المفتشون يتفقدون جميع مباني قصر السجود الرئاسي
ــــــــــــــــــــ
نائب وزير الدفاع الأميركي يعلن أن الحرب على العراق ليست حتمية وأن واشنطن ستلجأ للقوة حتما بعد استنفاد كل السبل السلمية
ــــــــــــــــــــ
بوش يتعهد بإطاحة نظام صدام إن لم يلتزم تماما بقرارات مجلس الأمن
ــــــــــــــــــــ
الولايات المتحدة تطلب من تركيا تقديم جنود والسماح بفتح قواعدها الجوية ومرافئها إذا اندلعت الحرب
ــــــــــــــــــــ
بعد زيارة اعتبرها المراقبون أكبر اختبار لمدى التعاون العراقي في عمليات التفتيش منذ استئنافها، غادر مفتشو الأسلحة الدوليون قصر السجود الرئاسي في بغداد بعدما أمضوا فيه حوالي ساعتين في أول زيارة من نوعها لموقع كهذا.
ودخل مفتشو أنموفيك والوكالة الدولية للطاقة الذرية كل أبنية القصر الرئيسية والخدمية في بداية مرحلة من أهم مراحل عمليات التفتيش عن أسلحة العراق غير التقليدية، إذ كانت مسألة تفتيش قصور الرئاسة سببا في انسحاب المفتشين منذ أربع سنوات وتوجيه ضربة عسكرية للعراق.
وكان المفتشون قد بدؤوا زيارتهم للقصر المطل على نهر دجلة صباح اليوم بدخولهم إليه من بوابتين إحداهما تطل على منطقة الحارثية (مفتشو أنموفيك) وأخرى على منطقة الكرادة (خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية).
ولم تصدر أي تصريحات عن المفتشين بخصوص ما قاموا به في المجمع الرئاسي الذي يضم مبنيين يستخدمان عادة لضيافة كبار المسؤولين في العراق. ورافق المفتشين الدوليين في زيارتهم هذا اليوم رئيس هيئة الرقابة الوطنية اللواء حسام محمد أمين وعدد من المسؤولين العراقيين. وسمح للصحفيين عقب مغادرة المفتشين بدخول القصر لمدة 15 دقيقة.
التقرير العراقي
في هذه الأثناء أكدت بغداد أنها ستقدم كشفا بما تمتلكه من أسلحة غير تقليدية وفقا لما جاء في قرار مجلس الأمن رقم 1441. وقال حسام محمد أمين إن الكشف سيقدم يوم السابع من الشهر الحالي وسيسلم إلى لجنة أنموفيك والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأضاف في تصريحات للصحفيين إن التقرير سيتضمن عناصر جديدة، لكنه أكد مجددا خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل وقال إن هذه الحقيقة معروفة لكل الدول بما فيها الولايات المتحدة وبريطانيا.
وكان وزير الخارجية العراقي ناجي صبري أكد مجددا أن جميع التسهيلات ستقدم لفرق التفتيش الدولية، معتبرا في حديث لصحيفة "الرافدين" الأسبوعية أن بداية عمليات التفتيش كانت واضحة وتشير إلى التزام العراق وحرصه على حسن سير عملية التفتيش. وندد وزير الخارجية العراقي ناجي صبري في حديثه للصحيفة العراقية بالتصريحات التي يطلقها المسؤولون الأميركيون، وقال إنها تهدف إلى التشويش على أعمال المفتشين.
من جهة أخرى يعتزم المفتشون الدوليون توسيع دائرة عملياتهم في العراق. وأشار ناطق عراقي في هذا الصدد إلى قيام مجموعة من خبراء الاتصالات التابع لمركز الأمم المتحدة في بغداد بزيارة مدينة الموصل (400 كلم شمال بغداد) لاختيار مقر لمكتب المفتشين. ويشار إلى أن لجنة أنموفيك تعتزم فتح مكتب آخر في مدينة البصرة جنوب العراق.
إشادة دولية
وأشادت موسكو بحسن نية بغداد في التعاون مع مفتشي نزع الأسلحة الدوليين. وقال نائب وزير الخارجية الروسي يوري فيدوتوف إن عدم وقوع حوادث أثناء عمل المفتشين والتعاون العراقي مع وفد الأمم المتحدة يدفع إلى التفاؤل.
كما أكدت الصين مجددا أن تسوية الأزمة العراقية يجب أن تكون سياسية ودبلوماسية، وشدد المتحدث باسم وزارتها الخارجية في مؤتمر صحفي على ضرورة تطبيق قرار الأمم المتحدة الخاص بنزع ما يسمى أسلحة الدمار الشامل العراقية بشكل كامل وبحزم لا يشوبه تهاون.
وأضاف أن عملية التفتيش في بدايتها وأنها بحاجة إلى مدة زمنية أطول بهدف الخروج بحصيلة تمكن من إعداد تقرير متكامل عن ترسانة العراق مما يطلق عليها أسلحة الدمار الشامل.
الموقف الأميركي
في هذه الأثناء واصلت الولايات المتحدة إطلاق التهديدات والاستعدادات العسكرية لضرب العراق، وصرح نائب وزير الدفاع الأميركي بول وولفويتز أن الحرب على العراق ليست حتمية لكنه حذر الرئيس العراقي صدام حسين قائلا إنه يجب أن يذهب إلى مدى أبعد مما ذهب إليه من قبل إذا كان يريد تفادي الصراع.
وقال في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية إن واشنطن تسعى إلى نزع أسلحة الدمار الشامل العراقية سلميا وبالقوة إذا اقتضت الضرورة، مضيفا أن واشنطن ستلجأ للقوة حتما بعد استنفاد كل السبل السلمية.
وجاءت تصريحات وولفويتز بعد يوم من التحذير الجديد الذي وجهه الرئيس الأميركي جورج بوش للرئيس العراقي، إذ طالبه بالإذعان لقرارات الأمم المتحدة مصرحا بأن الإشارات الخارجة من العراق ليست مشجعة.
وقد تعهد الرئيس بوش قبيل توقيعه في مقر البنتاغون على مخصصات وزارة الدفاع بالقضاء على نظام الرئيس العراقي إن لم يلتزم تماما بقرارات مجلس الأمن، وطالب بغداد بتقديم "تقرير كامل وصحيح عن أسلحة الدمار الشامل".
كما عين الرئيس بوش الدبلوماسي زلماي خليل زاده سفيرا فوق العادة لدى من أسماهم العراقيين الأحرار. وأضاف بيان صدر عن البيت الأبيض أن زاده سيكون نقطة الاتصال والتنسيق بين الحكومة الأميركية و"العراقيين الأحرار", وذلك في إطار الإعداد لعراق ما بعد الرئيس صدام حسين. وأوضح البيان أن زاده سيستمر في منصبه موفدا خاصا للرئيس بوش في أفغانستان.
وفي هذا السياق ذكرت الصحف التركية اليوم أن الولايات المتحدة طلبت من تركيا تقديم جنود والسماح بفتح قواعدها الجوية ومرافئها إذا اندلعت الحرب والسماح بنشر حوالي 100 ألف جندي أميركي على الحدود بين العراق وتركيا.