زعيم للخمير الحمر يهدد بكشف تواطؤ الغرب مع نظامه
توعد القائد العسكري المسجون لجماعة الخمير الحمر بكمبوديا تا موك اليوم الاثنين بأن "يصدم العالم" ويكشف عمق المساندة التي قدمها الغرب لنظام جماعته المتهم بارتكاب جرائم إبادة جماعية عرفت باسم "حقول الموت" إذا مضت قدما محاكمات قادة النظام الباقين.
وذكر تا موك البالغ من العمر 76 عاما والمحتجز في سجن بالعاصمة الكمبودية فنوم بنه بتهمة القتل الجماعي وارتكاب جرائم بحق الإنسانية أن صحته معتلة، وأنه طلب من المحكمة الإفراج عنه بكفالة. وقال في بيان وزعه محاميه "أطلقوا سراحي أو حاكموني قبل أن يفوت الأوان".
وأضاف تا موك المعروف باسم "السفاح" لدوره في نظام الخمير الحمر المتهم بقتل نحو 1.7 مليون نسمة إبان فترة حكمه لكمبوديا في الفترة ما بين عامي 1975 و1979 أن المحاكمة ستحرج العالم.
وأوضح القائد السابق للخمير الحمر في بيانه "الدول الغربية هي التي اعترفت بنا وأعطتنا العون لنمضي قدما ومضينا أساسا بعون تلك الدول الغربية المتقدمة.. الحقيقة ستنكشف أثناء المحاكمة وسيصدم العالم ليعرف الحقيقة وراء نظام الخمير الحمر".
وسمحت الأمم المتحدة للخمير الحمر بشغل مقعد كمبوديا أثناء توليهم السلطة في البلاد وظلت تعترف بشرعيتهم بعد الإطاحة بالنظام إبان غزو نظام فيتنام الشيوعي للبلاد في أوائل عام 1979.
ويقول مؤرخون إنه في ذروة الحرب الباردة كانت الولايات المتحدة والدول الغربية تنظر إلى الغزو الفيتنامي على أنه أسوأ من نظام بول بوت في كمبوديا الذي سقط نتيجة الغزو.
وتا موك وكانغ كيك إيو الرئيس السابق للأمن الداخلي في نظام الخمير الحمر محتجزان في السجن لمحاكمتهما، أما باقي زعماء النظام فقد تقاعدوا بعد أن انضموا في أواخر عقد التسعينيات إلى جانب حكومة ضمت رفاقا سابقين.
ومررت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي قرارا بتفويض الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان للدخول من جديد في محادثات مع الحكومة الكمبودية لتشكيل محكمة مشتركة.
وكانت الأمم المتحدة قد انسحبت في فبراير/ شباط الماضي من محادثات استمرت خمس سنوات لتشكيل محكمة تحاكم الخمير الحمر مشككة في التزام فنوم بنه بالقضية.
السجن لقائد بالخمير الحمر
من ناحية أخرى قضت محكمة كمبودية اليوم بالسجن مدى الحياة على سام بيث أحد قادة الخمير الحمر بعد إدانته بالمسؤولية عن اختطاف وقتل ثلاثة مواطنين غربيين قبل ثماني سنوات إضافة إلى ارتكاب عدة جرائم أخرى.
وقال قاضي المحكمة "كان سام بيث العقل المدبر الذي أمر الخمير الحمر بارتكاب هذه الجرائم، وهو الذي أمر بقتل الأجانب الثلاثة".
وقال سام بيث الذي انشق عن الخمير الحمر وانضم للحكومة بعد عام 1994 وأصبح جنرالا في الجيش إن الحكم غير عادل.
وأمضى سام بيث ثماني سنوات هاربا قبل القبض عليه في مايو/ أيار هذا العام. ويعد ثالث أبرز مسؤول بالخمير الحمر تتم إدانته بالمسؤولية عن عملية الاختطاف والقتل. وحكم بالسجن المؤبد أيضا عام 1999 على قائد بالخمير الحمر نون بيت الذي خدم تحت قيادة سام بيث لدوره في جرائم القتل. وصدر حكم آخر بالمؤبد بحق تشوك رين أحد مرؤوسي نون بيت في سبتمبر/ أيلول لكنه ما زال طليقا في انتظار انتهاء إجراءات استئناف طويلة.