بوش يعتبر إعلان الأسلحة العراقي غير مشجع
ــــــــــــــــــــ
إيفانوف: روسيا لا ترى في إعلان التسلح العراقي أي انتهاك للقرار 1441ــــــــــــــــــــ
الولايات المتحدة تخطط لتزويد مفتشي الأسلحة الدوليين قريبا بمعلومات استخباراتية عن المواقع التي تعتقد بأن العراق يخفي فيها أسلحة دمار شامل
ــــــــــــــــــــ
أعلن البيت الأبيض الليلة الماضية أن الرئيس الأميركي جورج بوش الذي يستعد لحرب محتملة على العراق، أرجأ جولة كان يعتزم القيام بها في عدد من البلدان الأفريقية في الفترة من السابع وحتى العاشر من يناير/ كانون الثاني المقبل.
وأضاف مسؤول أميركي بارز أن هذا التأجيل يجب ألا يفسر على أنه اقتراب لموعد الهجوم الأميركي المحتمل على العراق، موضحا أن واشنطن مازالت ملتزمة بانتهاج "مسار تشاوري" لتنفيذ مطالبها الخاصة بنزع الأسلحة التي يشك في وجودها لدى بغداد.
وقد اعتبر الرئيس الأميركي أثناء اجتماع مع ممثلي المجموعة الرباعية الخاصة بالشرق الأوسط أن الإعلان الذي قدمه العراق مؤخرا للأمم المتحدة بخصوص برامج تسلحه غير مشجع.
وبموازاة ذلك قال وزير الخارجية الروسي إيغور إيفانوف الموجود حاليا في واشنطن إن روسيا لا ترى في الإعلان العراقي عن برنامج تسلحه أي انتهاك للقرار 1441. وكان مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي قد صرح للجزيرة أن الوقت لا يزال مبكرا لحسم موضوع انتهاك العراق للقرار الدولي.
وفي السياق ذاته قال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة تخطط لتزويد مفتشي الأسلحة الدوليين قريبا بمعلومات استخباراتية عن المواقع التي تعتقد بأن العراق يخفي فيها أسلحة دمار شامل. وكان مجلس الأمن الدولي قد طلب من مفتشي الأسلحة تقديم تقييم مفصل لتقرير الأسلحة العراقية يوم التاسع من الشهر المقبل.
من جهة ثانية ذكر بيان صادر عن مكتب الأمم المتحدة في بغداد أن مجمع التويثة يقوم بأبحاث مدنية في مجال غير نووي وأنه خضع لتفتيش كامل. وكان فريق من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية زار منشأة التويثة على بعد 20 كلم جنوب بغداد أمس. يذكر أن الفريق نفسه زار هذا الموقع عدة مرات منذ عودة مفتشي الأمم المتحدة إلى العراق الشهر الماضي.
الموقف العراقي
وفي المقابل أكد العراق أن الولايات المتحدة بالغت في رد فعلها عندما قالت إن إعلانه عن الأسلحة يمثل خرقا ماديا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1441.
وقال مستشار الرئاسة العراقية عامر السعدي تعقيبا على انتقادات وزير الخارجية الأميركي كولن باول للملف العراقي إن "هذا رد فعل مبالغ فيه".
وأضاف أن رد الفعل الأميركي كان سياسيا لأن الأميركان قالوا إن الإعلان العراقي ينطوي على ثغرات كثيرة حتى قبل أن يتمكنوا من قراءته وتحليله. وأكد أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولجنة الأمم المتحدة للمراقبة والتحقق والتفتيش هما الجهتان المؤهلتان لتحليل الإعلان.
من جهته اتهم وزير الخارجية العراقي ناجي صبري الولايات المتحدة بدعم من سماهم الإرهابيين بقرارها منح مساعدات لمجموعات من العراقيين المعارضين لنظام الرئيس صدام حسين.
وقال صبري في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان نشرت أمس في بغداد إن قرار الرئيس الأميركي جورج بوش منح 92 مليون دولار لمجموعات عراقية معارضة يشكل "دعما لمرتزقة وإرهابيين لتهديد أمن وسلامة واستقرار العراق". ووصف الوزير العراقي تقديم مساعدة للمعارضين العراقيين بأنه انتهاك صريح لمبادئ القانون الدولي والمواثيق الدولية.
حشود عسكرية
وعلى الصعيد ذاته أكد رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي الجنرال ريتشارد مايرز أن بلاده ليس لها أطماع نفطية في منطقة الخليج. وقال في معرض رده على سؤال للجزيرة في الدوحة أمس الجمعة بشأن الحشود العسكرية الأميركية في المنطقة, إن الغاية من هذا الحشد هي مساعدة الجبهة الدبلوماسية ودعمها. وأضاف أن الولايات المتحدة تريد أن يعرف العراقيون أن "لديهم الخيار لتجنب الحرب وهو الكشف عن أسلحة الدمار الشامل".
وأشار مايرز إلى أن الوجود العسكري الأميركي المكثف في الخليج يهدف أيضا إلى منع وصول أسلحة الدمار الشامل إلى من وصفهم بالإرهابيين.
وفي إطار الاستعدادات العسكرية الأميركية لشن حرب محتملة على العراق, تستعد القوات الأميركية لتحميل سفينة حربية في ولاية تكساس بمعدات وتجهيزات لنشرها في منطقة الخليج.
وقد رست السفينة بليليو في ميناء بيمونت بولاية تكساس, حيث سيجري تحميلها بطائرات مروحية وجرافات ومركبات برمائية. وبإمكان هذا النوع من السفن القيام بعمليات إنزال وحدات من المارينز في إطار عمليات هجومية, واستخدام طائرات مقاتلة ومروحيات مضادة للغواصات, والمشاركة في عمليات المراقبة البحرية.
كما نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية قوله إن الولايات المتحدة سترسل 50 ألف جندي إضافي ومزيدا من المعدات العسكرية الثقيلة إلى منطقة الخليج في بداية الشهر القادم. وأضاف المسؤول الذي لم يفصح عن اسمه أن نشر القوات سيشمل عشرات الآلاف من قوات الاحتياط, الأمر الذي سيمنح الرئيس الأميركي جورج بوش الخيار في شن الحرب على العراق نهاية الشهر القادم أو في بداية فبراير/ شباط 2003, لكنه أشار إلى أن بوش لم يتخذ القرار بعد.
وفي لندن رأى خبير بريطاني أمس أن اندلاع حرب محتملة ضد العراق غير مرجح قبل نهاية فبراير/ شباط القادم أي خلال مهلة تسمح لواشنطن ولندن بنشر قوات كافية في المنطقة.
ورأى السير تيموتي غاردن الضابط السابق وعضو المعهد الملكي للشؤون الدولية أنه "مازال هناك شهران على الأرجح قبل الوصول إلى وضع حرب محتملة", وهذا يشكل وقتا كافيا لإقناع العراق بالتعاون.