مفتشو الأسلحة يدخلون مجمعا للصواريخ في بغداد
ــــــــــــــــــــ
بريطانيا تنشر اليوم تقريرها الثاني ضد الرئيس العراقي الذي يحوي معلومات أجهزة استخباراتها حول جرائم صدام حسين
ــــــــــــــــــــ
العراق يتقدم بشكوى للأمم المتحدة ضد الغارات الأميركية البريطانية التي أدت أمس لمقتل أربعة عراقيين وجرح 27 آخرين جنوبي البلاد
ــــــــــــــــــــ
بدأ فريق التفتيش الدولي التابع للجنة أنموفيك تفتيش مواقع جديدة في العراق في إطار مهمته التي بدأها قبل خمسة أيام. وأفاد مراسل الجزيرة في بغداد أن المفتشين باشروا اليوم التفتيش في موقعين أحدهما يضم معملا للكحول شرقي بغداد على طريق بعقوبة القديم.
وأوضح المراسل أن الموقع الثاني الذي بدأت عمليات التفتيش فيه هو منشأة الكرامة الواقعة في منطقة الوزيرية في العاصمة بغداد والتي تضم مصانع تابعة لهيئة التصنيع العسكري العراقية.
وموقع الكرامة متخصص في صناعة صواريخ الحسين التي يبلغ مداها أكثر من 650 كلم والتي حظرتها الأمم المتحدة بعد حرب الخليج. وكان الموقع تعرض لقصف جوي خلال عملية ثعلب الصحراء التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على العراق أواخر عام 1998.
وكان المفتشون غادروا مقرهم في فندق القناة صباح اليوم في سيارات جيب بيضاء تحمل شعار الأمم المتحدة ورافق المفتشين موظفون عراقيون في هيئة الرقابة العراقية وتبعهم العديد من الصحافيين.
وفور دخولهم حظر المفتشون أي خروج أو دخول إلى المجمع. وقال مهندس عراقي منع من الدخول إنه لا يوجد بالموقع أي ورش وإن العمل فيه يتركز على التصميمات الهندسية.
وكانت فرق التفتيش زارت أمس قاعدة للطيران الزراعي في منطقة خان بني سعد على بعد 35 كلم شرقي بغداد بينما تفقد فريق من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية منشأة ابن فرناس التابعة لهيئة التصنيع العسكري العراقية التي تنتج معدات كهربائية. وتقع المنشأة التي تعرضت للقصف عام 1991 في منطقة الراشدية شمال شرقي بغداد.
وفي المنطقة نفسها زار فريق الوكالة موقع القدس المتخصص في صناعة صاروخ الصمود المسموح به في إطار نظام العقوبات المفروض على العراق.
على الصعيد نفسه طلب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى من مدير الوكالة العربية للطاقة الذرية محمود نصر الدين تسليمه لائحة بأسماء خبراء عرب قادرين على المشاركة في عمليات التفتيش عن الأسلحة في العراق.
وقال المتحدث باسم الجامعة إن موسى سيرفع اللائحة إلى رئيس لجنة أنموفيك هانز بليكس والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي, بهدف ضمهم إلى فرق التفتيش عن الأسلحة النووية في العراق.
تقرير بريطاني
من جهة أخرى تنشر بريطانيا اليوم الاثنين تقريرها الثاني خلال شهرين ضد الرئيس العراقي صدام حسين في وثيقة لوزير الخارجية جاك سترو مفصلة تضم معلومات أجهزة استخباراتها حول "جرائم صدام حسين في إطار سياسة متعمدة" لنظامه.
وتقول وزارة الخارجية البريطانية إن الهدف من ذلك هو أن نذكر العالم بأن تجاوزات النظام العراقي تخطت برامج أسلحة الدمار الشامل مع انتهاك التزاماته الدولية.
وكان متحدث رسمي باسم الحكومة البريطانية قد صرح بأن سترو سينشر اليوم الاثنين تقريرا حول انتهاكات حقوق الإنسان في العراق لتذكير العالم بأنه "لا يمكن الوثوق" ببغداد.
ويتوقع أن تكون انتهاكات حقوق الإنسان في العراق في صلب التقرير الذي سيعلن عنه سترو اليوم الاثنين في لندن موضحا في الوقت نفسه أن هذا التقرير لا يشكل "وثيقة قانونية".
وكان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير نشر في 24 سبتمبر/ أيلول ملفا حول برنامج الأسلحة النووية والجرثومية والكيميائية مؤكدا أنه برنامج أسلحة "نشط ويجري توسيعه", بينما أجمع المراقبون على أن هذا التقرير لم يأت بجديد.
شكوى عراقية
على صعيد آخر تقدم العراق بشكوى للأمم المتحدة مما يصفه بالغارات الأميركية البريطانية المتكررة في منطقتي الحظر الجوي في شمال البلاد وجنوبها.
وحصلت اليوم الاثنين وسائل الإعلام على الشكوى التي تحمل تاريخ أمس الأحد وهو نفس اليوم الذي قصفت فيه الطائرات الأميركية والبريطانية هدفا في ميناء البصرة الجنوبي.
وفي رسالة موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان شجب وزير الخارجية العراقي ناجي صبري الغارات ووصفها بأنها إرهاب دولة وأكد على حق العراق في الدفاع عن النفس.
وكان ناطق عسكري عراقي في بغداد قد أعلن أمس أن أربعة عراقيين قتلوا وأصيب 27 آخرون إثر غارات شنتها طائرات أميركية وبريطانية على منشآت مدنية وخدمية جنوبي العراق.
وقال الناطق الذي أوردت تصريحه وكالة الأنباء العراقية الرسمية إن "الطائرات المعادية تعرضت لمنشآتنا المدنية والخدمية في محافظات البصرة وذي قار والكوت، ما أدى إلى مقتل أربعة مواطنين وجرح 27 آخرين".
وأوضح الناطق أن عددا من التشكيلات الأميركية والبريطانية القادمة من الأجواء الكويتية تساندها طائرات استطلاع من داخل الأجواء السعودية والكويتية قامت بـ62 طلعة جوية مسلحة فوق مناطق أشبجة واللصف والشنافية والديوانية وأرطاوي والشطرة والجليبة والكوت والناصرية والسماوة والعمارة والبصرة" جنوبي العراق.