بيونغ يانغ تتهم واشنطن بالاندفاع لشن حرب ضدها
قالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية اليوم الجمعة إن الولايات المتحدة تندفع نحو الصراع مع بيونغ يانغ بمطالبتها بإلغاء برنامجها النووي قبل إمكان بدء حوار.
وأضافت الوكالة أن التصريحات التي أدلى بها وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد ومسؤولون آخرون تثبت أن واشنطن حريصة على إسقاط كوريا الشمالية وليس إجراء مناقشات لنزع فتيل النزاع النووي.
وأوضحت الوكالة أن "التأكيد الذي أعلنته الولايات المتحدة بضرورة أن تلغي كوريا الشمالية برنامجها النووي أولاً لا يعدو كونه فكرة غير واقعية في الوقت الذي تدعو فيه إلى نزع سلاح كوريا الشمالية بموجب الذريعة السخيفة المتعلقة ببرنامجها النووي ثم شن هجوم مفاجئ بعد ذلك عليها لإسقاط نظامها السياسي".
وقال رمسفيلد في وقت سابق من الأسبوع الجاري إن الولايات المتحدة يمكن أن تخوض حربين في وقت واحد وتنتصر، وإن على كوريا الشمالية ألا تظن خطأ أن مواجهة واشنطن مع بغداد ستشتت انتباهها.
ومن جهته دعا الرئيس الكوري الجنوبي المنتخب روه مو هيون كوريا الشمالية اليوم إلى التخلي عن سياسة ما أسماه حافة الهاوية النووية، وعن خططها لإعادة تشغيل مفاعل قادر على إنتاج البلوتونيوم المستخدم في صناعة الأسلحة النووية.
وقال هيون في أقوى تعليق له حتى الآن بشأن بيونغ يانغ ونواياها النووية "على كوريا الشمالية سحب الإجراءات النووية التي اتخذتها وإعادة المنشآت والمعدات إلى وضعها الأصلي". وأضاف أن بيونغ يانغ تقوض التأييد في كوريا الجنوبية لموقفه المتساهل إزاء استخدام المعونات والحوار لحل الخلاف النووي.
وفاز هيون في الانتخابات التي جرت يوم 19 ديسمبر/ كانون الأول الجاري بناء على حملة ضد العقوبات والإجراءات الصارمة الأخرى التي دعت إليها الولايات المتحدة وحكومات أخرى لإجبار كوريا الشمالية على تعزيز اتفاقية أبرمت عام 1994 جمدت برامج إنتاج البلوتونيوم.
وتعهدت سول أمس بالقيام بدور رئيسي في وقف تقدم البرنامج النووي لكوريا الشمالية بعد أن نقلت جارتها الشيوعية المزيد من الوقود لمفاعل قادر على إنتاج البلوتونيوم.
وأعرب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أمس عن قلقه من خطوات كوريا الشمالية باتجاه تشغيل منشآت نووية مغلقة منذ عام 1994. وعطلت بيونغ يانغ بالفعل معدات المراقبة التي وضعتها الأمم المتحدة في المفاعل المتوقف عن العمل منذ عام 1994.
أستراليا تجمد سفارتها
من جهتها أعلنت أستراليا اليوم أنها جمدت خطط فتح سفارة في بيونغ يانغ حتى تحل الأزمة الدولية الأخيرة بشأن تطلعات كوريا الشمالية النووية.
وقال وزير الخارجية الأسترالي ألكسندر داونر إن بلاده وهي واحدة من الدول الغربية القليلة التي لها علاقات دبلوماسية مع النظام الشيوعي المنغلق، ستستمر في الضغط من أجل الحوار لمنع كوريا الشمالية من إعادة تنشيط مفاعل نووي.
وأضاف داونر في تصريحات لهيئة الإذاعة الأسترالية "جمدنا كل تطوير في علاقاتنا مع كوريا الشمالية، لذا فلن نفتح سفارة في بيونغ يانغ في الوقت الراهن". وأشار الوزير الأسترالي إلى أن بلاده على أي حال سوف "تستمر في مناقشة" الأزمة مع كوريا الشمالية.
وأعادت أستراليا علاقاتها الدبلوماسية مع كوريا الشمالية في مايو/ أيار الماضي عندما خرجت بيونغ يانغ من عزلة الحرب الباردة. وكانت كانبيرا تخطط لبناء سفارة في عام 2003.