واشنطن: العراق لا يملك فرصة لتعديل تقرير الأسلحة
ــــــــــــــــــــ
طائرات أميركية وبريطانية تقصف لليوم الثالث على التوالي موقعا للاتصالات العسكرية العراقية في الجنوب
ــــــــــــــــــــ
بغداد تعلن أن المفتشين الدوليين وجهوا أسئلة للمسؤولين العراقيين عن العلماء الذين لهم علاقة بالبرنامج النووي السابق
ــــــــــــــــــــ
أعلن البيت الأبيض أنه ليس أمام العراق أي فرصة أخرى لإضافة ما أغفله في تقريره عن الأسلحة الذي قدمه إلى الأمم المتحدة.
وقال آري فليشر المتحدث باسم البيت الأبيض في رده على سؤال عما إذا كان العراق سيمنح فرصة لتعديل الوثائق وإضافة ما أغفله "إنه كان واضحا للغاية من الأمم المتحدة أنها كانت الفرصة الأخيرة للعراق لإبلاغ العالم على نحو دقيق وواف بما يملكه من أسلحة".
وسئل إن كان يقصد أنه لا توجد فرصة ثانية أمام العراق فأشار إلى سلسلة من قرارات الأمم المتحدة التي اتهم العراق بانتهاكها وقال إنها تصل إلى 16 قرارا.
وذلك في إشارة إلى أن واشنطن ستعتبر أي خلل في التقرير بمثابة انتهاك جديد قد يبرر شن هجمات عسكرية عليه.
وقال مسؤولون أميركيون وبريطانيون ومن الأمم المتحدة في الآونة الأخيرة إن تقرير العراق عن برامج أسلحته والذي سلم إلى الأمم المتحدة في السابع من الشهر الجاري ويتضمن 12 ألف صفحة لم يقدم تفاصيل حول جميع أسلحته الكيماوية والبيولوجية.
قصف أميركي للعراق
في هذه الأثناء أفادت أنباء بأن طائرات أميركية وبريطانية قصف اليوم ولليوم الثالث على التوالي موقعا عراقيا في الجنوب.
وقال الجيش الأميركي إن الهجوم استهدف موقعا للاتصالات العسكرية جنوب الكوت الواقعة على بعد 160 كلم تقريبا جنوب شرق بغداد.
وبرر الأميركيون هذا القصف بأنه جاء ردا على ما وصفوه ب "استفزاز" عراقي للطائرات التي تراقب مناطق حظر الطيران التي فرضتها واشنطن من جانب واحد بتأييد من بريطانيا.
وأضافت القيادة المركزية في بيان من مقرها في تامبا بولاية فلوريدا أن الطائرات الغربية هاجمت أمس الأحد رادارا عراقيا متنقلا في منطقة الحظر الجوي الجنوبية. وقصفت الطائرات يوم السبت منشآت متنوعة للاتصالات.
وتفرض طائرات حربية أميركية وبريطانية منطقة حظر جوي في أجزاء من شمال العراق وجنوبه. ولا يعترف العراق بمنطقتي الحظر الجوي اللتين فرضتا عقب حرب الخليج عام 1991.
استمرار عمليات التفتيش
وفي سياق عمليات التفتيش أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أن المفتشين الدوليين بدؤوا بتوجيه أسئلة للمسؤولين العراقيين في المواقع التي يتفقدونها عن العلماء الذين لهم علاقة بالبرنامج النووي السابق، وذلك للمرة الأولى منذ بدء عملياتهم التي دخلت أسبوعها الرابع اليوم.
وأوضح المتحدث أن فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي زار الشركة العامة لصناعة الزجاج والسيراميك التابعة لوزارة الصناعة والمعادن قرب مدينة الرمادي على بعد مائة كلم غربي بغداد، وجه أمس الأحد أسئلة بهذا الخصوص.
وقد واصل مفتشو الأسلحة الدوليون عملهم وتفقد فريق منهم اليوم منشأة حطين التابعة لهيئة التصنيع العسكري في منطقة الإسكندرية على بعد نحو 50 كلم جنوبي بغداد.
وزار فريق آخر معهد الدراسات العليا لعلوم الهندسة الوراثية وقسم التقنيات الإحيائية بجامعة بغداد. كما اتجه فريق ثالث إلى مصنع للمواد الكيماوية في مجمع التاجي على بعد 30 كلم شمالي بغداد، ويتبع المصنع لشركة ذات الصواري التابعة بدورها لوزارة الصناعة.
وقال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي إن الهدف الأساسي من وجود المفتشين في العراق هو التأكد من أن بغداد لم تطور أي أسلحة نووية في الأعوام الأربعة الماضية، وقال في حوار خاص مع الجزيرة إن العراق كان خاليا تماما من الأسلحة النووية عام 1997 عندما غادرت الوكالة بغداد.
فصائل المعارضة
من جهة ثانية تعمل فصائل المعارضة العراقية المجتمعة في لندن على وضع تفاصيل البيان الختامي لمؤتمرهم بعد تمديد المناقشات يوما آخر بسبب خلافات على بعض بنوده.
وأكد رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طَالباني أن نقاطا كثيرة من البيان الختامي تم الاتفاق عليها. لكن مصادر داخل المؤتمر ذكرت أن الخلافات تتركز على طبيعة مرحلة مابعد الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين وتشكيل لجنة المتابعة والتنسيق إضافة إلى مسألة التمثيل بالنسبة للمجموعات المختلفة.
ولم تتمكن الاجتماعات المتواصلة لست جماعات معارضة حتى فجر اليوم من تذليل الخلافات القائمة خصوصا بشأن اللجنة التي تقرر تشكيلها لمتابعة تنفيذ المقررات، وذلك رغم الاجتماعات المكثفة التي يجريها سفير واشنطن لدى المعارضة العراقية زلماي خليل زاده للتوصل إلى موقف موحد لضمان عدم فشل المؤتمر الذي تدعمه واشنطن.
ولا تزال الخلافات قائمة في قضية طرح الدستور الدائم الذي سيوضع في المرحلة الانتقالية وإذا ما كان سيوضع بناء على على استفتاء شعبي أو عبر إقرار من مجلس تأسيسي منتخب.
وكان المؤتمرون توصلوا إلى اتفاق على مسودة مشروع سياسي يدعو إلى عراق اتحادي. ووضع ممثلو الجماعات المعارضة بيانا ختاميا يرسم مستقبل العراق. ويتعهد البيان الذي يتوقع الإعلان عنه في وقت لاحق اليوم برفض الوصاية الأجنبية واحتلال العراق إذا أطيح بنظام الحكم الحالي بفعل التدخل الأميركي.