العراق يؤكد إسقاط طائرة تجسس أميركية
ــــــــــــــــــــ
الرئيس العراقي يدعو سفراءه في الخارج إلى التصدي للهجمة الإعلامية الأميركية وكشف أهداف واشنطن في المنطقة
ــــــــــــــــــــ
مسؤول أميركي يقول إن بلاده تأمل في أن يتم الاستماع إلى شهادة العلماء العراقيين بشأن الأسلحة غير التقليدية خارج العراق
ــــــــــــــــــــ
المفتشون الدوليون يتفقدون مصنعا لإنتاج حليب الأطفال قرب بغداد
ــــــــــــــــــــ
أكد العراق أن إحدى طائراته الحربية ومضاداته الأرضية تمكنت من إسقاط طائرة تجسس أميركية من دون طيار. وجاء في بيان صادر عن ناطق عسكري عراقي أن طائرة تجسس أميركية من نوع "بريديتور" دخلت الأجواء العراقية قادمة من الكويت. وأشار البيان إلى أن المضادات الأرضية والطائرات الحربية العراقية تمكنت من إسقاط طائرة التجسس في الثالثة والنصف بعد ظهر أمس، دون أن يحدد البيان إذا ما كانت عملية الإسقاط تمت داخل منطقة الحظر الجوي الجنوبية أم لا.
من جانبه قال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن طائرة تجسس عسكرية أميركية من دون طيار فقدت اليوم الاثنين بعدما أطلقت طائرة حربية عراقية النار عليها فوق ما يسمى منطقة حظر الطيران جنوبي العراق.
وقال المتحدث باسم القيادة العسكرية المركزية الأميركية دان جيدج إن العراق أطلق النار على طائرات التحالف 500 مرة حتى الآن هذا العام. وأوضح أن هذه هي أول طائرة يتم إسقاطها في منطقة حظر الطيران منذ صدور القرار الدولي رقم 1441.
وكان العراق قد ذكر في مايو/ أيار الماضي أنه أجبر طائرة استطلاع من دون طيار على الهبوط في شمال العراق، كما أعلن أنه أسقط طائرة من النوع نفسه في أكتوبر/ تشرين الأول 2001.
حشد للحرب
من ناحية أخرى قال نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز إن الولايات المتحدة تحشد قواتها في المنطقة و"كأنها تستعد لشن حرب عالمية" على العالم العربي.
وأضاف عزيز في تصريحات أدلى بها في اجتماع تضامني أفريقي آسيوي مع العراق في بغداد "إنها عملية حشد إستراتيجية لشن حرب شبيهة بحرب عالمية تستهدف في هذه المرحلة العالم العربي بأسره من المشرق إلى المغرب".
في سياق متصل دعا الرئيس العراقي صدام حسين السفراء العراقيين المعتمدين في الخارج إلى "فضح النيات السيئة للإدارة الأميركية والرد على أساليب الكذب والتضليل" التي تتبعها. وذكر التلفزيون العراقي أن الرئيس صدام استقبل سفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية العراقية في الخارج بمناسبة زيارتهم العراق للمشاركة في المؤتمر السنوي لوزارة الخارجية العراقية.
وأوضح التلفزيون أن الرئيس العراقي وجه في اللقاء السفراء العراقيين "للتحرك والرد على أبواق الدعاية المعادية وأساليب الكذب والتضليل التي يتبعها الأعداء الأشرار ضد العراق الصامد والأمة العربية المجيدة".
كما طالبهم بـ"فضح النيات السيئة للإدارة الأميركية وأهدافها الشريرة في منطقة الخليج"، ودعاهم إلى توضيح مواقف العراق "المبدئية والثابتة" حيال القضايا العربية والدولية خاصة القضية الفلسطينية والحصار المفروض على الشعب العراقي.
العلماء العراقيون
على صعيد التفتيش قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية اليوم إن بلاده تأمل في أن يستمع مفتشو الأسلحة الدوليون إلى شهادات الخبراء العراقيين خارج العراق بشأن برامج الأسلحة العراقية غير التقليدية.
وأوضح المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن الإدارة الأميركية تعمل مع المفتشين على تأكيد أن العلماء الذين يريدون التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولجنة الأمم المتحدة للمراقبة والتحقق والتفتيش "أنموفيك" أحرار في الإدلاء بشهاداتهم "دون أن يتعرضوا شخصيا هم أو عائلاتهم إلى التخويف أو العنف".
وأضاف أن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى يعملون مع مفتشي الأمم المتحدة لتنظيم الجانب اللوجستي لخروج هؤلاء الخبراء العراقيين وأسرهم والعمل على التكفل بهم إذا رفضوا العودة إلى العراق.
وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي قد صرح أن الوكالة بدأت في مقابلة الأشخاص الذين لديهم معلومات حساسة بشأن برامج أسلحة العراق غير التقليدية، وأنها تضع الترتيبات لإجراء مقابلات مع العلماء العراقيين خارج البلاد عند الحاجة.
وجاءت هذه التصريحات في وقت واصل فيه خبراء الأسلحة الدوليون عمليات البحث عن الأسلحة العراقية، وقال مسؤولون عراقيون إن المفتشين الدوليين تفقدوا اليوم ما لا يقل عن ثلاثة مواقع جديدة قرب العاصمة بغداد في اليوم الرابع والعشرين منذ بدء عمليات التفتيش.
وقال مسؤولون عراقيون إن فريقا من خبراء الأسلحة البيولوجية فتشوا مصنعا لحليب الأطفال ومركز ابن بيطار لتلقيح الحيوان ومنشأة الرازي في بغداد. كما تفقدت فرق التفتيش شركة الفاو الهندسية التابعة للجنة الصناعة الحربية. وسبق لمفتشي الأسلحة أن تفقدوا المنشأة الصناعية المذكورة السبت الماضي.
وجاءت أعمال التفتيش بعد يوم من إعلان العراق أنه لا يملك أي أسلحة سرية غير التي أوردها في تقريره الذي بعث به إلى الأمم المتحدة، وتحدى واشنطن إرسال عملاء وكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي آي إيه" لإثبات عكس ذلك.
وقال مستشار ديوان الرئاسة العراقية عامر السعدي إن عمليات التفتيش التي قام بها مفتشو الأمم المتحدة طوال الأسابيع الأربعة أظهرت بطلان المزاعم الأميركية والبريطانية بامتلاك العراق أسلحة غير تقليدية.
وكانت واشنطن ولندن اتهمتا العراق بعدم الكشف عن كل ما لديه من أسلحة في التقرير المقدم لمجلس الأمن قبل أسبوعين، لكن السعدي نفى تلك الاتهامات وقال إنها لا تقوم على أساس. وأضاف أن بغداد لن تعترض إذا أوفدت سي آي إيه خبراءها ليقودوا المفتشين للمواقع المشتبه بها. وقال إن التقرير المقدم للأمم المتحدة كان دقيقا، وإن العراقيين كشفوا فيه عن كل ما تحت أيديهم من معلومات ولم يعد هناك المزيد.