الرئيس الكيني يسلم السلطة وأنصار المعارضة يحتفلون بالنصر
تطوي كينيا اليوم حقبة من تاريخها بعد الفوز التاريخي للمعارضة على الحزب الحاكم بزعامة الرئيس دانيال آراب موي الذي يستعد اليوم لتسليم مقاليد السلطة لخليفته مواي كيباكي بعد أن حسمت الانتخابات لصالح المعارضة.
ويتقاعد موي اليوم بعد 24 عاما في السلطة، ومن المقرر تنصيب الرئيس المنتخب مواي كيباكي (71 عاما) في حفل بمتنزه في نيروبي يمثل نهاية عصر واحد من آخر حكام أفريقيا القدماء والذي ينحو كينيون كثيرون باللائمة عليه في زيادة الفقر والفساد المتصاعدين في أكبر اقتصاد بشرق أفريقيا.
ومثلت الانتخابات أول هزيمة لحزب الاتحاد الوطني الكيني الأفريقي (كانو) الذي يحكم كينيا منذ الاستقلال عن بريطانيا عام 1963 وحققت نصرا ساحقا لحزب ائتلاف قوس قزح الوطني المعارض في كل من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وكانت لجنة الانتخابات في كينيا أعلنت أمس الأحد فوز كيباكي بعد اعتراف مرشح الحزب الحاكم أوهورو كينياتا (41 عاما) وهو نجل أول رئيس لكينيا والشخص الذي اختاره موي كي يخلفه في الرئاسة بهزيمته في انتخابات الرئاسة التي أجريت يوم الجمعة.
وتعهد كيباكي في أول مؤتمر صحفي يعقده بعد الانتخابات بالقضاء على الفساد وإنشاء إدارة أكثر كفاءة. وقال إنه سيطلب من الوزراء إعلان ثرواتهم عند تشكيل حكومته في غضون أيام قليلة.
وأضاف كيباكي "ستكون الأولوية في المقام الأول للتصدي للفساد وسنبدأ بأنفسنا كزعماء بالإعلان عن ثرواتنا وبمجرد انعقاد البرلمان سنقترح ونقر القانون الذي يؤسس هيئة لمكافحة الفساد". وأوضح كيباكي أنه يريد تحقيق استقرار العملة والاقتصاد وجدد وعده بأن يقدم للكينيين تعليما أساسيا إجباريا ومجانيا وإسكانا أفضل ومياها صحية ونظيفة للشرب.
وقد أمضى أنصار كيباكي الليل في احتفالات بشوارع العاصمة في انتظار مراسم تنصيب زعيمهم الذي صوتوا لصالحه في انتخابات رئاسية وبرلمانية قالت لجان مراقبة دولية إنها كانت حرة ونزيهة وخالية من أعمال العنف.
وقد رحبت الولايات المتحدة أمس بانتخاب كيباكي رئيسا لكينيا. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ماككليلان "نعبر عن ارتياحنا للهدوء الذي ساد الانتخابات في كينيا", والرئيس (جورج) بوش مستعد للعمل مع الرئيس المنتخب كيباكي".
ورحب وزير الخارجية الأميركي كولن باول بانتخاب كيباكي، وأوضح أن الرئيس المنتخب قد تعهد بالقضاء على الفساد مشيرا إلى أن هذا الأمر سيكون "جيدا لكينيا وجيدا للشعب الكيني, وجيدا وبالتأكيد للعلاقات مع الولايات المتحدة".