السعودية تتوقف عن مساعدة عائلات الفدائيين الفلسطينيين
أعلن المستشار السياسي لولي العهد السعودي أن بلاده توقفت عن دفع الأموال مباشرة لعائلات الفدائيين الفلسطينيين, ولكنها تمول منظمات إنسانية تساعد العائلات المحتاجة.
وقال عادل الجبير لشبكة CNN التلفزيونية "ما نقوم به في هذه الحالة هو تقديم الأموال للصليب الأحمر الفلسطيني والصليب الأحمر الدولي وكذلك إلى الهلال الأحمر ومنظمات الأمم المتحدة التي تقدم الأموال للعائلات المحتاجة". وأضاف "نحن لا نشجع العمليات التفجيرية. إن مفتي المملكة العربية السعودية ندد منذ أكثر من عام بالعمليات واعتبرها غير أخلاقية".
وكانت إسرائيل قد أعلنت في مايو/ آيار الماضي -استنادا إلى وثائق صادرتها خلال عملياتها العسكرية في الضفة الغربية- أنه "تبين بشكل جلي أن السعودية حولت مبالغ كبيرة باستمرار إلى عائلات فدائيين فلسطينيين وإلى حركة حماس وكذلك إلى أشخاص ومجموعات تابعة لحماس". وقال في حينه مسؤول سعودي إن "المساعدة الإنسانية لعائلات هؤلاء الشهداء ستستمر لأن هذه العائلات ليست مسؤولة عن العمليات التي يقوم بها أولادها. إن العدوان الإسرائيلي هو المسؤول عنها".
المنظمات الخيرية
في سياق متصل أفادت مجلة نيوزويك اليوم الاثنين أن السعودية تستعد على ما يبدو للاعتراف رسميا بوجود خلل في تسيير المنظمات الخيرية الإسلامية, وستعلن هذا الأسبوع على الأرجح إجراءات جديدة أكثر صرامة في مراقبة وتفتيش الحسابات المالية. ونقلت المجلة عن مسؤول سعودي لم تكشف اسمه اعترافه بأن عشرات الملايين من الدولارات من الأموال السعودية قد تكون استخدمت على الوجه الخطأ. وقال المسؤول نفسه إن "جمعياتنا الخيرية حصلت على أموال كثيرة نقدا, بينما لم تكن لديها أي فكرة عن المكان الذي تذهب إليه هذه الأموال". وتابع "إننا أمام عملية احتيال كبيرة باسم الدين".
وكشفت المجلة أنه في عام 1998 أتاح تحقيق لمكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) بشيكاغو حول مصنع كيميائي كان يشتبه في أنه يستخدم لتبييض الأموال لصالح حركة حماس, التعرف على أن الشركة الكيميائية تلقت 1.2 مليون دولار نقدا من الفرع الأميركي للمنظمة الدولية للإغاثة الإسلامية التي تعتبر من أكبر المنظمات الخيرية الإسلامية في العالم. وعندما اقتفى محققون أثر هذه الأموال وصلوا إلى قسم الشؤون الإسلامية في السفارة السعودية بواشنطن, كما أفادت المجلة.
وتخوفا من انعكاسات ذلك الاكتشاف على العلاقات الدبلوماسية الثنائية طلب مسؤولون في هذا القسم من المحققين توخي الحذر. وبذلك لم يتضمن "بيان قضائي" أعده (FBI) حول تحويل 450 ألف دولار للمنظمة الدولية للإغاثة الإسلامية أي إشارة إلى السعودية, مكتفيا بعبارة "سفارة تابعة لحكومة أجنبية".
وقالت المجلة إن شرطة الجمارك قامت بتفتيش مكاتب المنظمة الدولية للإغاثة الإسلامية بواشنطن في آذار/مارس الماضي, ولكن لم توجه التهمة إلى أي شخص. وقد أقيل زعيم الفرع الأميركي لهذه المنظمة من منصبه منذ ذلك التاريخ, وهو يخضع لملاحقات بتهمة الاحتيال في السعودية. وفي المقابلة مع شبكة (CNN) اعتبر المستشار الدبلوماسي لولي العهد السعودي أن نيوزويك ذهبت إلى حد بعيد جدا, ولكنه أقر بأن "بعض المنظمات الخيرية ليس لها ما يكفي من آليات الرقابة".
وأكد الجبير أنه "خلل أصلحناه", مضيفا أن "عناصر مسيئة تسللت" إلى المنظمات الخيرية في البوسنة والصومال و"لقد أغلقناها. وبعثنا الأسماء إلى الأمم المتحدة وهم فارون حاليا". وكانت مجلة نيوزويك ذكرت الأسبوع الماضي أن أموالا سحبت من حساب الأميرة هيفاء الفيصل زوجة السفير السعودي بواشنطن الأمير بندر بن سلطان, ووجدت هذه الأموال طريقها إلى أيدي شركاء لاثنين من الخاطفين الذين نفذوا هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001. وبلغت القيمة الإجمالية لهذه المبالغ المالية 130 ألف دولار. وأكدت الأميرة أن الأموال أعطيت في إطار المساعدات الإنسانية.