المفتشون يلتقون عالم ذرة عراقيا في بغداد
ــــــــــــــــــــ
مجموعات المفتشين تزور تسعة مواقع معظمها في العاصمة بغداد وضواحيها
ــــــــــــــــــــ
وزير الدفاع الروسي يعتبر أن أي عمل عسكري منفرد ضد العراق دون موافقة مجلس الأمن الدولي غير مقبول
ــــــــــــــــــــ
رئيس الوزراء التركي: الأوضاع في العراق وصلت إلى مرحلة خطيرة بحيث لا يمكن لأنقرة أن تقف غير مبالية
ــــــــــــــــــــ
التقى المفتشون الدوليون للمرة الأولى منذ عودتهم إلى العراق بأحد العلماء العراقيين في الجامعة التكنولوجية في بغداد. وقال صباح عبد النور -وهو خبير عراقي كان له دور في برنامج الأسلحة النووية العراقي في الماضي- إن أحد مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة أجرى معه حوارا، ونفى أن يكون قد طلب منه استجوابه خارج العراق.
وقال عبد النور في مؤتمر صحفي إنه رفض عرضا من المفتشين بعقد لقاء شخصي وأصر على حضور عضو في دائرة الرقابة الوطنية، مشيرا إلى أن اللقاء استغرق أكثر من ساعة. وأوضح العالم العراقي أن اللقاء كان وديا وتعاونيا مؤكدا أن الشخص الذي استجوبه كان مقتدرا علميا وأن المناقشة دارت في جو متحضر جدا ولم تطرح عليه أي أسئلة استفزازية.
وعن طبيعة الأسئلة التي وجهها إليه المفتشون الدوليون أكد عبد النور أن الأسئلة جاءت بشكل عام عن التسلح النووي وإذا ما كان قد جرى أي تقدم فيه منذ عام 1998 وحتى الآن أم لا.
وردا على سؤال عما إذا كان المفتش الذي استجوبه اقتنع بالأجوبة التي قدمها قال عبد النور "الرجل الذي استجوبني محترف ومهني جدا ولا يمكن أن نكذب عليه لأنه رجل متمكن ولا يوجد شيء في العراق نخبئه".
يشار إلى أن عبد النور يعمل أستاذا مساعدا في جامعة التكنولوجيا ببغداد وتخرج في إحدى الجامعات البريطانية عام 1973. وتخصص العالم العراقي في تكنولوجيا المواد والتي يقوم بتدريسها في قسم العلوم التطبيقية فرع المواد وتكنولوجيا المركبات والمساحيق.
وأكد متحدث باسم الأمم المتحدة في بغداد أن اللقاء مع العالم العراقي يشكل استئنافا لبرنامج الاستجواب الاعتيادي الذي توقف في 1998 عندما غادر المفتشون الدوليون العراق.
عمليات التفتيش
وأكد رئيس جامعة التكنولوجيا ببغداد مازن محمد في تصريحات للصحفيين أن عملية التفتيش التي قام بها المفتشون الدوليون للجامعة صباح اليوم استمرت أكثر من ثلاث ساعات.
وأضاف أن المفتشين الدوليين تفقدوا أثناء الزيارة المختبرات وقاعات الدروس التابعة لقسم الهندسة الكيميائية وقسم العلوم التطبيقية واطلعوا كذلك على هيكل الجامعة العلمي والإداري وعلاقتها بحقل العمل ومناهجها وطريقة حصولها على الأجهزة والمعدات.
وأوضح مازن محمد أن إدارة الجامعة أطلعت المفتشين على الصعوبات الكبيرة التي تواجهها نتيجة الحصار والأسلوب الطويل لتجهيز الجامعة بالمعدات عبر برنامج النفط مقابل الغذاء والصعوبات والحظر الذي تم على العديد من المعدات.
وإلى جانب رئيس الجامعة التقى المفتشون أيضا بالعاملين ورؤساء الأقسام وأساتذة التدريس. وأخذ مفتشو الأسلحة وثائق كنماذج للمناهج التي تدرس واطلعوا على علاقة الجامعة بالجامعات العراقية الأخرى وعلاقتها بحقل العمل في المجتمع العراقي.
