اعتقال العشرات في الضفة وعرفات يندد بمجزرة البريج
ــــــــــــــــــــ
عرفات: لا يمر يوم من دون أن توقع قوات الاحتلال مذبحة جديدة في صفوف الفلسطينيين، والسلطة تطالب بحماية دولية
ــــــــــــــــــــ
الاحتلال يمنع سيارات الإسعاف من نقل الجرحى مما تسبب في ارتفاع أعداد شهداء مجزرة البريج
ــــــــــــــــــــ
تقرير أميركي يحمل الفلسطينيين العنف في الشرق الأوسط، وبوش يدرس إغلاق مكاتب منظمة التحرير في واشنطن
ــــــــــــــــــــ
أفادت مراسلة الجزيرة في فلسطين بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت اليوم الجمعة 26 مواطنا في حملة مداهمات شملت عددا من المدن والقرى في الضفة الغربية.
وقالت المراسلة إن من بين المعتقلين ناشطين في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة الجهاد الإسلامي.
وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن 16 فلسطينيا اعتقلوا في منطقة بيت لحم والباقون في منطقة الخليل وبلدة قباطية القريبة من مدينة جنين ومخيم جنين. وقد انسحبت قوات الاحتلال من وسط جنين وبلدة قباطية اليوم.
وأعرب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عن غضبه للغارة الإسرائيلية الأحدث في قطاع غزة، وقال إنه لا يمر يوم دون أن توقع قوات الاحتلال الإسرائيلي مذبحة جديدة في صفوف الفلسطينيين.
وقال في تصريح للصحفيين خارج مقره بمدينة رام الله المحتلة في الضفة الغربية إنه في كل يوم هنالك اعتقالات واغتيالات وتدمير ومزيد من الأضرار تلحق بالفلسطينيين وممتلكاتهم.
وكان نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس عرفات قد طالب مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بعقد جلسة خاصة بشأن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة وبشكل يومي على الفلسطينيين والأخذ بعين الاعتبار بفكرة نشر مراقبين دوليين في المنطقة لتوفير الحماية للفلسطينيين.
مجزرة البريج
وفي حصيلة جديدة ارتفع عدد شهداء الاجتياح الإسرائيلي في مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين جنوب مدينة غزة إلى عشرة فلسطينيين مع وفاة سيدة متأثرة بجروحها.
فقد استشهد تسعة وأصيب نحو عشرين آخرين بجروح بينهم أطفال ونساء بنيران القذائف والرشاشات الإسرائيلية الثقيلة خلال عملية التوغل فجر اليوم.
وجاء هذا العدد الكبير من القتلى في صفوف الفلسطينيين بعدما تعرض منزل من طابقين في المخيم للقصف الإسرائيلي. ومنع الجنود الإسرائيليون سيارات الإسعاف من دخول المخيم وتركوا الجرحى ينزفون.
وكان رتل من الدبابات وناقلات الجند المدرعة الإسرائيلية -يصل عددها إلى 40 آلية عسكرية- تساندها مروحيات أباتشي الأميركية الصنع قد اجتاحت مخيم البريج للاجئين وسط إطلاق كثيف للنار فجر اليوم.
وقد لاقت قوات الاحتلال مقاومة شديدة من قبل رجال المقاومة المسلحة الفلسطينية وعلت من المساجد نداءات تحث الفلسطينيين على المقاومة.
وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال نسفت بالمتفجرات منزلا لناشط فلسطيني وألحقت أضرارا بعشرة منازل على الأقل. وأكد شهود أن المنزل المدمر يعود إلى أيمن ششنية الناشط في لجان المقاومة الشعبية التي تضم عناصر من مختلف الفصائل الفلسطينية.
وقالت قوات الاحتلال إنها تنفذ عملية في المخيم الفلسطيني. وقال ناطق عسكري إسرائيلي إن العملية استهدفت الناشط أيمن ششنية وقد دمر منزله واعتقل أحد أشقائه. واعترف فقط بمقتل خمسة فلسطينيين جميعهم من ناشطي حركة حماس.
وبموازاة ذلك اجتاحت الدبابات الإسرائيلية فجر اليوم مدينة جنين ومخيمها للاجئين وبلدة قباطية, ودهمت عددا من المنازل بدعوى البحث عمن تسميهم مطلوبين فلسطينيين. وقال مراسل للجزيرة في فلسطين إن العملية لازالت مستمرة وتم اعتقال عدد من المواطنين بينهم ناشطون في حركة الجهاد الإسلامي.
وجاءت غارة مخيم البريج بعد ساعات من زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون أن تنظيم القاعدة أصبح له وجود في قطاع غزة. ونفى الفلسطينيون بقوة اتهام شارون وقالوا إن إسرائيل تبحث عن ذريعة لغزو قطاع غزة الذي تشن فيه غارات متكررة.
تقرير أميركي
وفي وثائق قالت وكالة أسوشيتدبرس إنها حصلت عليها من البيت الأبيض، ألقت الإدارة الأميركية باللوم على الفلسطينيين في ما يلحق بهم من تنكيل واعتداء من قبل آلة الحرب الإسرائيلية مع دخول الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي عامها الثالث.
واتهمت الوثائق الأميركية السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير بأنهما لم تعملا ما يكفي لكبح جماح المقاومة والقضاء على المجموعات المسلحة.
وجاء في التقرير المؤلف من 12 صفحة أن خطأ عدم وقف أنشطة فصائل المقاومة الفلسطينية طرح السؤال بشأن قبول السلطة الفلسطينية بوجود إسرائيل.
وأشار التقرير إلى أن الرئيس الأميركي جورج بوش لم يتخذ قرارا بعد بفرض عقوبات على منظمة التحرير الفلسطينية والتي بمقتضاها تخفض منظمة التحرير أو تغلق مكاتبها في واشنطن.
ورفضت المذكرة المؤرخة في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وموقعة من قبل الرئيس بوش مقترح فرض العقوبات على منظمة التحرير، باعتبار أنها قد تشكل خطرا على أمن الولايات المتحدة في وقت لازالت فيه الإدارة الأميركية بحاجة للاحتفاظ بعلاقات مع جميع الأطراف لتحقيق التهدئة تمهيدا للوصول إلى السلام.