أربعة شهداء وعشرات الجرحى في الضفة وغزة
ــــــــــــــــــــ
سرايا القدس تتبنى الهجوم على موقع عسكري إسرائيلي قرب مستوطنة نتساريم اليهودية في قطاع غزة
ــــــــــــــــــــ
وزير الداخلية الفلسطيني يقول إن عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين موجودة، ولكنها مرهونة بقبول الولايات المتحدة لها
ــــــــــــــــــــ
استشهد عامل فلسطيني مساء اليوم وأصيب تسعة آخرون بجروح في شمال قطاع غزة عندما فتحت قوات الاحتلال النار بشكل مفاجئ على مجموعة من العمال الفلسطينيين عند معبر بيت حانون في شمال القطاع.
وقال مراسل الجزيرة إن العمال كانوا عائدين من عملهم ولم يكن لهم أي علاقة بما رددته المصادر الإسرائيلية عن سقوط قذيفة صاروخية من طراز القسام تجاه المنطقة الصناعية. وأسفر ذلك عن استشهاد العامل خالد عبد الغني ناصر
(36 عاما) وإصابة تسعة من زملائه.
وعلى الجانب الآخر زعم الجيش الإسرائيلي أنه كان يرد على مسلحين فلسطينيين بإطلاق نيران الدبابات والأسلحة الرشاشة باتجاه مكان إطلاق الصاروخ.
في هذه الأثناء أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مسؤوليتها عن الهجوم فجر اليوم على موقع عسكري إسرائيلي قرب مستوطنة نتساريم اليهودية في قطاع غزة. وأوضحت سرايا القدس، في بيان أرسلت نسخة منه إلى الجزيرة، أن العملية أسفرت عن إصابة جنديين إسرائيليين. وأضاف البيان أن منفذ العملية محمود شلدان (22 عاما) استشهد، في حين تمكن أفراد المجموعة الآخرون من العودة إلى قواعدهم.
وكان فتى في الرابعة عشرة من عمره وشرطي فلسطيني قد أصيبا بجروح عندما قصفت مروحية إسرائيلية أمس بصاروخين سيارة مدنية قرب مقبرة الشهداء في غزة مما أدى لإصابة سائقها بجروح إضافة إلى ثلاثة من المارة. وأفاد مراسل الجزيرة في غزة أن العملية كانت محاولة لاغتيال ثلاثة من كوادر سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي كانوا في السيارة، إلا أنهم تمكنوا من إخلائها قبيل إصابتها.
وأوضح مصدر عسكري إسرائيلي أن جنديا أصيب بجروح طفيفة. وأضاف المصدر أن الجيش قام بتوقيف عدة ناشطين فلسطينيين في قطاع غزة.
شهيدان في الضفة
في هذه الأثناء واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عملياتها العسكرية في مدن وقرى الضفة الغربية، فقد استشهد فلسطيني مساء اليوم الاثنين في تبادل لإطلاق النار مع مسلحين فلسطينيين في طولكرم بشمال الضفة الغربية. واستشهد ماهر سقاالله (20 عاما) أثناء اشتباكات مسلحة بين وحدة خاصة من جيش الاحتلال وناشطين فلسطينيين أصيب خلالها سبعة فلسطينيين آخرين بجروح بينهم ثلاثة أطفال. وأوضح مراسل الجزيرة في طولكرم أن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزاتها إلى الجانب الشرقي من المدينة في عملية تستهدف بشكل أساسي ناشطي كتائب شهداء الأقصى، وذلك لتعزيز القوات الخاصة التي بدأت بالهجوم.
وقد انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من قلب مدينة جنين وتمركزت على مداخلها بعد أن اجتاحتها صباح اليوم. واعتقل الجنود الإسرائيليون اثنين من عناصر سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
واستشهد الفتى الفلسطيني معتز عودة (16 عاما) وأصيب 16 آخرون في عملية الاقتحام. وفتح الجنود مدعومين بدبابتين وعربتين مدرعتين نيران الأسلحة الرشاشة على الفلسطينيين في سوق جنين المركزي حيث كانوا يشترون احتياجاتهم قبل عطلة عيد الفطر. وقال شهود عيان إن مركز المدينة كان مزدحما بالمتسوقين عند دخول قوات الاحتلال التي فتحت النار باتجاه السكان. وطوق جيش الاحتلال منزلا في المدينة حيث وقع تبادل كثيف لإطلاق النار جرح فيه عدد من الفلسطينيين.
وتوغلت القوات الإسرائيلية في بلدة يعبد القريبة من جنين في إطار عملية البحث عمن تدعوهم إسرائيل بالمطلوبين، وفرضت حظرا للتجول على البلدة. كما فرضت حظر التجول على جميع القرى الفلسطينية المتاخمة للخط الأخضر شمالي الضفة الغربية.
وجاء ذلك على إثر معلومات قالت الشرطة الإسرائيلية إنها تلقتها حول نية فلسطينيين شن هجمات فدائية داخل إسرائيل، وقد عززت الشرطة الإسرائيلية من قواتها داخل منطقة وادي عارة المتاخمة لشمالي الضفة الغربية.
الوضع السياسي
وسياسيا اعتبر وزير الداخلية الفلسطيني هاني الحسن عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين موجودة، ولكنها مرهونة بقبول الولايات المتحدة لها. وأعرب الحسن في تصريحات للصحفيين عن تشجيع السلطة الفلسطينية للتيار الذي يمثله رئيس حزب العمل الإسرائيلي الجديد عمرام متسناع، والذي يرجح العقلانية والقناعة بعدم جدوى حل عسكري للصراع في الشرق الأوسط.
من جهته أعرب النائب العمالي الإسرائيلي يوسي كاتز المكلف بالعلاقات مع الفلسطينيين والعالم العربي في حزب العمل عن رغبة حزبه في استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين, وذلك خلال لقائين جمعاه في القاهرة مع وزير الخارجية المصري أحمد ماهر ومستشار الرئيس مبارك للشؤون السياسية أسامة الباز. من جانبه التقى صائب عريقات وزير الحكم المحلي الفلسطيني في القاهرة بعدد من المسؤولين المصريين.
يأتي ذلك بعد أن أبلغت الإدارة الأميركية الحكومة الإسرائيلية أن الصيغة النهائية لخطة العمل الرامية إلى تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي المعروفة بـ"خريطة الطريق"، لن تقدم إلا بعد الانتخابات العامة الإسرائيلية وتشكيل حكومة جديدة. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون قد طلب إرجاء تقديم الخطة بدلا من عرضها على المجموعة الرباعية الدولية التي ستعقد اجتماعا في العشرين من الشهر الحالي.