وتضم جامعة التكنولوجيا التي تقع وسط العاصمة العراقية بغداد 12 قسما وهي تعد من أكبر الجامعات العراقية.
وكان المفتشون الدوليون عن الأسلحة العراقية قد انقسموا إلى فرق تفقدت تسعة مواقع معظمها في العاصمة بغداد وضواحيها. وقد فتشت مجموعة من فريق الصواريخ شركة الرشيد لصناعة الصواريخ في منطقة اليوسفية جنوبي بغداد، وتوجهت مجموعة من الفريق الكيماوي إلى منطقة الكوت. كما تفقد المفتشون كلية الطب البيطري في أبو غريب على بعد 25 كلم غربي بغداد.
عيد الميلاد
وفي الوقت الذي بدأت فيه احتفالات المسيحيين في العراق بعيد الميلاد في أنحاء البلاد, أعرب الرئيس العراقي صدام حسين –في رسالة بمناسبة عيد الميلاد بثها التلفزيون العراقي- عن ثقة بلاده بأن ما ستسفر عنه نتائج التفتيش سيشكل صدمة كبيرة للولايات المتحدة و"يفضح أكاذيبها لو سارت الأمور وفق السياق الفني والمهني غير المغرض وتخلصت منظومة فرق التفتيش من ضغط أميركا وبريطانيا والصهيونية".
وقال مراسل الجزيرة إنه يوجد هذا العام العديد من الأجانب ومنهم أميركيون جاؤوا للمشاركة في الاحتفالات وتقديم أنفسهم كدروع بشرية.
الموقف الروسي
في هذه الأثناء اعتبر وزير الدفاع الروسي سيرغي إيفانوف أن أي عمل عسكري منفرد ضد العراق ودون موافقة مجلس الأمن الدولي غير مقبول. وصرح إيفانوف أن المفتشين الدوليين سيرفعون لمجلس الأمن الدولي تقريرا عن العمل الذي أنجزوه في العراق منذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وستتخذ القرارات على بناء على هذا التقرير. وأضاف أن أي تدابير أخرى تجاه العراق غير مقبولة لأنها ستكون خرقا للاتفاقات المبرمة.
وشدد وزير الدفاع في مؤتمر صحفي على أنه من الضروري أن يعطي مفتشو الأمم المتحدة ردا بشأن ما إذا كان العراق يملك أسلحة دمار شامل أم لا. وأوضح أنه إذا كان يملكها يجب التخلص منها مضيفا أن روسيا ستبذل كل ما في وسعها لتنفيذ القرار 1441.
تركيا تترقب
من جهة أخرى قال رئيس الوزراء التركي عبد الله غل إن الأوضاع في العراق وصلت إلى مرحلة خطيرة بحيث لا يمكن لأنقرة أن تقف غير مبالية. جاء ذلك قبل أيام من إعلان مرتقب للحكومة التركية لموقفها الرسمي عن حجم الدعم الذي يمكن أن تقدمه للولايات المتحدة في حربها المحتملة على العراق.
وقال غل أثناء لقائه بنواب حزبه العدالة والتنمية إن الاتصالات التي تجريها حكومة بلاده بشأن التطورات المتسارعة في العراق يجب أن لا ينظر إليها على أنها تحضير للحرب، لكنه لابد أن تكون تركيا مستعدة لأي تطورات في الدولة الجارة. وشدد في الوقت نفسه على أن أي تحرك عسكري أميركي ضد العراق لابد أن يكون منسجما مع الشرعية الدولية.
في هذه الأثناء أفادت أنباء صحفية أن المسؤولين المدنيين والعسكريين الأتراك وافقوا في اجتماع عقد مساء أمس على فتح عدة قواعد عسكرية أمام الأميركيين في حال ضرب العراق، ولكنهم رفضوا انتشارا مكثفا للقوات الأميركية في تركيا.