استمرار المظاهرات في إسبانيا بسبب أزمة الناقلة برستيج
تظاهر الآلاف بمدينة برشلونة شمال شرقي إسبانيا, احتجاجا على معالجة الحكومة لكارثة التسرب النفطي من ناقلة برستيج الغارقة والتي اعتبرت أسوأ كارثة بيئية تشهدها البلاد.
وقدرت الشرطة عدد المشاركين في المظاهرة بنحو 12 ألف شخص, وهي أكبر مظاهرة تقام خارج إقليم جاليسيا شمال غربي إسبانيا الذي لوث النفط المتسرب من برستيج مئات الكيلومترات من شواطئه. وحمل بعض المتظاهرون لافتات كتب عليها "أيها السادة .. أنتم مفصولون"، وطالبوا باستقالة رئيس الوزراء خوسيه أزنار ونائبه ماريانو راخوي الذي يقود جهودا لإزالة البقعة النفطية.
ويقدر خبراء أن الناقلة التي يبلغ عمرها 26 عاما تسرب منها 65 ألف طن من زيت الوقود إلى قاع المحيط, من أصل حمولتها الإجمالية البالغة 77 ألفا.
ومنذ بدء تسرب زيت الوقود السام من الناقلة أثناء عاصفة قبالة ساحل جاليسيا يوم 13 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي ثم انشطارها إلى نصفين وغرقها بعدها بستة أيام, سببت برستيج معضلة سياسية كبيرة لحكومة أزنار.
وشكك الحزب الشيوعي المعارض ووسائل الإعلام المحلية في سلامة قرار أزنار إبعاد الناقلة إلى المحيط الأطلسي المضطرب بالعواصف, بدلا من السماح لها بالرسو في ميناء حتى يتسنى احتواء النفط المتسرب قبل انشطارها.
وقد أظهر استطلاع للرأي أن شعبية الحزب الاشتراكي العمالي المعارض ارتفعت 38% بعد كارثة السفينة. وسجل بذلك أفضل نتائج له منذ انتخابات عام 1996, حسب ما نشرت صحيفة ألموندو. وأصبح يفصل بينه والحزب الشعبي الحاكم ثلاث نقاط فقط.
وأبرز الاستطلاع تراجعا كبيرا في شعبية الحكومة منذ غرق الناقلة. وبلغت نسبة الإسبان الذين ينظرون إلى الحكومة نظرة "سيئة" أو "سيئة جدا" 23% مقابل 19.4% الشهر الماضي. ولم يبق سوى 31.9% ينظرون إلى الحكومة نظرة "مؤيدة" أو "مؤيدة جدا" مقارنة بـ 37.4% قبل شهر.