الإشاعات والاضطرابات تسبق عرض التقرير العراقي

undefinedتزايدت التخمينات الصحفية بشأن حجم إعلان العراق عن ترسانته العسكرية مع
اقتراب ساعة تقديم تقرير تتراوح صفحاته بين 1700 و24 ألف صفحة. وجاء ذلك قبيل وقت قصير من عرض التقرير على الصحفيين.

وواكبت هذه التخمينات حركة الصحفيين التي تميزت بالإشاعات والتعليمات المتضاربة في مركز صحفي مزدحم تضعه السلطات العراقية تحت تصرفهم بأسعار معينة.

وقد تغير ميعاد ومكان تسليم السلطات العراقية لتقريرها عشر مرات مع ما رافق ذلك من تدافع واضطراب في خطط المصورين وكاميرات وسائل الإعلام الحريصة على عدم تفويت لحظات تسليم إعلان قد يحدد الحرب والسلام في المنطقة.

وقال مراسل وهو يدلف إلى أحد المكاتب الضيقة والمتلاصقة حيث يتنافس 150 صحفيا على متابعة تطورات الأزمة العراقية لحظة بلحظة "يبدو أنه (أي التقرير) لا يزيد عن 1700 صفحة". ويرد عليه زميله بحدة "لا إنه يقع في 10 آلاف صفحة بحسب عراقي أعلن ذلك لإذاعة إسكندنافية والتي نقلت ذلك إلى تلفزيون ياباني".

أما الجزيرة فقد حطمت الأرقام التي قدمتها باقي وسائل الإعلام مؤكدة نقلا عن "مصادر عراقية مطلعة" أن الوثيقة العملاقة ستكون في 24 ألف صفحة مقسمة بين نص أساسي وملاحق.

وغذى المسؤولون العراقيون هذا التشويق عبر رفض تقديم أي توضيح وبتغيير ساعة ومكان الإعلان التي يقدمونها للصحفيين باستمرار.

إعلان

ويتعرض مسؤولو المركز الصحفي في مكاتبهم التي لا تتوقف هواتفها عن الرنين إلى ضغط أسئلة الصحفيين فيوفرون لهم بعض حلوى عيد الفطر لتخفيف حنقهم.

وفي لحظات المشاورات المكثفة يغلق هؤلاء المسؤولون أبواب مكاتبهم ويغادرونها إلى مشاورات مطولة مع مرؤوسيهم في الطوابق العلوية من وزارة الإعلام ثم يعودون بتعليمات جديدة.

وبعد أن تم إبلاغ الصحفيين بضرورة أن يكونوا جاهزين عند الساعة 7.50 بالتوقيت المحلي (4.50 بتوقيت غرينتش) تم إعلامهم في وقت لاحق بتغيير الموعد إلى الساعة الثامنة، ثم اضطروا لتغيير وجهتهم مرة أخرى فثانية صوب المستودعات في انتظار انطلاق في وقت لاحق.

وعادت الإشاعات مجددا تشير إلى احتمال استبعاد الصحفيين بعيدا عن مراحل هذا اليوم الذي تريده تاريخيا.

وفي وقت لاحق عرضت بغداد على الصحفيين بعد ظهر اليوم السبت في مقر الهيئة الوطنية للرقابة تقريرها المرتقب عن برامجها ذات الطابع العسكري، ومن المقرر تسليمه مساء إلى بعثة الأمم المتحدة في العراق.

وحصل تدافع شديد لم يتمكن معه إلا فريق صغير من المراسلين من الدخول إلى الغرفة التي يوجد بها التقرير في حين ظل باقي الصحفيين يحاولون الدخول. وكسر زجاج بسبب التدافع قبل أن يوقف المسؤولون العراقيون الزيارة.

المصدر : الفرنسية

إعلان