الموساد كان على علم بمخططات القاعدة في مومباسا
كشف مسؤول كبير في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أن جهاز الموساد الإسرائيلي كان يملك معلومات عن مخططات لشبكة القاعدة لتنفيذ هجمات في مدينة مومباسا الكينية قبل أيام من هجومي الخميس الماضي.
واعترف رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" الجنرال يوسي كوبرفاسر أمام لجنة الدفاع والشؤون الخارجية في الكنيست أن الموساد حصل على معلومات مسبقة بشأن مخططات للقاعدة في أفريقيا وخصوصا في مومباسا بكينيا.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن الجنرال قوله إن هذه المعلومات كانت "عامة جدا" ولم تحدد الموعد الذي كانت تعتزم فيه القاعدة تنفيذ عملها، كما أنها لم تشر إلى أن الهجمات قد تستهدف إسرائيليين.
وتتناقض تصريحات الجنرال كوبرفاسر مع تصريحات مسؤولي أجهزة الاستخبارات الذين أكدوا أنه لم تكن لديهم أي معلومات مسبقة عن مخططات لمهاجمة الإسرائيليين في كينيا.
وفي غضون ذلك قال وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز إن تنظيم القاعدة حاول دون نجاح التسلل إلى داخل إسرائيل دون تقديم مزيد من التفاصيل. وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي موشي يعلون في تصريحات صحفية إن الجيش تلقى معلومات عن عزم القاعدة استهداف إسرائيل.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون أمر جهاز الموساد بملاحقة المهاجمين، وأرسلت الحكومة الإسرائيلية محققين إلى كينيا وقالت إن تنظيم القاعدة هو المشتبه به الرئيسي في الهجومين.
في هذه الأثناء قال مسؤول أميركي رفض الكشف عن اسمه إن هناك أدلة متزايدة على صلة شبكة القاعدة بهجومي مومباسا.
وأوضح المسؤول أن هناك تشابها كبيرا بين قاذفة الصواريخ التي استهدفت طائرة ركاب إسرائيلية في كينيا وبين قاذفة أخرى استخدمت في محاولة لإسقاط طائرة عسكرية أميركية بالسعودية في مايو/ أيار الماضي في هجوم ألقيت مسؤوليته على تنظيم القاعدة.
وقال المسؤول إن الرقم المسلسل الذي عثر عليه في محاولة الهجوم على قاعدة الأمير سلطان الجوية قريب من الرقم المسلسل للقاذفة التي استخدمت في كينيا، مما يشير إلى أنها جاءت من المجموعة نفسها. كما اعتبر أن البيان الذي نسب إلى القاعدة وأعلن مسؤولية التنظيم عن عمليتي مومباسا جدير بالتصديق.
موي إلى واشنطن
وفي هذا السياق توجه الرئيس الكيني دانيال أراب موي إلى واشنطن اليوم الثلاثاء بعد أن حصل على وعد من الرئيس الأميركي جورج بوش بأن تساعد الولايات المتحدة في ملاحقة منفذي هجومي مومباسا.
ووصف موي في بيان له الهجومين بأنهما عمل "إرهابي" وتعهد بالقبض على أي متورطين في العمليتين بالاستعانة أيضا بالجهود الدولية. ومن المقرر أن يتوقف موي لبعض الوقت في لندن قبل أن يطير إلى واشنطن لإجراء محادثات مع بوش يوم الخميس المقبل.
وكان بيان منسوب إلى القاعدة قد أعلن أن عناصر من التنظيم نفذوا عمليتي الهجوم المزدوج على فندق وطائرة إسرائيلية في كينيا الخميس الماضي. وذكر البيان الذي حمل توقيع المكتب السياسي لقاعدة الجهاد وتم بثه على أحد مواقع الإنترنت أن "مجاهدي القاعدة عادوا إلى الموقع نفسه الذي تم فيه ضرب التحالف اليهودي الصليبي قبل أربعة أعوام", في إشارة إلى الهجوم على سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام عام 1998.