مؤتمر المعارضة العراقية في لندن يدخل يومه الثاني
دخل مؤتمر المعارضة العراقية المنعقد في العاصمة البريطانية لندن والذي يبحث في مرحلة ما بعد نظام الرئيس صدام حسين، يومه الثاني.
ويعقد المؤتمر اليوم الأحد ثلاث جلسات عمل لمتابعة ومناقشة عمل اللجان وتشكيل لجنة "التنسيق والمتابعة" التي ستنبثق منه، على أن تعلن النتائج في مؤتمر صحفي يعقد ظهر غد الاثنين.
وشهد يوم أمس تظاهر عدد من العراقيين المنتمين لتيارات مختلفة أمام المبنى الذي يحتضن أعمال المؤتمر, متهمين المعارضة بتغييب شريحة من الشعب العراقي بينما قاطعت تنظيمات عراقية أعماله.
وأعلنت الجبهة الوطنية الإسلامية العراقية المعارضة أنها قررت الامتناع عن المشاركة في المؤتمر بسبب ما وصفته بغياب إرادة الجميع في اتخاذ القرارات وغياب آلية حصر الأهداف الحقيقية له.
كما أعلن فصيل عراقي معارض يطلق على نفسه اسم التحالف الملكي الديمقراطي مقاطعته لمؤتمر لندن. واتهم متحدث باسم هذا الفصيل المؤتمر بالسعي لتكريس الطائفية في العراق. ويدعو التحالف الملكي الديمقراطي إلى تنصيب الأمير الأردني رعد بن زيد ملكا على العراق.
وأعرب الناطق باسم التحالف الملكي الديمقراطي العراقي المعارض د. نبيل الجنابي عن عدم رضاه عن تشكيلة الهيئة التأسيسية لمؤتمر المعارضة المنعقد في لندن. وقال في اتصال مع الجزيرة إن الهيئة مكونة في غالبيتها من أشخاص لا يعرفهم الشعب العراقي.
الجلسة الافتتاحية
وكان قادة المعارضة العراقية قد أكدوا في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التي بدأت أمس، ضرورة الحفاظ على وحدة العراق وسيادته وإقامة نظام برلماني تعددي بعد الإطاحة بنظام صدام. كما عبروا عن رفضهم تولي إدارة أجنبية لحكم العراق في الفترة الانتقالية.
ويحاول خصوم الرئيس العراقي صدام حسين دفن خلافاتهم وبحث مستقبل البلاد بالدعوة إلى إقامة عراق فدرالي في حالة الإطاحة بصدام. وتجمع نحو 1000 شخص -بينهم 330 مندوبا وعشرات الصحفيين وأفراد الأمن- في فندق فاخر بناء على دعوة من لجنة تمثل ست جماعات معارضة تعترف بها الولايات المتحدة.
وصممت واشنطن هذا الاجتماع على غرار اجتماع عقد في ألمانيا العام الماضي لتشكيل حكومة مؤقتة في أفغانستان عقب انهيار حكم طالبان، إلا أنه لم يتضح مدى التأييد الذي يتمتع به المشاركون العراقيون داخل العراق.
واستمع الاجتماع الذي تأجل ثلاث مرات بسبب خلافات بين الأطراف بشأن من الذي يجب أن تكون له السيطرة، إلى نداءات بإقامة عراق فدرالي يتم تحريره من حزب البعث الذي يترأسه صدام حسين وإقامة عراق خال من التطرف والهيمنة الأجنبية.
الدعم الأميركي
وقال أحمد جلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي الذي له اتصالات جيدة مع واشنطن من بين كل المعارضين العراقيين إن محنة الشعب العراقي جرى تجاهلها إلى حد بعيد، مضيفا أن الدول التي زودت الرئيس صدام حسين بأسلحة الدمار الشامل هي الآن تعاقب الشعب العراقي على امتلاكه لها. وأوضح أن الولايات المتحدة خذلت العراقيين عدة مرات، ولكنه يقول إنه يفخر بأن الرئيس الأميركي جورج بوش تبنى برنامج المعارضة بالنسبة للديمقراطية في العراق.
وقال مبعوث بوش الخاص للمؤتمر زالماي خليل زاده إن الولايات المتحدة تدعم مستقبلا ديمقراطيا للعراق، وأضاف "سيجد الشعب العراقي الولايات المتحدة واقفة معهم في صنع مستقبل أفضل". وأشار إلى أن الولايات المتحدة لا تريد صدام آخر في العراق.
وقال جلال طالباني زعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني وهو أحد حزبين يسيطران على شمال العراق إن النظام الفدرالي موجود في 70 دولة في أنحاء العالم وإنه سيعزز الوحدة في العراق.
ورفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود برزاني عقد أي مقارنة بين أفغانستان والعراق وقال "إن رسالتنا للعالم هي أننا قادرون على إدارة العراق دون تدخل أحد".
وحذر عبد العزيز الحكيم أحد كبار المسؤولين في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق الذي يتخذ من طهران مقرا له من أن أي حكومة في المستقبل يجب أن تعمل على حماية أصول البلاد -وهي بصفة أساسية الاحتياطيات النفطية الضخمة- من أي هيمنة أجنبية. وأعلن الحكيم وسط إشادة الحاضرين في قاعة المؤتمر أنه ليس للتطرف مكان في عراق المستقبل.
والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني ضمن أربع جماعات في المؤتمر شكلت تحالفا موسعا يعرف باسم مجموعة الأربعة. والجماعات الأخرى هي الحزب الديمقراطي الكردستاني وأعضاء سابقون في حزب البعث الذي يتزعمه صدام.
وتحظى الجماعات الست باعتراف من الولايات المتحدة التي بذلت جهودا كبيرة لتشكيل ما قد يصبح حكومة عراقية في المنفى. وزار مسؤولون أميركيون لندن لإعطاء دفعة للمؤتمر بعد أن فشلت محاولات عقده في أمستردام وبروكسل.