السلطة تطالب بأجندة سياسية في مؤتمر لندن
ــــــــــــــــــــ
ليبرمان يتجنب لقاء الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لدى زيارته رام الله ويحث الفلسطينيين والإسرائيليين على التعايش بسلام
ــــــــــــــــــــ
استشهاد ناشطين من حماس، والاحتلال يتوغل في أريحا المدينة الوحيدة التي ظلت تحت السيطرة الفلسطينية
ــــــــــــــــــــ
وفدان من حركتي حماس والجبهة الشعبية يتوجهان إلى القاهرة في إطار المساعي التي تقوم بها مصر للتقريب بين الأطراف الفلسطينية
ــــــــــــــــــــ
أبدت السلطة الفلسطينية رغبتها في أن يتعدى مؤتمر لندن الذي دعا إليه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير مناقشة الإصلاحات داخل السلطة ليشمل الجوانب السياسية.
وقال وزير التعاون الدولي الفلسطيني نبيل شعث في القاهرة إن الفلسطينيين يرغبون في أن يكون المؤتمر أكثر شمولية بحيث يركز على الجانب السياسي، مضيفا أن السلطة تسعى إلى تعديل جدول الاجتماع كي لا يقتصر على مناقشة ما يسمى الإصلاحات في السلطة الفلسطينية.
وكان بلير أعلن في منتصف ديسمبر/ كانون الأول الجاري أنه سيدعو الشهر المقبل مسؤولين فلسطينيين وممثلين عن اللجنة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي إلى عقد مؤتمر يخصص لمناقشة الإصلاحات الفلسطينية بلندن.
من جهة أخرى انتقد شعث تأجيل إطلاق خطة خريطة الطريق خلال اجتماع اللجنة الرباعية يوم الجمعة الماضية. وقال إن ذلك يعني تأجيل إرسال مراقبين دون أي التزامات على دولة الاحتلال وبدون فرض أي قواعد تسمح على الأقل بقدر من الرقابة على السلوك الإسرائيلي المخالف للشرعية الدولية.
وانتهى اجتماع اللجنة الرباعية يوم الجمعة بإصدار تعهدات بالعمل من أجل السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لكنه تعثر برفض الولايات المتحدة إطلاق خريطة الطريق خلال فترة الانتخابات الإسرائيلية التي تجري يوم 28 يناير/ كانون الثاني المقبل.
على صعيد آخر أعرب السيناتور الأميركي جوزيف ليبرمان اليوم عن تأييده لقيام دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل.
وقال ليبرمان عقب لقائه مسؤولين فلسطينيين في رام الله إن السلام لن يتحقق إلا عندما تتعايش دولة إسرائيل مع أخرى فلسطينية جنبا إلى جنب.
وتجنب ليبرمان -وهو يهودي ملتزم دينيا ومؤيد قوي لإسرائيل- الاجتماع مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في ضوء سياسة إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش التي تتجاهل عرفات.
الوضع الميداني
وميدانيا توغلت ست دبابات إسرائيلية ترافقها جرافة عسكرية اليوم في مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين جنوبي قطاع غزة وسط إطلاق نار كثيف. وقال شهود عيان إن فلسطينيين أصيبا برصاص جنود الاحتلال أثناء عملية التوغل، في حين دمرت الجرافات الإسرائيلية منزلين خاليين وثلاثة بساتين مزروعة بأشجار الزيتون.
وفي وقت سابق توغلت قوات الاحتلال في أريحا المدينة الفلسطينية الوحيدة بالضفة الغربية الباقية تحت السيطرة الفلسطينية ولم تتعرض للاحتلال الإسرائيلي. وقال مسؤولو أمن فلسطينيون إن نحو 30 جنديا إسرائيليا تقلهم عدة ناقلات مدرعة توغلوا أمس في المدينة لاعتقال توفيق الزبن (34 عاما) وهو مسؤول محلي في حركة الجهاد الإسلامي.
وفي مدينة سلفيت الواقعة بين مدينتي رام الله ونابلس بالضفة الغربية اعتقلت قوات الاحتلال شرطيين فلسطينيين أثناء غارة ليلية على قرية كفل حارس دهمت فيها منازل العديد من الفلسطينيين.
والمعتقلان هما محمد القاق من جهاز الأمن الوقائي وحمزة عبيد. وفي تطور آخر استشهد مقاومان فلسطينيان في كمين نصبته لهما قوات الاحتلال في قرية بروقين شمالي الضفة الغربية.
وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن وحدة من القوات الإسرائيلية الخاصة حاصرت المقاومين اللذين كانا يحاولان اجتياز أحد الحقول باستخدام جرار زراعي، وقد أطلق عليهما الجنود النار مما أدى إلى استشهادهما على الفور. وأشارت المصادر إلى أن الشهيدين ينتميان إلى حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وأن أحدهما دمرت قوات الاحتلال منزله قبل شهرين.
حماس والشعبية إلى القاهرة
وفي الشأن الداخلي أفاد مسؤول فلسطيني رفيع المستوى أن وفدا من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" توجه اليوم إلى القاهرة لعقد لقاءات مع مسؤولين مصريين في إطار المساعي التي تقوم بها مصر للتوصل إلى اتفاق وطني شامل بين الفصائل الفلسطينية. وقال المسؤول إن أسامة حمدان وعماد العلمي -وهما مسؤولان في حماس- توجها إلى القاهرة تمهيدا للحوار المنتظر مع حركة فتح.
وأكد أن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) سيرأس وفد فتح في حين ينتظر أن يرأس وفد حماس رئيس المكتب السياسي خالد مشعل.
وقال مشعل للجزيرة إن الهدف من الحوار هو التفاهم على رؤية سياسية مشتركة والاتفاق على سبل لإدارة الصراع ضد الاحتلال الإسرائيلي مع الإبقاء على المقاومة، مؤكدا أن الحوار يجري في ظروف إيجابية وسيكون مقدمة لحوار يشمل باقي الفصائل الفلسطينية.
وفى دمشق أكد بيان صادر عن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن وفدا من قيادة الجبهة غادر اليوم العاصمة السورية متوجها إلى القاهرة تلبية لدعوة رسمية في سياق المساعي المصرية للتقريب بين الأطراف الفلسطينية. وأكد البيان أن الوفد المؤلف من أعضاء المكتب السياسي للجبهة في الشتات سيجري مباحثات مع المسؤولين المصريين تتعلق بالوحدة الوطنية الفلسطينية.
وتعتبر الجبهة أن إطلاق سراح أمينها العام أحمد سعادات المعتقل في أريحا بإشراف دولي "ضروري لإنجاح الحوار الوطني". وكان وفد من الجبهة الشعبية برئاسة ماهر الطاهر مسؤول قيادتها في الخارج التقى الخميس الماضي في القاهرة مسؤولين مصريين من بينهم رئيس جهاز الاستخبارات اللواء عمر سليمان.