئات القيادية العليا في العراق خصصت لبحث القضايا السياسية الإقليمية والدولية.
وذكر التلفزيون العراقي أن الاجتماع ضم أعضاء مجلس قيادة الثورة -أعلى هيئة قيادية في العراق- وقيادة حزب البعث الحاكم. وشارك في الاجتماع أيضا رئيس المجلس الوطني العراقي (البرلمان) سعدون حمادي ووزير الخارجية ناجي صبري ومسؤولون رفيعو المستوى.
تقرير الأسلحة
في غضون ذلك سلم العراق تقريره عن برامج التسليح إلى بعثة الأمم المتحدة في بغداد.
كما سترسل في وقت لاحق نسخة كاملة من هذا التقرير الذي يتجاوز 10 آلاف صفحة عدا الملاحق التي سجلت على أقراص مدمجة، إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وكانت الهيئة الوطنية العراقية للرقابة قد عرضت في وقت سابق هذا التقرير على الصحفيين الذين سمح لهم بدخول مقر الهيئة في جامعة بغداد على دفعات وقاموا بتصوير الوثائق. وأكد رئيس دائرة المراقبة الوطنية العراقية حسام محمد أمين في مؤتمر صحفي خلو العراق من الأسلحة غير التقليدية، وقال إنه ليس لدى البلاد أي نوع من هذه الأسلحة.
تصريحات بوش
وفي المقابل قال الرئيس الأميركي جورج بوش إن إعلان بغداد تقريرها حول الأسلحة يجب أن يصمد أمام الفحص الأميركي إذا ما أراد العراق أن يتجنب ضربة عسكرية.
وحذر بوش بغداد في خطاب إذاعي لشعبه قائلا إن واشنطن ستحكم على الإعلان بعد دراسته بشكل جيد. وأضاف أن الإعلان يجب أن يكون صادقا ودقيقا وكاملا, مشيرا إلى أن محاولة العراق إثبات صدق نيته من خلال تعاونه الظاهر قد لا يكون كافيا لتجنب الحرب.
وفي نيويورك أعلن رئيس لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش هانز بليكس أنه وفريقه سيقومون بدراسة وتحليل تقرير العراق حول برامج تسلحه قبل حصول أعضاء مجلس الأمن على نسخ منه. وأشار بليكس إلى أنه تم الاتفاق على ذلك أثناء حضوره جلسة مشاورات مع أعضاء مجلس الأمن.
استئناف عمليات التفتيش
وقد واصل مفتشو الأسلحة الدوليون عملهم في العراق بعد انقطاع دام يومين بسبب عطلة عيد الفطر. وفتش فريق من خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية منشأة التويثة النووية الواقعة على بعد 20 كلم جنوب العاصمة، في حين فتش فريق آخر مركزا عسكريا جديدا للأبحاث الصناعية.
وتفقد فريق من المفتشين مجمعا يضم شركة القدس العامة في بلدة الإسكندرية على بعد 40 كلم جنوب بغداد. وتتبع شركة القدس هيئة التصنيع العسكري العراقية.
ويقول مسؤولون إن هذه الشركة تركز أساسا على الأبحاث في مجالات الهندسة الميكانيكية وهندسة الذخيرة، كما تقوم بأبحاث تتعلق بقذائف المدفعية وقذائف الصواريخ القصيرة المدى، وقد أنشئت عقب مغادرة فرق التفتيش البلاد عام 1998.