اعتقالات بالضفة واستشهاد فلسطينيين في طولكرم وجنين
ــــــــــــــــــــ
قوات الاحتلال الإسرائيلي تتوغل في بلدة يعبد قرب جنين بحثا عن مطلوبين وتفرض عليها حظر التجول ــــــــــــــــــــ
برنامج الغذاء العالمي يحتج على تدمير جيش الاحتلال مستودعا تابعا له في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين ويطالب بالتحقيق
ــــــــــــــــــــ
قال مسؤولو أمن فلسطينيون إن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقل أمس ناشطا كبيرا في كتائب شهداء الأقصى بالقرب من بيت لحم بالضفة الغربية.
وتتهم سلطات الاحتلال محمد مسالمة بأنه أخصائي في صنع القنابل، وأنه استقطب عددا كبيرا من الاستشهاديين الذين نفذوا عمليات فدائية خصوصا في القدس. كما أعلن متحدث عسكري إسرائيلي أن الجيش اعتقل أيضا ناشطين اثنين بحركة فتح في طولكرم شمالي الضفة الغربية.
شهيدان فلسطينيان
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد واصلت أمس عملياتها العسكرية في مدن وقرى الضفة الغربية، واستشهد فلسطيني مساء أمس في تبادل لإطلاق النار بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال في طولكرم شمالي الضفة الغربية.
فقد استشهد ماهر سقا الله (20 عاما) أثناء اشتباكات مسلحة بين وحدة خاصة من جيش الاحتلال وناشطين فلسطينيين, أصيب خلالها سبعة فلسطينيين آخرين بجروح بينهم ثلاثة أطفال. وأوضح مراسل الجزيرة في طولكرم أن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزاتها إلى الجانب الشرقي من المدينة, في عملية تستهدف بشكل أساسي ناشطي كتائب شهداء الأقصى ولتعزيز القوات الخاصة التي بدأت بالهجوم.
وانسحبت قوات الاحتلال من قلب مدينة جنين وتمركزت على مداخلها بعد أن اجتاحتها أمس. واعتقل الجنود الإسرائيليون اثنين من عناصر سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
واستشهد الفتى الفلسطيني معتز عودة (16 عاما) وأصيب 16 آخرون في عملية الاقتحام. وفتح الجنود مدعومين بدبابتين وعربتين مدرعتين نيران الأسلحة الرشاشة على الفلسطينيين في سوق جنين المركزي. وقال شهود عيان إن مركز المدينة كان مزدحما بالمتسوقين عند دخول قوات الاحتلال التي فتحت النار باتجاه السكان. وطوق جيش الاحتلال منزلا في المدينة, حيث وقع تبادل كثيف لإطلاق النار جرح فيه عدد من الفلسطينيين.
وتوغلت القوات الإسرائيلية في بلدة يعبد القريبة من جنين في إطار عملية البحث عمن تدعوهم إسرائيل بالمطلوبين، وفرضت حظرا للتجول على البلدة وجميع القرى الفلسطينية المتاخمة للخط الأخضر شمالي الضفة الغربية.
وجاء ذلك إثر معلومات قالت الشرطة الإسرائيلية إنها تلقتها حول نية فلسطينيين شن هجمات فدائية داخل إسرائيل، وقد عززت الشرطة الإسرائيلية من قواتها داخل منطقة وادي عارة المتاخمة لشمالي الضفة الغربية.
تهويد القدس
واتهم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أمس الحكومة الإسرائيلية بطرد السكان الفلسطينيين من مدينة الخليل بالضفة الغربية, وتهويد المدينة وإحلال مستوطنين يهود فيها.
وعقب لقائه بوفد ديني كنسي من النرويج, قال عرفات إن ما يجري في الخليل "عبارة عن عملية تهويد بدأت رسميا بطرد المواطنين العرب من الخليل وإحلال مستوطنين مكانهم, بما فيها تدمير المنازل لتكون ملحقة بمنازل كريات أربع, ومنع الناس من الصلاة في الحرم الإبراهيمي".
وبخصوص ما عرف بخطة خارطة الطريق, اتهم الرئيس الفلسطيني الحكومة الإسرائيلية بتأخير تنفيذها. ونفى ما جاء على لسان رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية بخصوص لقاءات مزعومة بينه وبين محمود عباس "أبو مازن" ومحمد دحلان, واصفا هذه الادعاءات بأنها "مجرد سخافة".
برنامج الغذاء العالمي
وعلى صعيد آخر, احتج برنامج الغذاء العالمي أمس على تدمير قوات الاحتلال الإسرائيلي مستودع أغذية تابعا له بمخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين أثناء عملية توغل, مطالبا بفتح تحقيق في الحادث ودفع تعويضات عن الخسائر. وقال البرنامج إن جيش الاحتلال نسف المستودع يوم الأحد وأتلف أكثر من 500 طن متري من الأغذية, بعد أن منع عمال الإغاثة من نقلها.
وقد اعترف جيش الاحتلال بأن قواته ضربت المستودع أثناء عملية التوغل التي جرت في الليل, ونسف خلالها مهندسون عسكريون منازل أسر ثلاثة ناشطين فلسطينيين في بيت لاهيا يعتقد الاحتلال أنهم مسؤولون عن هجمات فدائية داخل إسرائيل. وقالت متحدثة باسم جيش الاحتلال إن تحقيقا فتح لمعرفة أسباب هذا الحادث، زاعمة أن ضباط اتصال إسرائيليين في غزة لم يعرفوا بوجود هذا المستودع.
ومن جانبه أعرب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان عن قلقه الشديد جراء تدمير المستودع. وقال المتحدث باسمه فريد إيكهارد إن الأمين العام يدعم مطلب برنامج الغذاء العالمي الذي يدعو الحكومة الإسرائيلية لفتح تحقيق شامل حول الحادث.