استشهاد تسعة فلسطينيين والاحتلال ينتشر في بيت لحم
ــــــــــــــــــــ
السلطة تندد بالتصعيد العسكري الإسرائيلي وتتهم إسرائيل بتخريب الجهود العربية والدولية للتهدئة
ــــــــــــــــــــ
جرح 28 فلسطينيا في مواجهات بنابلس حالة ثلاثة منهم خطرة
ــــــــــــــــــــ
إسرائيل تشرع في إقامة مناطق عازلة واسعة حول المستوطنات بالضفة، والسلطة تندد وتعتبرها محاولة لقتل خارطة الطريق
ــــــــــــــــــــ
صعدت قوات الاحتلال عدوانها على الفلسطينيين وقتلت تسعة على الأقل وأصابت العشرات بجروح في عمليات متفرقة وقعت بالضفة الغربية وقطاع غزة. وجاء التصعيد العسكري الإسرائيلي بعد يوم على احتفال المسيحيين الفلسطينيين بعيد الميلاد.
في الوقت نفسه أعادت إسرائيل احتلال مدينة بيت لحم في الضفة الغربية وفرضت عليها حظرا للتجول بعد انسحاب مؤقت لقواتها من وسط المدينة قبل يومين بمناسبة احتفالات أعياد الميلاد.
وأطلق الجنود الإسرائيليون الغاز المسيل للدموع على الفلسطينيين الذين كانوا يتسوقون وسط المدينة وأمروهم عبر مكبرات الصوت بالعودة إلى منازلهم واستأنفوا دورياتهم أمام كنيسة المهد.
واتهمت السلطة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية بتخريب الجهود العربية والدولية التي تبذل لتهدئة الأوضاع لأغراض انتخابية. وقال نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس ياسر عرفات إن "التصعيد الإسرائيلي والعودة إلى سياسة الاغتيالات وتدمير المنازل تهدف إلى تخريب الجهود المبذولة والرامية إلى تهدئة الأوضاع".
وقال مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون إن من بين شهداء اليوم خمسة من رجال المقاومة المسلحة فضلا عن طالب وشرطي مرور. وفي قطاع غزة استشهد مسلحان فلسطينيان قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن أحدهما عضو في كتائبها المسلحة.
وجاءت أحدث عملية في مدينة رام الله عندما اغتالت قوات الاحتلال ناشطا في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي يتزعمها عرفات بعدما طوقت مستشفى المدينة. وقالت مراسلة الجزيرة إن الشهيد يدعى سامر الشمالي وهو من عناصر الأمن الفلسطيني يعمل حارسا في المستشفى، كما اعتقل ثلاثة معه.
وفي المدينة نفسها استشهد فلسطينيان آخران أحدهما ناشط مطلوب في حركة حماس وآخر من المارة. وقالت مصادر فلسطينية وإسرائيلية متطابقة إن قوة من الوحدات الإسرائيلية الخاصة المعروفة باسم "دفدوفان" نصبت كمينا لسيارة تقل اثنين من ناشطي حماس فقتلت أحدهما واعتقلت الآخر. وقال شهود إن الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار على مجموعة من الشبان الراشقين بالحجارة رشقوا الجنود فقتلوا مهدي سمير أبو عبيد (19 عاما) وهو شرطي مرور.
وفي مدينة طولكرم اغتالت قوات الاحتلال مقاوما في كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح. وقال فلسطينيون إن جمال نادر (26 عاما) استشهد عندما فتح أفراد في وحدة دفدوفان الخاصة بالزي المدني النار عليه بعد أن حاصرت منزله.
وفي موقعة أخرى استشهد مسؤول سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في بلدة قباطية قرب مدينة جنين بعد أن حاصرت قوات الاحتلال منزله.
وقال فلسطينيون إن الشهيد حمزة أبو الروب (37 عاما) استشهد بعدما أخرج زوجته وأطفاله من المنزل رافضا الاستسلام، وتبادل إطلاق النار مع جنود الاحتلال مما أسفر عن إصابة أربعة جنود حالة أحدهم خطيرة، وهو ما حدا بقوات الاحتلال لنسف المنزل عليه. وتوعدت الجهاد في بيان أرسل إلى الجزيرة بالانتقام لاغتيال مسؤولها.
وفي مدينة نابلس قتلت قوات الاحتلال فجر اليوم مسلحا فلسطينيا في تبادل لإطلاق النار بالبلدة القديمة، وأصيب في الاشتباك جندي إسرائيلي بجروح طفيفة.
كما استشهد طالب فلسطيني في الثامنة عشر من عمره عندما فتح الجنود الإسرائيليون النار على المئات من راشقين بالحجارة. وكان الشاب يحمل حقيبته المدرسية وعائدا من المدرسة عندما استشهد. وأصيب في هذه الاشتباكات 28 فلسطينيا بينهم ثلاثة وصفت مصادر طبية حالتهم بأنها خطرة.
ومساء الأربعاء استشهد فلسطينيان من نشطاء حركة حماس برصاص قوات الاحتلال في قطاع غزة, إذ قتل الجنود الإسرائيليون مسلحين فلسطينيين لدى اقترابهما من أحد مواقع قوات الاحتلال القريبة من مستوطنة نتساريم جنوبي غزة.
المناطق العازلة
في هذه الأثناء شرعت إسرائيل في إقامة مناطق عازلة واسعة حول المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، ما أثار غضب الفلسطينيين الساعين لإقامة دولة فلسطينية بالضفة الغربية وقطاع غزة.
وزعم رعنان غيسين المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن الغرض من هذه الخطوة هو الحيلولة دون وصول المسلحين الفلسطينيين للمستوطنات.
وستكون المناطق العازلة بعرض بضعة مئات من الأمتار تقام فيها أبراج للمراقبة إضافة إلى تسيير دوريات عسكرية فيها.
ووصف وزير الحكم المحلي الفلسطيني صائب عريقات الخطوة بأنها محاولة إضافية من إسرائيل لتدمير خارطة الطريق للسلام في الشرق الأوسط والتي تدعمها الولايات المتحدة وتسعى لرسم حدود الدولة الفلسطينية عام 2005.